البابا شنودة يحذر أتباع الكنيسة المصرية من نشاط جماعة «السبتيين الصهيونية»

TT

حذر البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية من نشاط مريب لجماعة دينية محظورة، لا علاقة لها بالطوائف المسيحية المعروفة، تقوم بارسال مطبوعاتها الى آلاف المسيحيين المصريين، تتضمن افكارا خارجة عن الدين المسيحي لجماعة مرفوضة من جميع المذاهب المسيحية. وقال البابا شنودة في بيان امس: «تحمل هذه المطبوعات عبارة «لسنا شهود يهوه، ولا ننتمي الى أي طائفة مسيحية»، وحقيقة الامر ان مصدرها جماعة السبتيين ذات التعاليم المخالفة للديانة المسيحية والتي تدعو الى تقديس يوم السبت».

واشار الى ان جماعة السبتيين المسؤولة عن توزيع هذه المطبوعات يتزعمها في مصر شخص يدعى جلات دوس يدير احدى شركات مساحيق التجميل وشركة مواد غذائية بمدينة العاشر من رمضان، وحذر الجميع من قراءة المؤلفات التي يوزعها. وقال البابا شنودة: «ان هذا الشخص يسعى الى نشر فكر جماعة السبتيين المرفوضة في مصر، من خلال توزيع مطبوعات قيمة فاخرة الطباعة بالمجان على الجماهير، مما يوضح ان جهات تمويلية خارجية قوية تقف وراءه».

واوضح: «ان هذه الجماعة لها زعيمة على المستوى الدولي تدعى ايلين موايت، يعتبرونها بمثابة نبية لهذه الطائفة، وتوزع لها حوالي سبعة مجلدات ضخمة من تأليفها بالمجان، ابرزها مجلد بعنوان «الصراع العظيم» يتضمن افكارا مغالطة للاديان السماوية، ويعتبر هذا المجلد الدستور الاول لهذه الجماعة».

ويذكر ان قساوسة الكنيسة المصرية اطلقوا امس تحذيرات مكثفة عقب كل قداس من التأثير السلبي الذي يمكن ان تحدثة منشورات جماعة «شهود يهوه» والداعية الى نشر ما أسمته مصادر الكنيسة بالفكر الصهيوني. وفي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» اكد الانبا مرقس، اسقف شبرا الخيمة وتوابعها واحد ابرز معاوني البابا شنودة: «ان جماعة «شهود يهوه» ليسوا مسيحيين، وعقيدتهم منحرفة تقوم على اساس انه لا دينونة بعد انتهاء حياة الانسان على الارض، وهو ما يتنافى مع كل الرسالات السماوية. كما انهم يعملون على نشر الفكر الصهيوني القائم على ضرورة اعادة بناء هيكل سليمان في القدس، وزاد نشاطهم في الآونة الاخيرة مع زيادة حالة الكراهية لليهود، ومع اقتراب الحرب الاميركية ضد العراق، وهم يحاولون خداع البسطاء بأفكارهم واستغلال حاجتهم المادية، وقد حرص البابا شنودة على التحذير من نشاطهم بعد ان نقل اليه كثيرون شكوى من اصرار ادارة الشركات التابعة للجماعة على اعتناق العاملين لأفكارهم». وسعت «الشرق الأوسط» للاتصال بجلال دوس في مكتبة إلا أنه تهرب، فأبلغنا سكرتيرته نجوى بما قاله البابا شنودة من تحذيرات ووعدتنا برد دوس في الوقت المناسب من وجهة نظره.

يذكر ان جماعة «شهود يهوه» قامت عام 1872 على يد تشارلز ثازرجيل في الولايات المتحدة وقد ادعى اتباعها اول الامر ان المجيء الثاني للسيد المسيح سيكون عام .1874 وعندما مر هذا العام ولم يأت المسيح اصيبوا بخيبة امل. وخروجا من هذه الورطة اعلن مؤسس الجماعة ان «المسيح جاء ولكن في الملكوت بعيدا عن الارض فلم نشعر بوجوده». وفي عام 1876 استمع تشارلز الى عظة من مؤسس «الأدفانتست» جوناس فاندل اكد فيها بطلان الدينونة وعقيدة جهنم والعذاب الابدي، فأعجبته الفكرة وبشر بها.

وفي عام 1911 زار تشارلز فلسطين واعلن هناك ان اليهود سيعودون عن قريب الى وطنهم الاصلي استعدادا للمجيء الثاني للسيد المسيح. وعند عودته الى نيويورك اعد له يهود اميركا احتفالا عظيما. ثم وصلت بدعة «شهود يهوه» الى مصر، فتصدت لها اجهزة الدولة وصدر القرار الوزاري رقم 155 في 6/2/1966 من وزارة الشؤون الاجتماعية بحل الجمعية التي ترعى «شهود يهوه»، لكن اعضاء الجماعة عادوا اخيرا لمزاولة نشاطهم مجددا تحت اسم «السبتيين» وفي سرية وعن طريق توزيع كتب ومنشورات ومجلات تروج لعقيدتهم.