النشاط اللافت لهيلاري كلينتون يثير تساؤلات عن طموحاتها الرئاسية

TT

بعد فترة من الهدوء بل والركود، ووسط تزايد عدد الطامحين الديمقراطيين لمعركة انتخابات الرئاسة الاميركية عام 2008، ثمة مؤشرات الى نشاط لافت للسناتورة هيلاري رودام كلينتون، زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون، قد ينتهي بالانضمام الى سباق البيت الابيض.

فهيلاري، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، تنشط هذه الايام بصورة غير مألوفة منذ دخولها المجلس لأول مرة قبل سنتين. وهي بشهادة المراقبين تثبت حضوراً وفاعلية تستحقان الاعجاب في مداولات مجلس الشيوخ، ولا سيما عند إثارة المسائل السياسية والنظامية الحساسة.

الا ان بين اهم ما يلحظه متابعو نشاط هيلاري، التي باتت اول زوجة رئيس تقتحم اسوار مجلس الشيوخ، تحركها في الظل لإنشاء مجموعة سياسية جديدة تروج لبرنامج سياسي جديد للحزب الديمقراطي على ابواب انتخابات 2004، وانكبابها على رسم خطط تمويلها وافكارها المطلبية. وفي حين يقول جون بوديستا، رئيس جهاز موظفي الرئيس كلينتون ومدير المجموعة الوليدة ان هيلاري «دؤوبة جداً في حث المحيطين بها على بذل الجهود وتنسيقها وتطوير الافكار وترويجها بصورة أفضل»، فإن السناتورة قالت خلال لقاء صحافي اول من امس «سيكون معيباً لنا ان نخفق في تشكيل مجموعات جديدة تضمن توصيل افكارنا وتصوراتنا الى آذان الناس».

من جهة ثانية، ثمة من يقول ان تحرك هيلاري الجديد يتسم بتخليها عن راديكاليتها السابقة ويقربها أكثر من السياسات التوافقية التي اعتمدها زوجها إبان فترتيه الرئاسيتين. وطبعاً هذا التحول التدريجي نحو مواقع الوسط ـ او «الديمقراطية الجديدة» حسب تعبير السناتورة، يغضب اللييبراليين التقليديين داخل الحزب الديمقراطي، بقدر ما يحرج الجمهوريين الذين لا تتردد هيلاري في التوافق مع بعض قياداتهم إزاء قضايا محددة، مثل تشريعات رعاية التبني، او تشريعات تأمين البطالة، ناهيك عن تأييدها الهدف المعلن لإدارة الرئيس جورج بوش بإطاحة النظام العراقي. وبالفعل يبدو ان تحولها أكسبها رضى ساسة ديمقراطيين محافظين مثل السناتور جون برو (من ولاية لويزيانا) الذي وصف ما تفعله حالياً بقوله «لقد أمضت سنتيها الاولى والثانية في مجلس الشيوخ كتلميذة تتعرف على اجوائه وتقاليده واصول التعامل بداخله، وها هي الآن، بعد مرحلة التحوط والكتمان تلك، تبدأ مرحلة جديدة جريئة لا تردد فيها عن التعبير عن مقاصدها».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»