أعلنت مصادر وزارة الدفاع الروسية عن بدء انسحاب بعض الوحدات العسكرية من الشيشان. وقالت المصادر إن أولى الوحدات التي تمثل القوات المسلحة وقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بدأت تحركها أمس من القاعدة المركزية في خان كالا الواقعة على مقربة من العاصمة غروزني. وأشارت المصادر إلى أن المرحلة الأولى للانسحاب من الشيشان في الأيام القريبة المقبلة تأتي وفق برنامج ينص على سحب 1270 من العسكريين و200 من القطع والمعدات الحربية التي تدخل في معظمها في إطار معدات سلاح الهندسين وقوات المدفعية وأجهزة الأمن الداخلي التي ثمة من يقول إنها لا تدخل ضمن المعدات العسكرية القتالية. وقالت المصادر الرسمية إنه من المقرر أن تبقى على أساس دائم في الشيشان الفرقة 42 من قوات المشاة المحمولة المتخصصة في القتال في المناطق الجبلية واللواء 46 من قوات الأمن الداخلي إلى جانب بعض الوحدات التابعة لإدارة التجنيد والخدمات أي ما يعادل في مجمله 30 ـ 35 ألفاً من العسكريين.
ويشير المراقبون إلى أن توقيت الانسحاب جاء مواكبا لبدء الاستعدادات لإجراء الاستفتاء في الجمهورية حول مشروع الدستور الجديد في 23 مارس (آذار) الجاري، رغم تهديدات المقاتلين بنسف وتدمير المدارس والمؤسسات الحكومية التي ستستخدم كمراكز انتخابية في الشيشان. وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت اندلاع عدد من المعارك الضارية التي راح ضحيتها حسب تصريحات الجانب الروسي ستة من رجال مشاة البحرية مقابل مقتل قرابة الثلاثين من المقاتلين في بلدة تازن كالا القريبة من فيدينو الجبلية جنوب الشيشان.
وقالت المصادر إن المعارك اندلعت عقب اكتشاف القوات الفيدرالية لأحد معسكرات المقاتلين واختباء ستة من زعمائهم هناك ما أسفر عن معارك استطاع المقاتلون خلالها إسقاط طائرة هليكوبتر كانت قد هرعت إلى سماء المنطقة في محاولة لدعم القوات الفيدرالية. إلا أن المصادر أكدت نجاح طاقم الهليكوبتر في القفز منها قبل سقوطها.