ليث كبة: مستشارة بوش للأمن القومي تنشغل بملف نقل السلطة إلى العراقيين وواشنطن غير ميالة للفيدرالية الكردية

TT

كشف الدكتور ليث كبة، رئيس التجمع الوطني العراقي في واشنطن، ان سكرتيرة الامن القومي في الادارة الاميركية كوندوليزا رايس تنشغل هذه الايام باجتماعات حول آليات تسليم السلطة للعراقيين في موعدها المقرر في الثلاثين من يونيو (حزيران) المقبل باعتبارها مسؤولة عن الملف العراقي.

واوضح كبة الذي حضر جانباً من هذه الاجتماعات ان الموضوع الاهم الذي تتناوله هذه الاجتماعات هو المرحلة الانتقالية وتعديل الطرق والقواعد التي تم الاتفاق عليها في الخامس عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بين سلطة التحالف ومجلس الحكم الانتقالي في العراق والتي نصت على نقل السلطة الى العراقيين على مرحلتين.

وقال كبة، الذي يزور لندن حاليا في حديث لـ«الشرق الأوسط» امس، ان العقبة الاولى التي ستواجه عملية نقل السلطة للعراقيين هي ان الادارة الاميركية غير ميالة الى منح الاكراد حكما فيدراليا، فيما هي تميل لاعتماد الصيغة الفيدرالية في ادارة المحافظات، اي الا تكون هناك فيدرالية قائمة على اساس قومي بل جغرافي وان تتمتع كل محافظة بادارة ذاتية، مشيرا الى ان ذلك يعني منح المحافظات صلاحيات ادارية ومالية اكبر وترك موضوع منح الحكم الفيدرالي للاكراد الى دستور عام 2005 ولهذا تقوم الان الادارات المحلية في المحافظات بدعوة المتحدرين المقيمين في بقية المحافظات للعودة الى محافظاتهم كي تحصل هذه الادارات على مخصصات مالية اكبر كون هذه المخصصات تحسب على اساس عدد سكان كل محافظة.

واضاف كبة قائلا ان مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، يرفض مشروع فيدرالية المحافظات ويصر على الفيدرالية القومية، الفيدرالية واحدة لاكراد العراق، ولهذا فان الزعامات الكردية تضغط الان، وبحكم موقفها القوي في الوضع الراهن، من اجل تثبيت موقفها بالاعلان عن منح كردستان صيغة الحكم الفيدرالي قبل مناقشة الدستور والاعلان عنه وان يوضع ذلك في الدستور القادم كي لا يتعرض للتغيير مستقبلا.

وقال كبة ان مجلس الحكم الانتقالي والادارة الاميركية غير ميالين لاجراء انتخابات مباشرة مثلما كان قد اقترح المرجع الشيعي السيد علي السيستاني، وسيتم الترشيح للمجلس الوطني عن طريق المجالس البلدية في المحافظات وحسب نسبة سكان كل محافظة، واشار الى ان مجلس الحكم الانتقالي الحالي يجب ان يحل نفسه في نهاية شهر مارس (ايار) المقبل وان على اعضاء المجلس الترشيح للانتخابات كاي مواطن عراقي تنطبق عليه شروط الترشيح، وهناك خشية من عدم انتخابهم لعضوية المجلس الجديد لهذا يخطط البعض منهم في اتجاهين لضمان وجودهم في المجلس المقبل، الاول توسيع عدد اعضاء مجلس الحكم الى مائة عضو، على ان ينتخب الـ75 عضوا المضافين من بقية المحافظات، والثاني هو المحافظة على المجلس الحالي واضافة اعضاء آخرين على ان يتم تسميته مجلس الاعيان، وان الادارة الاميركية تدرس المقترح الثاني.

واستبعد كبة ان تطالب الادارة العراقية الجديدة برحيل قوات التحالف من العراق، موضحا ان سلطة الاحتلال هي التي سترحل لكن نفوذها سيبقى عبر جيشها ومن خلال المئات من المنظمات الموجودة حاليا في العراقي والتي ارتبطت ماليا واداريا بالمؤسسات الاميركية.