أميركا تطالب الطائرات الاجنبية القادمة اليها بوضع حرس أمني والطيارون البريطانيون غاضبون

TT

قالت الحكومة الاميركية امس انها بدأت في مطالبة شركات الطيران الاجنبية بوضع حرس مسلح على رحلات معينة من والى الولايات المتحدة في محاولة لمنع وقوع «هجمات ارهابية»، واعتبرت بريطانيا الخطوة مبررة ولكن في بعض الظروف والحالات فقط. وقال توم ريدج وزير الامن الداخلي الاميركي في بيان «نحن نطالب شركات الطيران الدولية باتخاذ هذا الاجراء الوقائي في اطار جهودنا المستمرة لزيادة تأمين رحلات الطيران للاميركيين والزوار على حد سواء». وأضاف «قلت اننا سنتخذ خطوات معينة لتعزيز الامن حينما يتطلب الامر ونحن نحقق ذلك باتخاذنا هذا الاجراء». وقالت وزارة الامن الداخلي انه بدأ العمل بهذا الاجراء اعتبارا من اول من امس الاحد بناء على تعديلات طارئة على قواعد الطيران الاتحادي. وأضافت الوزارة في بيان «ستكون شركات الطيران الدولية مطالبة الآن حيثما يتطلب الامر بوضع حرس مسلح ومدرب وضباط على رحلات معينة كإجراء وقائي اضافي». وقال وزير النقل البريطاني ألستير دارلينغ امس ان وضع حرس مسلح داخل الطائرات له ما يبرره في بعض الظروف. لكنه اعطى معلومات قليلة حول كيفية نشر هؤلاء. وقالت بريطانيا اول من امس انها ستنشر رجال امن مسلحين على متن بعض الرحلات التجارية البريطانية لمواكبة مستوى الانذار الذي رفعت درجته في الولايات المتحدة. ولم تحدد موعدا للخطوة لتكون سارية المفعول. وقال دارلينغ ان الاجراء «سيزيد من عامل الثقة في السفر» واوضح ان «وضع حرس مسلح داخل الطائرات ليس هو الاجراء الوحيد لتقليل مخاطر السفر داخل رحلات الطيران البريطاني». ونفى ان يكون الاجراء بسبب وجود مهددات ارهابية محددة. وتتضمن الاجراءات تفتيش المسافرين وحقائب السفر. لكن هذه الخطط اغضبت الطيارين البريطانيين، الذين قالوا ان وجود الاسلحة داخل الطائرات يمكن أن تقع في أيدي المهاجمين المزعومين وحذر الطيارون من أن الخطوة ستكون لها اثارها السالبة لأن الطيارين لا يعرفون قواعد الاشتباك وسيرتدي المسلحون ملابس مدنية عادية كالركاب. وقال السكرتير العام لطياري شركة الطيران البريطانية جيم مكوسلان: «لا يمكن أن نتفق مع قرار الحكومة لوضع الحراس المسلحين على الطائرة.. سيؤدي هذا الى مخاطر كبيرة اكثر من ايجابيات الخطوة». واضاف «لا نريد المسدسات على الطائرات». وقال ان «الحكومة لم تخبرنا بقواعد الاشتباك، أو حتى من يكون المسؤول الاول في الطائرة ومن يصدر الاوامر.. هم ام قائد الطائرة». وتضع بعض الدول بالفعل ضباطا مسلحين على طائراتها من والى الولايات المتحدة. ويعطي الاجراء الجديد وزارة الامن الداخلي سلطة طلب وضع ضباط امن على الطائرات التي تدخل المجال الجوي الاميركي. والغيت الاسبوع الماضي ست رحلات طيران من باريس الى لوس انجليس لمخاوف امنية ابدتها المخابرات الاميركية. واعتقلت السلطات الفرنسية 13 من الحاجزين في هذه الرحلات لكنها اطلقت سراحهم عندما لم تجد أية صلة لهم بجماعات متطرفة. وافاد بيان الوزارة ان الولايات المتحدة ستواصل تفتيش الركاب وطواقم رحلات الطيران التي تدخل المجال الجوي الاميركي والتي تغادره. واكد البيان مجددا مخاوف الوزارة من ان يحاول تنظيم «القاعدة» استخدام طائرات في هجمات جديدة. وتلقى مسؤولية هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 بطائرات مخطوفة على مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع (البنتاغون) على تنظيم القاعدة الذي يتزعمه «اسامة بن لادن». ورفعت الحكومة الاميركية حالة التأهب الى ثاني اعلى درجة تأهب يوم 21 ديسمبر (كانون الاول) الجاري مشيرة الى ارتفاع كبير في الاتصالات التي تم رصدها عن احتمال وقوع هجمات في فترة عيد الميلاد وحذرت الاميركيين من «احتمالات كبيرة لشن هجمات ارهابية».