ليبيا تطبق البروتوكول النووي الإضافي قبل توقيعه والبرادعي يؤكد أن أجهزة الطرد المركزي متطورة جدا

مفتشو وكالة الطاقة طلبوا الاطلاع على وثائق وخرائط يمكن أن تكشف عن خفايا إيران

TT

أشاد محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالحكومة الليبية، قائلا انها أبدت تعاونا كبيرا في المرحلة الاولى من عمليات التفتيش عن الاسلحة النووية وانها وافقت على اخضاع مؤسساتها فورا لمهام تفتيش مفاجئة حتى قبل التوقيع على البروتوكول الاضافي لمعاهدة الحد من الانتشار النووي الذي يلزمها بذلك. وقال البرادعي قبل توجهه الى فيينا امس بعد زيارة لطرابلس استمرت يومين «أبدت ليبيا قدرا طيبا من التعاون وقدرا طيبا من الانفتاح». واكد البرادعي ان ليبيا وافقت على توقيع البروتوكول الاضافي لمعاهدة الانتشار النووي والذي يسمح بالتفتيش المفاجئ للمنشآت النووية. وكشف البرادعي ان ليبيا اكدت للوكالة انها تتصرف ابتداء من امس وكأنها وقعت البروتوكول الاضافي. وقال «ليبيا اعلمتني انها ستتصرف ابتداء من اليوم ـ امس ـ وكأن البروتوكول الاضافي اصبح ساري المفعول». وأضاف قائلا للصحافيين قبل مغادرته طرابلس الى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا «ان ليبيا تصرفت كما لو أنها وقعت البروتوكول بالفعل». وذكر ان باقي أفراد فريق التفتيش سيظل في ليبيا لاستكمال مهامه. وحول البرنامج النووي الليبي، قال البرادعي «ما رأيناه برنامج في مرحلة اولية جدا... أنا سعيد لاننا أتينا في تلك المرحلة». لكنه أضاف ان أجهزة الطرد المركزي متطورة وان المفتشين يعرفون تصميمها وذكر «انها مألوفة لدينا ونعرف تصميماتها وهي متطورة جدا». غير انه لم يصرح اذا ما كانت هذه الاجهزة مماثلة لتلك التي وجدها مفتشى الوكالة فى ايران. وذكر البرادعي ان المفتشين الدوليين أجروا بالفعل لقاءات مع عدد من العلماء الليبيين وانهم سيتفقدون مزيدا من المنشآت في الايام القليلة القادمة. وقال البرادعي ان ليبيا ستكافأ على قرارها التخلي عن برامج الاسلحة وانها تقدم للدول الاخرى نموذجا يحتذى. وتابع «هناك محادثات الان عن اصلاح العلاقات الليبية مع الولايات المتحدة ومع أوروبا». وأضاف ان حقيقة حصول ليبيا على تقنية حساسة لتخصيب اليورانيوم وهي تحت عقوبات دولية منذ سنوات تبرهن على تراخي قيود التصدير. وقال ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستواصل التحقيق لمعرفة «الوسطاء» الذين ساعدوا ليبيا. وتعتزم وكالات أخرى تابعة للامم المتحدة اجراء تفتيش سريع حول برامج ليبيا المحتملة لتطوير أسلحة بيولوجية أو كيماوية.

وكشف مسؤول بوكالة الطاقة للصحافيين ان المفتشين طلبوا من المسؤولين الليبيين تقديم مجموعة من الوثائق والخرائط المهمة يمكن أن تلقي الضوء على برنامج الاسلحة الذرية الليبي والايراني ايضا. ويضم الفريق الموجود في طرابلس ان خبراء كبارا قادوا مهام تفتيش نووية في كل من ايران والعراق. وترأس البرادعي فريقا من المفتشين الدوليين دعته ليبيا لتفتيش مواقعها النووية لتأكيد تخليها عن برنامج الاسلحة المحظورة. وفي أول يوم تفتيش كامل في ليبيا اول من امس تفقد مفتشو الوكالة الدولية اربعة مواقع نووية قرب العاصمة طرابلس لم تتفقدها الوكالة من قبل. وعرضت ليبيا أمام المفتشين أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم يمكن استخدامها في تنقية اليورانيوم وهي خطوة اساسية لصنع سلاح نووي. ورأى المفتشون هذه الاجهزة مفككة وداخل صناديق.

وكانت ليبيا قد أعلنت هذا الشهر في خطوة مفاجئة أعقبت محادثات سرية استمرت شهورا مع مسؤولين أميركيين وبريطانيين تخليها عن خطط صنع اسلحة محظورة ودعت المفتشين لزيارتها. ويأمل مسؤولو الوكالة الدولية في أن يلقي التحقيق في برنامج التخصيب الليبي بعض الضوء على الجهة التي ساعدت ايران في الحصول على تقنية التخصيب.

ويقول البلدان انهما حصلا على أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من السوق السوداء.