أميركا وبريطانيا تركزان على «توقيت» الاقتراح السوري في معارضتهما لتجريد الشرق الأوسط من السلاح النوويٍ

TT

كشفت مصادر مجلس الأمن الدولي لـ«الشرق الأوسط» أن وجهات نظر الدول الأعضاء في المجلس حيال مشروع القرار السوري الذي يطالب بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، كانت متباينة وتركزت، حسب قول المصدر، على نقطتين هي: دور مجلس الأمن وتوقيت تقديم مشروع القرار.

وكانت الدول التي أيدت بقوة أمس مشروع القرار السوري هي روسيا والصين وفرنسا ومجموعة دول عدم الانحياز في المجلس. وفيما لم تعارض الولايات المتحدة المشروع الدولي «من حيث المبدأ» اعتبرت أن «توقيته غير مناسب». وأوضحت مصادر مجلس الأمن أن واشنطن تعتقد أن الوقت المناسب لتبني مشروع القرار هو «بعد الوصول إلى سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط»، مضيفة أن الهدف من المشروع السوري هو الضغط على إسرائيل التي لم توقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ولا على معاهدات عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل. وتقول مصادر مجلس الأمن إن الولايات المتحدة لا تمانع، في حال إصرار سورية على التصويت على مشروع قرارها، من استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع إقراره.

وكانت سورية، نتيجة لمعارضة الولايات المتحدة، قررت سحب مشروع القرار إلا أنها قررت تقديمه ثانية قبل انتهاء عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن في نهاية الشهر الحالي، وبعد أن حث مجلس الأمن، في بيان أصدره الأسبوع الماضي، جميع الدول على التخلص من أسلحة الدمار الشامل. وأفاد مصدر من البعثة السورية إن وفد بلاده سينقل إلى القيادة السورية الآراء التي عبر عنها أعضاء المجلس حول مشروع القرار وعلى ضوء ذلك سوف تقرر سورية الخطوة القادمة. وخفف السفير السوري فيصل المقداد من التحفظات التي عبرت عنها باكستان على مشروع القرار نظرا لأنها لم تنضم إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وعبر السفير عن أمله في أن تأخذ الجزائر على عاتقها المبادرة السورية السنة المقبلة بعد أن تنضم إلى مجلس الأمن كعضو غير دائم.

وقال إن «سورية طلبت وضع مشروع في صيغة نهائية من أجل التصويت عليه» وأوضح السفير فيصل المقداد قائلا «نحن لم نحدد وقتا وجدولا زمنيا للتصويت على المشروع ونحن ننتظر المشاورات التي ستجري بين عواصم الدول الأعضاء لكي نقرر الخطوة القادمة». والمشروع السوري يحث على تفعيل المجلس قراراته ذات الصلة وبخاصة القرارين رقم 487 وقرار وقف إطلاق النار 687 بعد حرب الخليج الثانية خصوصا الفقرة 14 منه التي تطالب بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية.