قيادي في «العدالة والتنمية» المغربي الأصولي: نعكف حاليا على إعداد مشروع قانون أساسي جديد للحزب

العثماني التقى بشار الأسد ويقول إن سورية تريد الاستفادة من تجربة المغرب في الانفتاح على التيارات الإسلامية

TT

كشف مسؤول قيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي (أصولي معتدل) أن لجنة من داخل الحزب تعكف حاليا على إعداد مشروع قانون أساسي جديد ومعدل يرتقب أن يتم عرضه على أنظار المؤتمر المقبل للحزب.

وقال سعد الدين العثماني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن مشروع القانون الأساسي المقبل سيأخذ بعين الاعتبار الاختلالات التي تعتري القانون الأساسي الحالي، كما سيأخذ بعين الاعتبار التطورات الحالية للمشهد السياسي المغربي مع استشراف رهانات وتحديات المستقبل.

وكان العثماني قد ترأس أول من أمس يوما دراسيا نظمه حزبه في الرباط تحت شعار «أية هيكلة لحزب العدالة والتنمية في المرحلة المقبلة».

وسألت «الشرق الأوسط» العثماني حول ما إذا كان موضوع إعداد هيكلة جديدة للحزب تفرضه تداعيات أحداث 16 مايو (ايار) الماضي في الدارالبيضاء، فكان رده أن الحزب كان يفكر في إعداد قانون أساسي جديد قبل وقوع تلك الاحداث. واوضح انه «لا يجب أن يتم الربط في كل مرة أي توجه جديد لحزبنا مع تلك الأحداث. فحزب العدالة والتنمية في تطور مستمر، ويريد دائما أن يتكيف مع الشروط العامة التي لا ترتبط بأحداث عابرة»، واردف قائلا إن حزبه منفتح على كل التجارب سواء كانت مغربية أو عربية أو أجنبية، مشيرا إلى أن اللجنة المكلفة إعداد قانون أساسي جديد تبحث في أنماط هيكلية لعدد من الأحزاب السياسية العربية والغربية قصد الاستفادة منها.

وكشف العثماني أن اللجنة تحاول الاستفادة من قوانين أحزاب غربية، «لذلك لا نجد أي حرج في دراسة القانون الأساسي للحزب الاشتراكي الفرنسي، وفي عقد مقارنات بين الأحزاب الفرنكوفونية والأنجلوسكسونية». مبرز أن اللجنة «بحثت أيضا في القانون الأساسي لحزب الرفاه، وفي تطورات حزب السعادة في تركيا». وردا عن سؤال حول الأحزاب العربية التي اتخدها حزبه نموذجا للدراسة، قال العثماني «اللجنة درست القانون الأساسي لحزب الوحدة التونسي، لكن اختيارنا للأحزاب تم بشكل تلقائي، وحسب ما حصلنا عليه من وثائق. ربما تعلم أن الأحزاب العربية لا يمكن أن تخرج معها إلا بمعلومات نادرة».

على صعيد آخر، وصف العثماني لقاءه مع الرئيس السوري بشار الأسد أخيرا بأنه كان «عاما»، تطرقا فيه إلى العلاقات المغربية ـ السورية، ونزاع الصحراء. ووصف الموقف السوري من النزاع بأنه «جيد وطبيعي، يترجم قناعات حزب البعث، الذي هو حزب وحدوي لا يؤمن بالكيانات الانفصالية». كما تناولت المباحث الوضع العربي والضغوط الأميركية على دمشق.

وسئل العثماني حول ما إذا كان قد طرح مع الأسد موضوع الأحزاب الإسلامية، فأجاب «نحن لم نذهب إلى هنالك لإسداء النصائح. يبدو أنهم (السوريون) يريدون الاستفادة من التجربة المغربية في انفتاحها على التيارات الإسلامية».

وردا على سؤال حول المدة التي استغرقها اللقاء، وما إذا كان تطرق في لقائه مع الأسد إلى وضع «حزب الله»، قال العثماني إن اللقاء دام أكثر من نصف الساعة، وكان بطلب من الرئيس السوري. أما فيما يخص حزب الله اللبناني، فأعتقد أنه ليس قضية سورية، في الوقت الذي ثمنا الموقف السوري في دعم المقاومة اللبنانية».