في أحدث ألبوماته الشعبية: شعبان عبد الرحيم يغني لماهر وينتقد واشنطن لضغوطها على إيران وسورية ولينها مع كوريا

TT

قال المطرب الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم ان مشهد اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين على أيدي القوات الأميركية في العراق لا يستحق ان يخصص له احدى أغاني شريطه الغنائي الذي سيطرح في الأسواق مع بداية العام الجديد. وفي مفاجأة غير متوقعة خلا أحدث شريط موسيقي لشعبان من أي اشارة الى اعتقال صدام الذي سبق ان حمله في شريط أصدره عقب احتلال القوات الأميركية لبغداد المسؤولية الكاملة عما لحق بالشعب العراقي من خراب ودمار.

ودخل المطرب المصري على خط حالة الاستياء الشديدة التي تعم العالم العربي بسبب طبيعة التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واسرائيل، بأغنية تنتقد بشكل لاذع وساخر السياسة الأميركية تجاه الدول العربية، ويستعد لاطلاق احدث في شريط جديد يضم 8 أغان، واحدة منها فقط تحمل الطابع السياسي الذي اشتهر به، ودفعه الى التخلي طواعية عن مهنته القديمة كمكوجي للملابس.

تقول كلمات الأغنية التي كتبها اسلام خليل:

الصورة والكتابة، أميركا واسرائيل خلوا الدنيا غابة وولعوا الفتيل مرة يقول ايران ومرة يقول سورية ويقصر في الكلام لو حد قاله كوريا.

والمفارقة في هذه الأغنية واضحة، حيث يغمز شعبان من قناة حالة الاستقواء الأميركية على العالم العربي، فيما يتعلق بملف أسلحة الدمار الشامل بينما تتعامى واشنطن عن ترسانة الأسلحة النووية التي تملكها كوريا الشمالية، والتي ترفض كل محاولات الادارة الأميركية لدفعها الى التخلي عن هذه الترسانة بشكل كلي أو مجاني. ويعتقد شعبان ان صدام هو المسؤول الأول والأخير عما حدث من مأساة كبيرة للشعب العراقي ولغيره من الشعوب العربية، وبلهجته العامية المحببة قال لـ«الشرق الأوسط»: «صدام هو اللي جاب الأميركان وسطنا، وعمل فيها قرن فلفل، وقعد يشد في العريض لما جاب جاز».

وأضاف: «صدام خربها وقعد على حفرها»، حيث استخدم شعبان أحد الأمثال الشعبية المصرية الكلاسيكية التي تتحدث عن الشخص الذي يبكي على الأطلال، بعدما ساهم في عملية الهدم والانهيار، علما بأنه وبطريقته الساخرة استبدل كلمة تلها بحفرها، في اشارة واضحة الى الحفرة التي كان صدام يختبئ فيها سرا تحت الأرض قبل اعتقاله.

ويشير شعبان الى ان صدام «دلوقتي» الآن «بيكح تراب». وهو تعبير شعبي دارج للاشارة الى الجوع والفقر، معتبرا ان أيام أكل صدام للحوم والكباب قد ولت الى غير رجعة ، لكن الحسنة الوحيدة في اعتقال صدام كما يقول المطرب الشعبي هي انه سيصبح بامكان الرئيس العراقي المخلوع الآن ان ينام بعدما ظل منذ سقوط بغداد محروما من النوم بشكل طبيعي.

لكن المفاجأة الحقيقية هي ان شعبان يعتزم غناء أغنية خاصة لوزير الخارجية المصري احمد ماهر تعبيرا عن تعاطفه معه، ورفضه وادانته لمحاولة الاعتداء التي تعرض لها خلال أدائه الصلاة في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.

ويصف شعبان ما حدث بانه حركة« نص كم»، مشيرا الى ان الرجل (ماهر) كان يحاول مساعدة الفلسطينيين، لكن البعض منهم« خدوه وش»، في اشارة الى العناصر المحسوبة على حزب التحرير الاسلامي الفلسطيني المتطرف التي نفذت عملية الاعتداء. وقال: «دي حركة مش حلوة من ناس مش مضبوطة»، معربا عن أسفه لما نال الوزير المصري من أذى صحي ونفسي نتيجة هذا العمل المرفوض شكلا وموضوعا.

وسيكون ماهر ثاني وزير خارجية مصري يقوم شعبان بترديد اسمه في أغنيته الشعبية، علما بأن الشارع المصري ما زال يردد معه أغنيته السابقة «بأحب عمرو موسى وبأكره اسرائيل» والتي توجت الشعبية التي حظي بها وزير الخارجية المصري السابق قبل تعيينه امينا عاما للجامعة العربية خلفا لسلفه عصمت عبد المجيد في منتصف مايو (ايار) عام 2001 .