العراق وأفغانستان يفتحان سوقا كبيرة للمترجمين العسكريين

TT

رمفورد ـ مين (الولايات المتحدة) ـ أ.ب: داخل المبنى القديم وسط الغابة بولاية مين الغربية، تشير ساعات الحائط الى الوقت في العراق وأفغانستان وألمانيا.

كما تحدد الخريطة المعلقة النقاط الساخنة في العالم التي تدور فيها المعارك العسكرية. وفي كل واحدة من هذه النقاط هناك مترجم أرسلته شركة الموارد اللغوية العالمية، وهي الشركة التي توفر خدمات الترجمة للحكومة الأميركية. وتساعد هذه الشركة، التي تتخذ من مدينة رمفورد الصغيرة بسكانها الذين لا يتعدون 7000 نسمة، على دعم الاقتصاد المحلي. وقال لاري كوستا، الذي أسس شركة «ويرلد وايد» عام 1995: «نحاول أن نوفر فرص العمل لهذه المدينة التي بارت صناعتها الورقية، وقد نجحنا لبعض الحدود في هذا المسعى». وقد قضى لاري كوستا عقدين في خدمة الجيش، ثماني سنوات منها يعمل ضمن القوات الخاصة، حيث عمل مديرا للدراسات اللغوية. وقد أنشأ ويرلد وايد بعد تقاعده، لاعتقاده أن هناك سوقا للمترجمين العسكريين وبرامج تعليم اللغة. وقد صارت شركته واحدة من عشرات الشركات الخاصة، المنتشرة في كل أنحاء الولايات المتحدة، التي تتعامل مع وزارة الدفاع وغيرها من الوكالات الحكومية لتوفير مترجمين في كل أنحاء العالم. وقال كوستا: «عندما نرى ثغرة في أي مكان في العالم نحاول ملأها. واذا ملأتها بصورة حسنة فانك تحصل عل مزيد من الأعمال».

ويعمل مع الشركة حاليا حوالي 500 مترجم أغلبهم في العراق وأفغانستان. ويعمل هؤلاء في العادة مع الجيش والوكالات الحكومية الأخرى. ويلتحق الكثيرون منهم بالوحدات العسكرية. وقد ترجم مترجمو كوستا لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد ولغيره من كبار المسؤولين. وقال كيفين هندزل، الناطق باسم رابطة المترجمين الأميركية، بالقرب من واشنطن دي. سي، ان الحاجة للمترجمين عظيمة وخاصة في جمع المعلومات الاستخباراتية والتحقيقات. وقال هندزل: «النقص في هذا المجال خطير جدا. وهذه المهنة ضرورية بصورة مطلقة بالنسبة للأمن القومي».

ويتجول كوستا في كل أنحاء الولايات المتحدة من هاواي الى مين بحثا عن المترجمين الأكفاء الذين يمكن ان يجتازوا الفحص الأمني، ويجيدون العربية والكردية واللغات الأفغانية وكذلك الباشتو والداري. وأحد مستخدميه يسمى علاء الدين، ضابط الارتباطات والعلاقة العامة بين الجيش ووسائل الاعلام العربية بما فيها قناة «الجزيرة». ومثله مثل بقية المترجمين لا يكشف علاء الدين اسم عائلته. وقال ان الكشف عن هويته يعتبر أمرا خطيرا لأن الارهابيين خصصوا مبلغ 300 ألف دولار لكل من يعمل مترجما مع القوات الأميركية. وواحدة من المهام الموكلة لعلاء الدين هي المساهمة في اعادة تأهيل وسائل الاعلام العراقية وتوفير فرص التدريب للعراقيين الراغبين في العمل الصحافي. قال علاء الدين: «الأعمال التي تقوم بها متعددة الى اقصى مدى، كما ان التجارب التي تستفيد منها واسعة جدا». وهناك مترجم آخر هو حشمت، الأفغاني الذي يعمل مع القوات الأميركية في أفغانستان. وقد هربت أسرته من أفغانستان قبل 18 سنة، وهو يقول انه يريد المشاركة في اعادة بناء بلده حاليا. وقال انه يعمل مترجما للغة الباشتو لانه يريد أن يردم الهوة بين البلدين. وقال حشمت: «هذه قضية نبيلة. انني ألتقي بشخصيات عظيمة وأخدم البلدين الذين أنتمي لهما معا». وكانت شركة كوستا التي توظف حاليا 25 موظفا، فضلا عن المترجمين، قد افتتحت في منزل بمزرعته بأندوفر في البداية. ولكن قبل سنتين اكتشف ان حجم العمل أصبح أكبر من المنزل وعندها انتقل الى منزل أكبر وسط مدينة رمفورد.