مهاجمة قناة تلفزيون في جورجيا يزيد توترات ما قبل الانتخابات

TT

تعرض مقر محطة تلفزيون مستقلة في جورجيا ادت دورا في سقوط الزعيم ادوارد شيفارنادزه لهجوم بالقذائف امس. وزاد الهجوم من توترات ما قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من يناير (كانون الثاني) والمتوقع على نطاق واسع ان يفوز فيها ميخائيل ساكاشفيلي الذي قاد الاحتجاجات التي أسقطت شيفارنادزه.

وقال مسؤولو أمن ان قذيفة استهدفت استديو قناة «روستافي 2» في العاصمة تبليسي في الصباح الباكر ولم تقع اي اصابات. وقال وزير الدولة زوراب جفانيا: «كان هذا هجوما ارهابيا حقا». وأضاف ان الجناة «من المناهضين للاستقرار» في الجمهورية السوفياتية السابقة المضطربة التي تقع على الحدود الجنوبية لروسيا.

وصرح فاليري خابوردزانيا وزير أمن الدولة للصحافيين في موقع الحادث بأن القذيفة «ضربت الطبقة الخرسانية بين طابقين. لو انها اخترقت المبنى لكانت النتائج اكثر خطورة بكثير». وقال ايروسي كيتسمارشفيلي صاحب القناة: «أعتقد ان هذا لم يكن للترويع كما حدث قبل ذلك اذ كان من الممكن ان يوقع ضحايا».

واستهدفت قناة روستافي 2 من حملات ترويع في الماضي. وأصبحت القناة المستقلة التي تأسست قبل عشر سنوات من أشد منتقدي شيفارنادزه خلال السنوات التي قضاها في السلطة وأغلقت لمدة 18 شهرا قبل ذلك. وقامت بدور كبير في اطاحته في نوفمبر (تشرين الثاني) من خلال تعبئة المواطنين للمشاركة في المظاهرات التي خرجت الى الشوارع احتجاجا على نتائج الانتخابات البرلمانية التي قيل انها زورت لصالح مؤيديه.

ورغم ذلك لاحت أنباء ايجابية بالنسبة للقيادة المؤقتة في جورجيا وهي انه من المرجح ان تشارك منطقة ادجارا المطلة على البحر الاسود والتي يديرها اصلان اباشيدزي في الانتخابات التي تجرى يوم الاحد بعد التهديد بمقاطعتها في فترة سابقة.

وتتعامل منطقتا ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية الساعيتان للانفصال مع الانتخابات بفتور لذلك كان من الممكن ان تمثل مقاطعة ادجارا لها ضربة كبيرة لشرعيتها. وقال اباشيدزي الذي يقول معلقون انه تعرض لضغوط اميركية للمشاركة في الانتخابات لتلفزيون ادجارا: «اذا انتخب رئيس جورجيا بدون مشاركة من جمهوريتنا المتمتعة بالحكم الذاتي ستكون وصمة تاريخية لادجارا وكارثة للبلاد كلها»َ. على ان الغريب يتمثل فيما اعلن عنه حول ان ادجاريا اتخذت قرارها بايعاز من ريتشارد مايلز السفير الاميركي في جورجيا.

على صعيد آخر بدأ مجلس الدوما الروسي أمس دورته التشريعية الجديدة للاعوام الاربعة المقبلة بحضور الرئيس فلاديمير بوتين الذي اكد على ضرورة الاهتمام بهموم الوطن والمواطن ولا سيما في مجال الصحة والتعليم والاسكان وتحقيق النمو الاقتصادي. ومن اللافت للنظر ان تشهد الدورة الجديدة قدرا من العزوف عن المنافسة على المناصب القيادية بعد انتزاع حزب «روسيا الموحدة» الموالي للكرملين للغالبية الساحقة من المقاعد. وهو ما يكفل له اختيار رئيس المجلس والعدد الاكبر من نوابه ورؤساء اللجان الدائمة من أعضاء الحزب.

وقد تقرر اختيار بوريس غريزلوف رئيسا للمجلس بعد استقالته من منصبه السابق وزيرا للداخلية إلى جانب الاقتصار على اربع كتل برلمانية تمثل التجمعات الاربعة التي فازت في الانتخابات الماضية وهي «روسيا الموحدة» (اكثر من 300 نائبا) و«الحزب الشيوعي الروسي» (53 نائبا) وكتلة «الوطن» (37 نائبا) و«الحزب الليرالي» ـ حزب جيرينوفسكي (36 نائبا).

وكان الرئيس بوتين قد التقى امس ولآخر مرة في هذا العام مع اعضاء حكومته معلنا ان روسيا حققت رقما قياسيا تمثل في احتياطيها من الذهب الذي تبلغ قيمته 72 مليار دولار حسب احصائيات البنك المركزي. وهذا يضعها في المرتبة الثانية عالميا بعد اليابان.