انطلاق الفعاليات النسائية الثقافية في الجنادرية بالتركيز على دور الأسرة في تشكيل الفكر

TT

بحضور نسائي كثيف انطلقت بالأمس في الجنادرية، الفعاليات الثقافية النسائية بمحاضرة للدكتورة فاطمة نصيف، التي تحدثت عن دور الأسرة في تشكيل الفكر، وأهمية الحوار الناجح مع الأبناء، وعدم توجيه اللوم والتوبيخ لهم، واستخدام خاصية التشجيع الى جانب تعزيز الجانب الديني وتفسير الحلال والحرام لهم كونهم مراهقين ويجهلون الأحكام الشرعية الهامة.

وأضافت، أن سلوكيات الأبناء الخاطئة هي نتاج لحضارة اليوم، وتعامل الأسرة المتصف بالجفاف العاطفي معهم، وهذا ما يعزز الجانب غير السوي لديهم. مطالبة، الاسر بالالتفات الى ابنائهم واعطائهم الاهتمام اللازم وتخصيص اوقات كافية لهم للحديث والتعرف على مشاكلهم الخاصة، وإضفاء جو من الحنان والعطف والحب على العلاقة معهم. كما شددت على اهمية الخمس سنوات الاولى من حياة الطفل في تشكيل فكره وذلك بحسب ما ذكرته جميع الدراسات التي عملت في هذا الجانب.

من جهة أخرى، تحدث لـ«الشرق الأوسط» عدد من الاكاديميات اللاتي سيقدمن اوراق عمل خلال الفعاليات الثقافية النسائية في الأيام المقبلة، حول نمطية محاضرات المرأة في اسبوعها الثقافي وحصرها في اطار مواضيع الأسرة والابناء والأمسيات الشعرية، بينما تبعد عن الإدلاء برأيها في المواضيع العامة التي تناقشها اجندة البرامج الثقافية الرجالية مثل الغلو والتطرف والتكفير ودور المثقف في إبداء الرأي والمساهمة بما يؤدي في نهاية المطاف إلى التطوير وتغير المفاهيم التي تؤدي الى ظهور هذا النوع من الفكر، واجمعت المثقفات على تجني هذه الملاحظات على ما يقدمنه من مشاركات تصب جميعها النسائي منها والرجالي في قالب واحد من أجل اصلاح الفرد والمجتمع. وتعترض الدكتورة سناء الثقفي رئيسة قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية، التي ستقدم ورقة عمل في ثالث أيام الفعاليات، عن «اثر المجتمع في إصلاح الفرد بشدة» على هذه الملاحظات فتقول «ان قولبة المرأة في إطار معين هذا اتهام غير صحيح، فلم يمل علينا أحد ما نقول، ولو طلب منا رأي عن أي موضوع فلن نتأخر مهما كان هذا الموضوع، من جهة اخرى نحن نبحث من خلال الندوات التي نقدمها عن اصلاح الفرد والجوانب السلبية التي أثرت على حدوث الضرر، سواء كانت هذه الجوانب عقائدية او تربوية، وإيجاد الحلول المناسبة لها لاقصاء الخاطئ منها واستبدالها بأخرى إيجابية. وأضافت بأن الكثير يتهم الندوات بالفشل عن ايجاد الحلول ومعالجة الخلل، فالواقع يختلف عن ما يقال لكننا لن نتوقف عن معالجة الواقع بالكلمة، خاصة وأن جميع الأنبياء كان أسلوبهم الكلمة، ومن خلال هذا التأثير سنواصل في التوعية الى ان تحدث النتيجة المرجوة منها.

وفي شأن آخر، بينت الدكتورة سعاد الحارثي أستاذة مساعدة بكلية اعداد المعلمات - إدارة وتخطيط تربوي بالرياض ـ التي ستتحدث في مشاركتها الثقافية عن «المؤسسات التربوية بين الواقع والمأمول» إلى تقديم نوع جديد وثقافة جديدة للتعليم، وهو هدف ليس ببعيد عن إصلاح البيت العربي.

وأفادت أن المنظومة الافتراضية للتعليم ـ بمعنى التعليم الإلكتروني ـ ستخرج بتوصيات لوزارة التربية والتعليم ليس لها آليات تنفيذ محددة، لكن فيها توصيات بتحسين البنية التحتية للتعليم، كما تقدم الندوة نوعاً جديداً من التعليم ودوراً مختلفاً لعناصر العملية التعليمية من طالب ومعلم وإدارة، والعنصر الأساسي فيه استخدام الكمبيوتر.

واشارت إلى أن ما يقدم من تصور للتعليم المتطور لا يعني بالضرورة نبذ التعليم التقليدي، ولكن البحث عن رافد آخر من روافد التعليم، ونوع جديد من أنواعه يطور ويحسن من التعليم التقليدي. أما الدكتورة الجوهرة المبارك مديرة عامة لنشاط الطالبات بوزارة التربية والتعليم، فتؤكد أن الحديث عن الغلو او التطرف او تغير السلوك هو عائد أساسا للتربية والانفتاح الخارجي، والتأثر بالثقافات السلبية الأخرى، ومتى ما كانت التربية جيدة يمكن تحصين الأبناء من الانخراط والتأثر بأفكار خارجية ليست من مجتمعنا ولا من الدين في شيء، ولذلك فجميع المحاضرات تثقف الأهل حول كيفية معالجة الفكر الحالي.