نبيل الخوري: ما يجري في العراق ثورة لا مجرد حرب

المتحدث باسم الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: أنا عربي في المشاعر وعربي-أميركي في الانتماء

TT

ليس سرا ان الدعم الاميركي لاسرائيل وتعقيدات الظروف والاتهامات التي ادت الى غزو العراق تدفع الدبلوماسية الاميركية في المنطقة الى موقع غير مريح، شعبيا، ومحرج في العلاقة مع العديد من الحكومات.

ازمة النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ما تزال مفتوحة على جميع الاحتمالات، في حين ان اسلحة الدمار الشامل التي اتخذت ذريعة لغزو العراق لم يعثر عليها حتى الآن. وبالرغم من الايمان، ذي الطابع الديني الذي تبديه الادارة الاميركية (ورئيس الوزراء البريطاني ايضاً) في امكانية العثور على تلك الأسلحة مخبأة في «حفرة عنكبوت» ما، فان الدلائل الواقعية المتاحة حتى الآن تقول انها غير موجودة. وفي المقابل هناك حقيقة اكثر مباشرة، هي ان نظام صدام كان يستحق ان يلقى الى مزبلة التاريخ، ان لم يكن لانه كان يشكل تهديدا مستمرا للاستقرار في المنطقة، فلأنه لم يوفر جهدا في تحويل اعمال القمع والقتل والاعدامات، دع عنك التعسف المريع بموارد البلد، الى نمط حياة قائم بذاته في العراق.

فاذا كان هذا وذاك من بين ابرز ما يظلل وجه السياسات الاميركية في المنطقة، فكيف الحال بدبلوماسي من اصل عربي يمثلها ويدافع عنها؟

كان نبيل الخوري المتحدث باسم الخارجية الاميركية يجري مكالمة عبر هاتفه النقال عندما صافحني واتاح لي الدخول الى مكتبه الذي تصدرته صورة ليست لشلالات نياغارا ولا لشواطئ فلوريدا ولا حتى للرئيس جورج بوش بل لجبل صنين في لبنان وقد غطت قمته المدهشة الثلوج. الصورة رغم بياضها بدت دافئة، فهي صورة حنين الى المنزل الأول اكثر منها تعبير عن جمال مجرد. بالقرب من هذا المكان، في طرابلس تحديدا، ولد الخوري عام 1948، وظل يحمله، صورة وذكرى، اينما حطت به الرحال. و«سترى، ان عمري من عمر القضية الفلسطينية» كما قال مازحا. واضاف «انا عربي ـ اميركي. ثقافتي عربية، ومشاعري عربية. ورغم كل السنوات التي امضيتها في الولايات المتحدة مازالت اعمال جبران خليل جبران واغاني فيروز، تهزني من العمق، وكغيري من العرب فللقدس مكان أثير في نفسي».

عاش الخوري سنوات طفولته ما بين قريته «حمانا» وضهور الشوير وهي اصدقاء الطفولة، وتخرج من الجامعة الاميركية في بيروت عام 1971 ليحمل شهادة في العلوم السياسية.

وبمقدار ما كانت البيئة اللبنانية تعكس اختلاطا وتعدديات حزبية وطائفية، وجد الخوري نفسه مأخوذا بذاك الاختلاط ليقيم صداقات مفتوحة انفتاح العلاقات التي كانت تقيمها عائلته بين طرابلس وبيروت وضهور الشوير.

سألت: كيف نجوت من صخب تلك الفترة في جامعة كانت ما تزال تواصل كل انواع المجادلات السياسية، الثورية وغير الثورية، من دون ان تجد نفسك متورطا في حزب، او غارقا في حمى ايديولوجية او طائفية مثل تلك التي اغرقت لبنان كله بالدم ابتداء من عام 1975؟

اجاب «من حيث المبدأ، كنت وما زال اكره الخلط بين الدين والسياسة. ولهذا السبب تمردت على الطائفية. كان لي خمسة اصدقاء قريبين الى قلبي، مسلمان (لبنانيان) وفلسطينيان ومسيحي (لبناني) واحد. لم اكن لاستطيع ان اقف مع اخي ضد ابن عمي. ولم اكن لاستطيع تحمل الجرائم التي ترتكب باسم الدين. في حين اني اتبنى النظرة الجبرانية الشمولية التي تحمل الاديان كلها على محمل اخلاقي وانساني واحد. كان جبران يقول «ويل لأمة كثرت فيها الأديان وقل فيها الدين». وما قاد الدمار الى لبنان هو هذا تحديدا: كثرة الاديان ونقص الدين. وفي أي حال، فان اجواء الصراعات كانت من بين ابرز الاسباب التي دفعتني الى الهجرة الى الولايات المتحدة».

اكمل الخوري دراسته العليا في جامعة «اولباني» في نيويورك، ودفعه اهتمامه باحوال الاسلام والمسلمين الى تكريس اطروحة الدكتوراه لموضوع «الاسلام والحداثة»، وكرس جل وقته للتدريس الجامعي وتقديم ابحاث عن قضايا الشرق الأوسط. ورغم ان ميوله الادبية ظلت كافية لتبقي جمرة الاهتمام بالعربية متوقدة في نفسه، الا ان اختياره التخلي عن التعليم الجامعي والانتقال الى العمل في الخارجية كان مجرد صدفة. «عرضت الخارجية امتحانا لقبول دبلوماسيين، فقدمته بناء على توصية من استاذ زميل، ونسيت الأمر. بعد مضي بعض الوقت تلقيت عرضا للعمل في الخارجية، ودفعني الاهتمام بالقضايا العربية الى قبول العرض. وكانت مهمتي الاولى مديرا للمركز الثقافي الاميركي في الاسكندرية بمصر».

عمل الخوري في مصر والمغرب والبحرين لبضع سنوات قبل ان تقوده الحرب ضد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الى بغداد، حيث برز كمتحدث باسم الخارجية الاميركية، في اجواء لم تكن مليئة بالمخاطر فحسب، بل وبعلاقات محمومة مع صحافة تغلب على تغطياتها الريبة والانتقادات والاتهامات أيضا.

وبالنسبة لابن رجل اعمال كان في وقت من الاوقات موظفا لدى شركة نفط العراق «آي.بي.سي»، كانت لبغداد صورة مختلفة في ذهن نبيل الخوري. يقول «كنت شغوفا بزيارة بغداد. ولكنها كانت تعيش في وضع اقل ما يقال فيه انه تعيس. لم اكن ارغب برؤية بغداد على هذا النحو. سنوات العزلة جعلتها تبدو كمثل مدينة اوروبية شرقية فقيرة قبل سقوط جدار برلين، بعيدة تماما عن العالم الحديث الذي يحيط بها على الجانب الآخر من الجدار. غير اني كنت احتمي بالأمل بقيام نظام جديد يعيد لهذه المدينة مكانتها ودورها الثقافي في العالم العربي».

ولكن الا يبدو الامر ان الولايات المتحدة ذهبت الى العراق بمعلومات تكاد تكون سياحية عن طبيعة المجتمع العراقي، الشيء الذي قاد الى كل المصاعب والهجمات التي تشن الآن ضد قوات التحالف؟

يجيب: «الظروف صعبة، وتواجهنا تحديات كثيرة. ولكن الامر لا يتعلق بدقة المعلومات، بل بحجم التحول نفسه. ما يجري في العراق اليوم ليس حربا ضد نظام جلب الخراب والفقر الى شعبه. العراق يمر اليوم بثورة. ثورة بمساعدة طرف خارجي ولكن الدور الاساسي فيها للشعب العراقي نفسه. هناك اليوم امكانية لبناء بلد مستقر يلعب دورا اساسيا في شؤون المنطقة ويأخذ مكانه الطبيعي فيها. لدى التطلع الى المستقبل، يتعين النظر ابعد من الغيوم. لم يكن ممكنا اعداد قالب للتغيير في الخارج. هذا القالب يجب ان يبنيه العراقيون. كما لم يكن من الصحيح اعداد خطط مسبقة لاعادة تنظيم المجتمع لانها سرعان ما سوف تفقد المصداقية. وبالنسبة لخطط اعادة البناء، فقد كنا امام خيارين: اما الاعتماد على المؤسسات القديمة، وهي مؤسسات عديمة الكفاءة ومشكوك في ولائها للتغيير، واما بناء مؤسسات جديدة كليا. وعلى رغم الفجوات والمخاطر فقد وقع الاختيار على الخيار الثاني لانه اكثر أهلية للتوصل الى بناء مؤسسات سياسية ومدنية قابلة للاستمرار وتستطيع المضي قدما في قبول قواعد وقيم الديمقراطية».

ولئن كان هناك من يعتقد انه ربما كان من الافضل للولايات المتحدة ان «تسيطر» على نظام صدام من الخارج وتركه يعمل في الاتجاه الذي يلائم مصالحها، يتساءل الخوري «من كان بوسعه السيطرة حقا على نظام صدام؟ لا شيء كان بوسعه ان يوقف هذا النظام عند حده. فهو قاد حربين ضد ايران والكويت، وشن حملة ابادة ضد الاكراد والمعارضين في الداخل، وفوق ذلك فقد كان يسيطر على كل شيء من موارد البلد الاقتصادية، ويحرك التجارة وفقا لاغراض سياسية وليس وفقا لمنافعها الاقتصادية، ويفرض نفسه على كل تفاصيل العلاقات داخل المجتمع وهيئاته. هل هذا نظام قابل للسيطرة؟».

مصلحة الشعب العراقي هي ما سوف يثمر نتيجة «الثورة» الجارية الآن. وكان من المستحيل على العراقيين، من دون تلك المساعدة الخارجية ان يحلموا باستعادة السيطرة على أي شيء من مقدراتهم الاجتماعية والاقتصادية. وحتى لو كانت الشكوك بان وراء الامر مصالح للولايات المتحدة، فان الخوري لا ينكر شيئا من هذه المصالح. يقول: «نعم، الولايات المتحدة تدافع عن مصالحها. ولكن مصالحها لا تتعارض مع مصالح العراقيين والعرب التواقين الى التغيير والحداثة».

وعلى الرغم من الشكوك في مقدار تمثيل الاحزاب المشاركة في مجلس الحكم للشعب العراقي، فليس لدى الخوري أي شك في ان القوى والشخصيات المشاركة في المجلس تمثل الشعب العراقي «اكثر مما تفعل الكثير من البرلمانات في العالم العربي». ويقول «ليس صحيحا ابدا انها احزاب وشخصيات محدودة التأثير في العراق. فبرغم انها تواجه حقيقة انها ظلت منفية لسنوات طويلة في الخارج، الا ان المعارضة في المنفى كانت هي المعارضة الوحيدة المتاحة». العراقيون يعرفون، بطبيعة الحال، انه ما من احد كان بوسعه ان يعارض صدام في العراق ويظل حيا. ومع ذلك يرى الخوري ان الاحزاب العراقية التي عادت الى العراق عقب الحرب تمثل في الواقع قطاعات واسعة من الشعب العراقي من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال. و«هناك بينهم مناضلون قدموا تضحيات كثيرة، وتعرضوا لاعمال القمع والتعذيب، وهم يعربون عن رغبة صادقة في بناء عراق جديد. ومهما يكن من امر، فقد كانت هذه هي المعارضة العراقية، وكان على الولايات المتحدة ان تتعامل معها جميعا. وكما ترى فنحن لم نستثن أحدا. الكل ممثلون في مجلس الحكم. والكل يلعب دورا. والكل له كلمة. والانتخابات هي التي ستقرر في النهاية من تكون له الكلمة الاعلى في ادارة السلطة. واذا لم يعجبك احدهم، فلا تنتخبه. اليست هذه هي الديمقراطية؟».

وبالنظر الى ان هناك موالين لايران في مجلس الحكم، وموالين لايران خارجه، الا يبدو ان ايران هي التي كسبت الحرب؟ الا يثير ذلك المخاوف من غلبة الاتجاهات الدينية في عراق المستقبل؟ الخوري ليس قلقا من هذا الامر فـ «النظام الديني في ايران لن يكون مقبولا في العراق. هذا النظام يواجه تحديات في ايران نفسها، ولن يكون في وسعه ان يمد تأثيراته الى العراق. حفيد آية الله الخميني هو اليوم احد ابرز المناهضين لنظام ولاية الفقيه. وزيادة على ذلك، فالعراقيون ليسوا متعصبين دينيا. ويجب ان نفصل بين ان يكون هناك علماء دين يلعبون دورا في السياسة وبين اقامة حكومة دينية. علماء الدين العراقيون هم انفسهم لا يريدون اقامة حكومة دينية. اما بالنسبة الى الشيعة، فهؤلاء هم الاغلبية (عدديا) الا انهم لا ينتمون الى حزب واحد، ولا تعني هذه الاغلبية انهم يريدون اقامة حكومة من علماء الدين». وبرغم كل المخاوف، فان تفاؤل الخوري بشأن مستقبل العراق عميق الى درجة لم تثنه عن استعارة لغة الشعر بالقول ان لدى هذا البلد امكانيات تكفل له التطلع الى «صباح جديد» تسود فيه الحرية والمساواة في ظل دولة قانون بدلا من دولة المخابرات التي اقامها صدام على امتداد 35 عاما.

ولكن ماذا بشأن مكانة الولايات المتحدة في المنطقة؟ فبينما تسعى الولايات المتحدة الى «كسب قلوب وعقول» العراقيين، كان السؤال الحقيقي، بالنظر الى الانحياز الاميركي الدائم لاسرائيل هو «ما السبيل لكي نكسب نحن (العرب) قلوب وعقول الاميركيين؟ علاقات الدول العربية التجارية مع الولايات المتحدة اقرب الى تحقيق مصالحها من علاقاتها مع ذلك البلد الذي يشكل دعمه عالة على دافع الضرائب الاميركي، ومع ذلك فقد استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو لعشرات المرات لحماية اسرائيل حتى من الانتقادات أحيانا، دع عنك انتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الانسان. أترانا لا نعرف كيف يكون لنا لوبي مؤثر كذلك اللوبي الذي يقف وراء اسرائيل؟

ينظر الخوري الى هذه المسألة من جانبين، الأول، هو ان الرأي العام الاميركي يعتبر اسرائيل «جزءا من الغرب، ما يجعل الدفاع عنها دفاعا عن دولة ديمقراطية في محيط معاد». والثاني، هو ان صورة العالم العربي في الولايات المتحدة لا تشجع الاميركيين على تأييد مطالبهم، على الرغم من انها تبدو لنا مطالب عادلة. «هناك لوبي عربي في الولايات المتحدة، يقول الخوري، وهو يلعب دورا متزايدا ويعمل من اجل ان يكون له صوت مسموع».

«عمر اللوبي العربي 25 عاما وهو يضم خمس منظمات تتفق فيما بينها على الدفاع عن مصالح العرب الاميركيين، وحققت نجاحا ملموسا في هذا الاتجاه، الا انها لا تتفق على كل شيء. الحرب على العراق كانت مثار انقسام بين هذه المنظمات. ولكن هذا الانقسام نفسه يعكس تعدد الاراء بين الكثير من الافراد الاميركيين. وعندما يتعلق الامر بالاصلاحات المطلوبة في العالم العربي فليس هناك رأي واحد».

وعلى رغم كثرة استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن، «الا ان خلف كل واحد منها كان هناك مسعى من اجل السلام. لم ننجح بعد، الا اننا ما نزال نحاول»، كما يؤكد الخوري.

«اذا فشلت الولايات المتحدة، حتى الآن على الاقل، في تحقيق السلام، فلانها حاولت. ومن المهم استمرار التفاوض. ليس من العدل القول اننا لم نقدم مبادرات للتوصل الى حل. ومع ذلك فسنظل، بجد واخلاص، نحاول الوصول الى حل لهذه القضية».

ولكن السبب الرئيسي وراء الدعم الاميركي لاسرائيل لا يتعلق بمقدار فاعلية اللوبي الاسرائيلي وحسب، وانما بصورة اسرائيل في الولايات المتحدة التي تناقض الصورة المتاحة عن العالم العربي. فضلا عن ذلك فمن الواضح بالنسبة للخوري «ان اليهود الاميركيين ينخرطون بالمجتمع الاميركي ويقيمون روابط اجتماعية قوية فيه»، في تلميح اراد منه القول ان العرب الاميركيين اقل نفوذا ربما لانهم ما يزالون اقل انخراطا في المجتمع من غيرهم. يقول الخوري «المطلوب ان يغير العرب انفسهم اولا. وهذا التغيير يصب في مصلحة العالم العربي. لن نتقدم في أي شيء قبل ان نتقدم سياسيا، والمقصود هنا التخلي عن الدكتاتورية وتطوير مؤسسات الديمقراطية. تتوفر الآن بدايات مشجعة، والولايات المتحدة مستعدة لان تساعد في تحقيق تغييرات تجعل من العالم العربي اقوى مما هو عليه الآن، وقادر على كسب عقول وقلوب الاميركيين بحيث يمكن تفهم مطالبهم (فيما يتعلق بتسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي). اميركا لا تريد الا الخير للعالم العربي، ولكن الاستمرار بحرمان الافراد من حقوقهم وخصوصا المرأة، امر لا يتماشى مع العصر، ويسيء لصورة العرب عامة، ويحد من قدرة العرب الاميركيين على التأثير في السياسات الاميركية». العالم العربي لا يعرف اميركا جيدا على أي حال. فاميركا العلم والثقافة والتكنولوجيا تظل غائبة باستمرار امام طغيان السياسة، وفي حين تبدو الولايات المتحدة من وجهة نظر بعض العرب خصما سياسيا او حتى عدوا، فانها بالنسبة للعرب الاميركيين وطن جدير بالدفاع عنه وتمثيله، لانه وطن حرية ورفاهية لم يكونوا ليحصلوا على مثلها في الكثير من ارجاء العالم العربي. الخوري يذهب في هذا الصدد الى ابعد من ذلك، «فاميركا ليست بلدا مغلقا بالنسبة للعالم بأسره. العولمة فتحت حدود الدول بعضها على بعض. والمشكلات التي يعاني منها العالم هي نفسها مشكلات الجميع». والعولمة تعني ان مصالح الدول متشابهة بالنسبة لحاجتها للاستقرار والتقدم، وهذا الانفتاح يسمح بالتأثير المتبادل. وبهذا الصدد فان انفتاح النظام الاميركي على الخارج يجعل منه بلدا للجميع. ولان التعلق بالحرية لا يتناقض مع التعلق بثقافة المنشأ وادبه وبيئته، فما من صورة، في الحنين الى المنزل الاول، يمكنها ان تتفوق على دفء ذلك اللون الابيض الذي يغطي جبل صنين.

انه دفء انتماء لمثقف هو نفسه دمث ودافئ.