نائب رئيس اللقاء الثاني للحوار الوطني: هدف المتحاورين تحقيق الوحدة الوطنية وإيجاد القنوات التي تعين على الإصلاح

TT

وصف الدكتور عبد الله بن عمر نصيف نائب رئيس اللقاء الثاني للحوار الوطني حوارات اليوم الثالث من اللقاء ـ التي انتهت أمس ـ «بالحيوية والهادفة»، موضحا أن فيها تلاقح أفكار ونقاشا صريحا وبناءً مشيرا الى أن ورقة العمل التي قدمت إنما هي لفتح باب الحوار، وليست ملزمة للمتحاورين على الرغم من التزام بعضهم في الحديث عن هذه الورقة، مضيفا أن ورقات العمل تناولت المجال التربوي والمحور السياسي والاقتصادي، مؤكدا بأن تعدد الأفكار والخلفيات يأتي بنتائج حيوية وأفكار جديدة قد لا تخطر على بال المشاركين، وان وجود هذا العدد من مختلف المشارب جعل الأفكار تصب في المصلحة العامة.

وأكد نصيف، الذي كان يتحدث عن نتائج اليوم الثالث، أن جميع المشاركين ملتزمون بآداب الحوار وهدفهم هو «الخروج بمشيئة الله بما يحقق الوحدة الوطنية ويكرسها وبما يجعل الجميع يعملون جاهدين لرفعة هذا الوطن وحمايته من الأخطار وإيجاد القنوات التي تعين على الإصلاح بما يعود بالنفع والفائدة على الجميع»، مشيرا الى اهتمام القيادة السعودية بهذا اللقاء والذي ينبع من إدراكهم بأن مثل هذا الحوار البناء الهادف يساعد ويعين على وضع التصورات والاستراتيجيات التي تعين على عملية الإصلاح والتطوير ومقابلة الأزمات والعقبات إن وجدت والتغلب عليها.

من جهته سلط الدكتور عبد العزيز القاسم الضوء على المحور التربوي الذي تمت مناقشته في الجلسة الصباحية من خلال ثلاث أوراق عمل حيث أكد انه تقع على المؤسسات التعليمية ومناهجها مسؤولية تحصين الناشئة والشباب من التحديات الفكرية والثقافية والتقنية والأمنية، والوصول بهم إلى بر الأمان، مشيرا الى أن سياسة التعليم في المملكة تهدف إلى غرس العقيدة الإسلامية وتربية النشء على تعاليم الإسلام وقيمه وآدابه، موضحا أنها «مثال يحتذى».

وبدوره تحدث الدكتور مشاري النعيم عن المحور السياسي والاقتصادي الذي قدمت فيه ثلاثة بحوث عن العامل الاقتصادي وأثره في الغلو والمشاركة السياسية والتطرف، وقضايا المسلمين على الساحة الدولية وتبيان منهج تعاون الدولة المسلمة مع قضايا المسلمين بصورة عامة.

وفي ما يتعلق بمشاركة المثقفات في اللقاء أوضح الدكتور نصيف أن عشر مثقفات من مختلف قطاعات المجتمع شاركن فيه، مشيرا الى أن مشاركتهن كانت فعالة وقدمن أطروحات جيدة, متوقعا أن يزيد عددهن في اللقاءات القادمة خاصة إذا كان هناك لقاء خاص يهتم بموضوع المرأة ودورها في المجتمع المعاصر.

كما أوضح الدكتور عمر نصيف أن هناك بيانا عاما وتوصيات ستصدر في نهاية هذا اللقاء، مشيرا الى عدم اخذ هذه التوصيات على أنها لازمة التطبيق، وإنما هي تطرح على ولي الأمر وتطرح في وسائل الإعلام وان بعض هذه التوصيات موجه إلى الجميع مثل إشاعة ثقافة الحوار ودعوة الناس للالتزام به وانه موجه للجميع وغير ملزم، لافتا النظر إلى أن التوصيات ستكون مهمة وعملية وفعالة وستساهم في عملية الإصلاح والتطوير.

وأكد نصيف أن اللقاء الأول كان من اجل إرساء قواعد الحوار، أما في اللقاء الثاني فقد تم تخصيصه لمناقشة قضية محددة وهي الغلو حيث تم وضع خمسة محاور له من اجل النقاش والبحث العلمي ولم يتم إغفال أي جانب، حيث تم تناول المحور الديني والسياسي والاقتصادي والتربوي والنفسي والاجتماعي ومعالجة القضية من جميع جوانبها.

من جانبه أكد الدكتور مشاري النعيم أن الربط بين البطالة والإرهاب ـ ربطا ميكانيكيا مباشرا ـ غير صحيح وغير دقيق، وقال: «لا يمكن أن نقول ان البطالة مباشرة تؤدي إلى الإرهاب، لان كثير من الإرهابيين يأتون من طبقات وسطى وأحيانا من طبقات عليا ومن طبقات فقيرة، بيد أنه لا ينفي إمكانية التأثير بطريقة نسبية غير مباشرة.