صراعات الحزب الشيوعي اللبناني تنعكس على إذاعته و400 ألف دولار قيمة مستحقات موظفيها المضربين

TT

سيكون الثلاثاء المقبل موعداً جديداً لاذاعة «صوت الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعي اللبناني مع استحقاق استمرار البث او عودة الاضراب السادس او السابع للعاملين فيها... بعد وعد بصرف بعض المستحقات المالية.

وحكاية اذاعة «صوت الشعب» مع المعاناة المادية و«السياسية» لا تنتهي. فهذه الاذاعة اليسارية التي جمعت حولها جمهوراً كبيراً تعدى اطار الحزب الشيوعي الذي انشأها، ودفعت ثمن دعمه لها تأخراً في نيل الترخيص، كما دفعت ثمن صراعاته الداخلية الكثيرة صعوبات مالية خانقة تهددها بين الحين والآخر بالتوقف عن العمل والموت ببطء.

وقد ادت هذه الظروف مجتمعة الى تراكم الازمات، فالعاملون في المحطة «رغم تعلقهم الشديد بها» غير قادرين على الاستمرار في العمل بينما يستحق لهم في ذمة الادارة نحو 600 مليون ليرة ـ 400 الف دولارـ بالاضافة الى متأخرات في ذمة الاذاعة للضمان الاجتماعي ، كبدل اشتراكات الموظفين، ووزارة المال، كضرائب ورسوم.

وتمنع هذه الازمات تعيين مدير عام جديد للاذاعة خلفا لطانيوس دعيبس المستقيل منذ سنتين والمستمر برغبة بعض المسؤولين في الحزب بتوقيع بعض المعاملات الادارية الضرورية من منزله. وقد تسببت ازمات الحزب الشيوعي وصراعات اجنحته بتفاقم الازمات التي تعانيها «صوت الشعب».

وكبقية وسائل الاعلام اللبنانية تعود ملكية «صوت الشعب» الى جهة واحدة هي في حالة هذه الاذاعة الحزب الشيوعي الذي يحتفظ بـ 69 في المائة من الاسهم، رغم ان القانون ينص على عدم جواز تملك اي حزب او جهة او حتى اشخاص لوسيلة اعلامية الا بنسبة لا تزيد على 10 في المائة من مجموع الاسهم. وتعود ملكية اسهم الحزب في الاذاعة، نظرياً، الى اعضاء فيه بينهم دعيبس المستقيل الذي يمتلك عشرة في المائة منها، فيما تتوزع الاسهم المتبقية على مجموعة من المثقفين اليساريين بينهم الفنان زياد الرحباني الذي يمتلك نسبة 2 في المائة من الاسهم. وهي بمجملها ملكيات صغيرة يصل بعضها الى 0.02 في المائة.

وقد توقفت اذاعة «صوت الشعب» عن البث مرات عدة. لكن المرة الاخيرة كانت الاطول، اذ استمرت نحو اسبوعين.

وكانت اذاعة «صوت الشعب» انطلقت في العام 1987 في نهايات الحرب الاهلية وحجزت موقعها بسرعة في اوساط اليسار اللبناني في ظل قلة وسائل الاعلام آنذاك وشجع نجاح المحطة القائمين عليها، فأنشأوا محطة تلفزيونية اطلقوا عليها اسم «تلفزيون الجديد».

ومع توقف الحرب في العام 1990، كانت مرحلة جديدة في انتظار وسائل اعلام الحزب، بعد انقطاع «المصادر الخارجية» لتمويل الحرب واضطرار الحزب الى الاعتماد على النفس في التمويل، فباع في العام 1992 المحطة التلفزيونية الى المتمول تحسين خياط مع اقسام من المبنى العائدة ملكيته للحزب في محطة وطى المصيطبة في بيروت. وبقيت الاقسام الاخرى ملكاً للحزب «طابقان تحت الارض وواحد فوقها للاذاعة».