الاشتباكات بين أنصار مقتدى الصدر وقوات التحالف توقع عشرات القتلى والجرحى

«جيش المهدي» يعلن اختطاف كوريين جنوبيين ومقتل أول جندي أوكراني في الكوت

TT

اندلع المزيد من الاشتباكات امس بين قوات التحالف وانصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر واسفرت عن وقوع عشرات القتلى الجرحى في مدن بغداد والناصرية والديوانية والكوت والعمارة.

واكتسبت المواجهات في الناصرية بعدا دراميا بعد ان اعلن مسؤولون في جيش المهدي التابع للصدر عن اختطاف كوريين جنوبيين يعملان في مجال حقوق الانسان وذكروا انهم لن يفرجوا عنهما حتى تغادر القوات الايطالية المدينة.

وقال سيد رياض، المسؤول في الميليشيا «اختطفنا الأحد كوريين يعملان في منظمة مدافعة عن حقوق الانسان. لا يمكننا اظهارهما لأنهما في مخبأ. ولن يفرج عنهما حتى يغادر الجنود الايطاليون المدينة». وقال «بطلب من السيد مقتدى الصدر تقرر وقف اطلاق النار من الثالثة والنصف بعد الظهر ولمدة ساعتين لكي يغادر الايطاليون المدينة». واضاف ان «السيد مقتدى الصدر تلقى طلبا بهذا المعنى من الرئيس الايطالي الذي طلب منه تسهيل مغادرة القوة الايطالية».

وكانت المدينة خالية عصر امس إلا من عناصر الميليشيا الذين يرتدون ثيابا سوداء. وكان حطام سيارتين يقطع الطريق الرئيسية التي اقيمت ايضا فيها متاريس. وقال سيد رياض ان «المعارك بدأت امس في الساعة الرابعة صباحا واستمرت حتى وقف اطلاق النار». واضاف ان وحدة من المدرعات الأميركية والبريطانية حاولت التقدم وان عناصر ميليشيا الصدر واجهتها بالقذائف المضادة للدبابات والهاون من عيار ستين وثمانين ملم. ويوجد عناصر الميليشيا على احدى ضفتي نهر الفرات والقوات الأميركية والبريطانية على الضفة الاخرى للنهر الذي يقسم المدينة الى قسمين.

وقالت مصادر التحالف ان خمسة عشر عراقيا قتلوا واصيب اثنا عشر آخرون بجروح خلال تبادل اطلاق نار في الناصرية حيث تنتشر القوات الايطالية. واعلنت هيئة الأركان الايطالية في بيان ان اثني عشر جنديا ايطاليا اصيبوا بجروح طفيفة خلال عملية كانت تستهدف اعادة السيطرة على جسور اطلقت خلالها النار على العسكريين الايطاليين الذين ردوا بالمثل. وأوضحت ان الايطاليين استعادوا السيطرة على الجسور، مشيرة الى وقوع ضحايا بين «المهاجمين العراقيين».

وقال شهود عيان ان المسلحين المؤيدين للصدر ما زالوا يسيطرون على المنطقة الواقعة قرب المقر المحلي لسلطة التحالف في العراق. وقال الميجر سيمون سكيافوني المتحدث باسم القوات الايطالية في العراق «قمنا بعملية كبيرة هذا الصباح (امس) لاعادة الأمن العام الى البلدة بعد يومين من الاضطرابات المدنية». وصرح سكيافوني بان الاشتباكات بدأت بعد الرابعة صباحا بعد ان فتح مسلحون تابعون للصدر النار على قوات ايطالية تقوم بدوريات في الشوارع. ورد الجنود الايطاليون النار ودارت بعد ذلك معركة استمرت ساعة احرقت خلالها اربع عربات عسكرية ايطالية.

ونقل الى مستشفى الثورة في مدينة الصدر في ضاحية بغداد الشيعية 39 قتيلا و126 جريحا نتيجة المواجهات خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية، بحسب ما افاد مدير المستشفى.

وذكرت وزارة الدفاع الاسبانية ان قواتها اشتبكت في مدينة الديوانية مع مسلحين من انصار مقتدى الصدر في وقت متأخر من مساء أول من امس.

وقالت الوزارة ان القوات الاسبانية تلقت معلومات بأن «مجموعة مسلحة مكونة من اتباع رجل الدين مقتدى الصدر تتجمع قرب مقر حزب الدعوة».

وطبقا للوزارة فقد اشتبكت القوات الاسبانية مع العراقيين الذين بدوا مستعدين للتوجه الى القاعدة الاسبانية في الديوانية.

وجاء في بيان الوزارة ان القوات الاسبانية حاولت اجراء حوار مع العراقيين الا انهم «ردوا باطلاق النار التي رد عليها الجنود الاسبان من دون احداث أية اضرار». وقالت الوزارة انه فيما عدا «بعض المناوشات» فان الهدوء ساد المدينة امس.

وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية ان جنديا أوكرانيا قتل امس كما اصيب خمسة بجروح في اشتباك مع مسلحين عراقيين في مدينة الكوت.

وافاد بيان لوزارة الدفاع ان الجندي توفي متأثرا بجروح اصيب بها عند انفجار قذيفة «آر.بي.جي» في معركة للسيطرة على احد الجسور، ليكون بذلك أول جندي أوكراني يقتل خلال عمليات في العراق. واضاف البيان ان الجرحى الخمسة ليسوا في حال الخطر.

وافاد مصدر طبي ان اثني عشر عراقيا قتلوا واصيب 27 آخرون بجروح في العمارة في المواجهات بين القوات البريطانية وانصار الصدر. وقال المدير العام للصحة في المحافظة الدكتور جميل العريبي «احصينا حتى الآن 12 قتيلا و27 جريحا في صفوف السكان». وافاد سكان في العمارة ان المواجهات تجددت في المدينة واستمرت حتى صباح امس. وقال احد السكان علي محمد جابر ان «انصاراً لمقتدى الصدر اطلقوا قذائف مضادة للدبابات على المقر العام للقوات البريطانية في المدينة»، مشيرا الى ان القوات البريطانية «ردت بفتح النار على المساكن القريبة». ونشرت القوات البريطانية بعد ذلك دبابات وآليات لنقل الجند على محاور المدينة الرئيسية. وبدأت المواجهات في اربعة احياء من العمارة الأحد تخللها اطلاق انصار الصدر النار من رشاشات كلاشينكوف وقاذفات على سيارتي جيب بريطانيتين.