توعدت قوات التحالف التي تحتل العراق أمس «بتدمير» ميليشيا «جيش المهدي» التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والتي تتواجه معها منذ حوالي اربعة ايام في عدة مدن عراقية، فيما تواصلت امس المواجهات مخلفة المزيد من القتلى والجرحى.
وقال نائب قائد عمليات التحالف الجنرال مارك كيميت في مؤتمر صحافي في بغداد «سنشن هجمات للقضاء على جيش المهدي». وأضاف ان «عملياتنا الهجومية ستكون موجهة ومحددة، وستكون قوية وستنجح».
وتجري مواجهات منذ الاحد بين قوات التحالف وجيش المهدي وقد اوقعت اكثر من مائة قتيل من الجانب العراقي و20 قتيلا من قوات التحالف بالاضافة الى مئات الجرحى.
وتابع الجنرال كيميت «في ما يتعلق بالمناطق في وسط وجنوب العراق (غالبية شيعية)، فإننا سنواصل محاربة جيش المهدي وسنحقق نجاحا». وأوضح «نتعلم اكثر فأكثر عن جيش المهدي، كيف يعمل واين ينشط وضد من».
وأضاف الجنرال الاميركي ان الهدوء لن يعود الى العراق الا عند استسلام مقتدى الصدر. وقال «اذا اراد الصدر تخفيف حدة العنف وعودة الهدوء، فبإمكانه ذلك. عليه ان يسلم نفسه لأحد مراكز الشرطة المحلية ويواجه العدالة».
* كربلاء: مقتل مسؤول مقرب من الصدر و5 إيرانيين
* وفي كربلاء اعلن مدير الصحة في المحافظة (110 كلم جنوب بغداد) الطبيب صالح الحسناوي ان مسؤولا مقربا من الصدر ومسلحين اثنين من انصار الصدر وخمسة ايرانيين قتلوا في مواجهات في المدينة أمس بين انصار الصدر من جهة وقوات التحالف وعناصر من الشرطة العراقية من جهة اخرى.
وقال الحسناوي لوكالة الصحافة الفرنسية ان كلا من سيد مرتضى الموسوي، احد المسؤولين في مكتب مقتدى الصدر في كربلاء وعنصرين في «جيش المهدي» التابع للصدر قتلوا بالرصاص اثناء قيامهم بهجوم على مكتب المحافظ الذي تتخذ منه القوة المتعددة الجنسيات بقيادة بولندا مقرا لها. وأصيب الموسوي في ساقه وفي صدره، بحسب ما افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الذي رأى جثته في مشرحة المدينة.
وكان الايرانيون الخمسة في حافلة مدنية صغيرة كانت تمر امام مبنى المحافظة عندما تعرضت للنيران عن طريق الخطأ. وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية حافلتين صغيرتين محترقتين واحدة قرب مبنى المحافظة والثانية قرب مقر القوات البولندية. وقال شاهد عيان ان الحافلتين «لإيرانيين يزورون العتبات المقدسة في العراق على الرغم من تدهور الاوضاع».
وكان الحسناوي قد تحدث في وقت سابق عن سقوط «ثمانية قتلى بينهم خمسة ايرانيين». وأضاف ان عدد الجرحى بلغ «16 شخصا بينهم اربعة ايرانيين» خلال مواجهات الليلة قبل الماضية في كربلاء.
وأوضح مصدر في الشرطة ان المواجهات التي «استخدمت فيها قذائف مضادة للدبابات (آر بي جي) والأسلحة الخفيفة والرشاشات جرت خصوصا في مناطق حي الموظفين وحي الاسكان وحي الاسرة القريب من القاعدة البلغارية».
وأضاف ان «رجالا مسلحين آخرين كانوا يترصدون قوافل القوات البولندية بين الازقة والشوارع ويطلقون عليها نيران اسلحتهم». وخلت شوارع المدينة من المارة وبقيت المكاتب الحكومية والمدارس والمحلات التجارية مغلقة امس، بينما تحصن عدد من الجنود البولنديين في مبنى المحافظة الذي بدا خاليا من الموظفين العراقيين ورجال الشرطة.
وقال اللفتنانت كولونيل روبرت سترزيليكي ان الاشتباكات التي وقعت مع ميليشيات الصدر أثناء الليل انتهت نحو الساعة السابعة صباحا وأن سبعة عراقيين قتلوا وأصيب خمسة مسؤولي أمن عراقيين آخرين غير أنه لم تقع اصابات في صفوف القوات البولندية.
* الكوت: أنصار الصدر يسيطرون والقوات الأوكرانية تنسحب
* وأعلنت القوات الأوكرانية عن انسحابها أمس من مدينة الكوت (180 كيلومترا جنوب بغداد) بعد قتال عنيف مع انصار مقتدى الصدر الذين باتوا يسيطرون على المدينة.
وصرحت وزارة الدفاع الاوكرانية في بيان لها بأنه «بناء على طلب من الاميركيين وحفاظا على حياة جنودنا، قرر قائد الفرقة الاوكرانية اجلاء موظفي الادارة المدنية والقوات الاوكرانية من الكوت». وأكد البيان ان «العملية بدأت عند فجر أمس تحت حماية مروحيات قتالية».
وكان افراد من قوات الحماية المدنية العراقية قد ذكروا اول من أمس ان ميليشيا الصدر تسيطر على المدينة الا ان القوات الاوكرانية نفت ذلك. وطبقا لوزارة الدفاع الاوكرانية فقد استمر القتال حوالي 24 ساعة وأسفر عن مقتل عشرات العراقيين وجندي أوكراني واحد، هو اول اوكراني يقتل في ساحة المعركة في العراق.
وأضافت الوزارة ان الجنود الأوكرانيين انسحبوا الى قواعدهم خارج الكوت في محافظة واسط العراقية، وأكدت ان «الوضع هادئ وتحت السيطرة في باقي انحاء المحافظة».
وينتشر حوالي 1650 جنديا اوكرانيا في العراق في اطار قوة متعددة الجنسيات مؤلفة من 9000 عسكري بقيادة بولندية وتسيطر على مناطق جنوب العاصمة بغداد.
وقالت مصادر قوات التحالف العاملة في العراق ان مواطنا من جنوب افريقيا يعمل مع شركة امن بريطانية قتل أمس بأيدي مجموعة من الشيعة في مدينة الكوت بجنوب العراق.
وذكرت المصادر انه قتل حين تعرض المنزل الذي يسكنه مع عدد آخر من زملائه لهجوم من جانب مسلحين من الشيعة.
* الناصرية: الشرطة العراقية تعيد السيطرة على شمال المدينة * وفي الناصرية قتل 15 عراقيا بينهم ثلاثة من عناصر «جيش المهدي» أول من أمس في مواجهات بين الميليشيا الشيعية والقوات الايطالية التابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة في الناصرية حيث استعادت الشرطة العراقية السيطرة على شمال المدينة من قوات الميليشيا.
وقتل سائق شاحنة مدني بلغاري اول من امس على بعد نحو 40 كيلومترا جنوب الناصرية حين أطلق مهاجمون النار على قافلة من ست شاحنات مملوكة لشركة بلغارية تعمل في اعادة اعمار العراق.
وقالت الشرطة ان 15 عراقيا قتلوا في المدينة اول من امس. وكان مصدر طبي ذكر الثلاثاء الماضي لوكالة الصحافة الفرنسية ان عشرة عراقيين قتلوا وجرح 37 آخرون في المواجهات. وقالت صحافية من وكالة الصحافة الفرنسية في المكان ان الهدوء عاد ليلا الى المدينة بعد المواجهات التي استمرت حتى منتصف الليل.
وقال الضابط في الشرطة العراقية ضياء عبد الله لوكالة الصحافة الفرنسية ان الحياة عادت الى طبيعتها صباح أمس، موضحا ان المحلات التجارية فتحت ابوابها وحركة السير استؤنفت في الشوارع الكبرى في المدينة.
وتجوب سيارات الشرطة العراقية في شوارع المدينة التي لم يسجل فيها وجود لسيارات او افراد ميليشيا الزعيم الديني مقتدى الصدر.
وقال الجنرال الايطالي ماركو كياريني قائد القوة الايطالية في الناصرية أمس ان الشرطة العراقية استعادت السيطرة على شمال المدينة وان الوضع هادئ فيها.
وأكد الجنرال التوصل الى اتفاق بين ممثلة التحالف في جنوب العراق، الايطالية باربارا كونتيني، والشرطة العراقية ووجهاء المدينة على ان يتم تطبيقه على مدى يومين.
وقال «اذا سمح الوضع سنسلم المواقع التي نشغلها الآن في المدينة الى الشرطة العراقية»، مشيرا الى ثلاثة جسور على الفرات تتمركز فيها القوات الايطالية منذ بداية المواجهات.
وقال الجنرال كياريني «نريد عودة الهدوء حتى نستأنف دورياتنا والعمل الانساني»، وقال ان 12 جنديا ايطاليا اصيبوا في بداية المواجهات مع ميليشيا الصدر تم نقل ثلاثة منهم الى ايطاليا لخطورة اصاباتهم، كما اصيب ثلاثة جنود برتغاليين.
وتسيطر الشرطة العراقية حاليا على المدخل الشمالي للمدينة حيث تتمركز ثلاث آليات على متنها حوالي 12 من رجال الشرطة المسلحين.
وتقوم الشرطة العراقية ايضا بإزالة مخلفات المعارك التي جرت اول من امس في المدينة ومن بينها سيارة محترقة سدت احد الشوارع وأخرى اخترقتها عدة رصاصات.
وعلى الضفة الجنوبية لنهر دجلة، كان الوضع هادئا. وتسيطر القوات الايطالية على جسر الزيتون احد جسرين يربطان بين قطاعي الناصرية.
وقد تمركزت اربع دبابات على الجسر الذي انتشر عليه جنود ايطاليون. وأقامت الوحدات الايطالية حاجزا لتفتيش السيارات والمارة.