اعلن ناطق عسكري اميركي امس ان قذيفة مدفعية تحتوي على غاز السارين انفجرت بعد ان اكتشفها جنود من التحالف في مكان لم يحدد بالقرب من بغداد، ما ادى الى «انتشار ضعيف جدا لهذه المادة» السامة القاتلة. واعلن الجنرال مارك كيميت نائب القائد العام للعمليات العسكرية في العراق ان القذيفة من عيار 155 ملم زرعت مثل قنبلة على احدى الطرقات، ورصدها موكب عسكري اميركي. وتابع متحدثا خلال مؤتمر صحافي «تمت معالجة جنديين من عناصر الاطفاء بعد ان تعرضا بشكل طفيف لهذه المادة السامة للاعصاب».
وقتل 30 مسلحا من عناصر الميليشيا التابعة للصدر ليل الاحد الاثنين في اشتباكات مع القوات الاميركية، كما اكد مصدر عسكري اميركي أمس.
وقال الجنرال مارك كيميت في مؤتمر صحافي «سمعت اصوات اطلاق النار لفترة طويلة من الليل. وتقدر قوات الائتلاف بان 17 مسلحا من عناصر مقتدى الصدر قتلوا قرب العتبات المقدسة كما قتل 13 في اماكن اخرى».
وقتل 20 مسلحا من انصار الصدر صباح امس في عمليات محددة في جنوب الناصرية التي تخضع لسيطرة القوات الايطالية، كما اكد ناطق عسكري اميركي.
وقال الجنرال كيميت نائب قائد عمليات الائتلاف العسكرية في مؤتمر صحافي «قصفت مقاتلة لقوات التحالف هذا الصباح خمسة اهداف وهي عبارة عن خمس اليات كانت تحمل وتفرغ ذخائر»، واضاف «نقدر بان 20 عدوا قتلوا في هذه العمليات».
وقال علي ناصر من الشرطة العراقية المكلفة حماية مستشفى المدينة «قتل 16 عراقيا واصيب 26 اخرون بجروح في اشتباكات وقعت في وسط الناصرية» دون ان يحدد ما اذا كانوا من المسلحين او المدنيين.
وكان المصدر نفسه قد افاد سابقا «ان تسعة من المسلحين والمدنيين قتلوا وجرح 14 آخرون في اشتباكات جرت في وسط المدينة».
واشار الى ان الاشتباكات التي استمرت نحو ست ساعات هي الاعنف منذ بداية المواجهات في المدينة.
وقال متحدث عسكري ايطالي ان اشتباكات دارت بين القوات الايطالية وانصار الصدر في المدينة الليلة قبل الماضية مما أسفر عن مقتل جندي ايطالي واصابة 16 على الاقل.
ودارت اشتباكات عنيفة حول جسر على نهر الفرات بوسط المدينة مما اضطر الايطاليين للتخلي عن حامية صغيرة والانسحاب لمعسكرهم الرئيسي الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات عن الناصرية. وقال متحدث باسم القوات الايطالية بالمدينة «الموقف لا يمكن التكهن به على الاطلاق. لا يمكننا التأكد مما سيحدث بين دقيقة وأخرى».
واقتحم المقاتلون مكتب رئيس بلدية الناصرية وهاجموا مركزا للشرطة بوسط المدينة ثم بدأوا في قصف مقر سلطة التحالف المؤقتة بالمدينة.
وخلال الاشتباكات التي دارت اول من امس هوجمت دورية عسكرية ايطالية بالقنابل ونيران الاسلحة الصغيرة مما أدى لاشتعال النيران في احدى العربات واصابة أربعة جنود على الاقل.
وقال الجنرال جيان ماركو شياريني قائد القوة الايطالية في العراق ان المقاتلين يحاولون انتزاع السلطة بالمدينة الا ان الايطاليين ما زالوا يمسكون بزمام الامور. وأضاف قائلا لقناة «راي» التلفزيونية الايطالية «هذه ليست حربا لكن هناك قتالا دائرا والموقف متوتر للغاية ومعقد الى حد ما».
وفي كربلاء افاد مصدر طبي ان خمسة من الميليشيا التابعة للصدر قتلوا وجرح 32 آخرون اول من امس وامس في اشتباكات مع قوات التحالف. واوضح علي العرداوي مسؤول مستشفى الطوارئ في المدينة ان 32 جريحا نقلوا الى المستشفى.
من جهته، اكد شاهد عيان ان جثث قتلى آخرين نقلت الى اماكن اخرى. وقال راسم الموسوي ان عناصر «جيش المهدي» نقلوا قتلى الى اماكن اخرى غير المستشفى، لكنه لم يتمكن من تحديد عددهم. وحلقت طائرات هليكوبتر فوق العتبات المقدسة في المدينة.
وكانت دبابات قوات التحالف توغلت الاحد الماضي لفترة قصيرة في قلب كربلاء ووصلت الى ابواب مرقدي الامامين الحسين والعباس. وفي بغداد اعلن الجيش الاميركي في بيان امس ان جنديا اميركيا قتل وجرح اثنان آخران في تبادل لاطلاق النار في جنوب بغداد.
واوضح البيان ان الجندي قتل في اشتباكات وقعت الاحد الماضي بدون ان يعطي تفاصيل اضافية عن موقع هذه الاشتباكات او ظروفها. وفي بغداد ايضا قال شهود عيان ان دوي انفجار سمع في وسط العاصمة العراقية امس فيما ارتفعت اعمدة الدخان في الحي التجاري.
ولم يرد تفسير على الفور لسبب الانفجار الذي وقع بعد نحو ثماني ساعات من انفجار سيارة ملغومة عند مدخل مقر قيادة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مما ادى الى مقتل عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم.