مقديشو: ميليشيات مسلحة تغتال قائد الشرطة الصومالية في منزله

TT

اغتالت ميليشيات صومالية مسلحة الجنرال يوسف أحمد سرينلي قائد الشرطة الصومالية. ووقع الاعتداء عندما هاجمت الميليشيات منزل الجنرال سرينلي صباح امس، ثم أطلقت الرصاص عليه مما أدي الى مقتله على الفور. وبعد ذلك لاذ المهاجمون بالفرار.

ولم تعرف بعد الدوافع وراء اغتيال قائد الشرطة الصومالية. وقال الجنرال محمد نور جلال الذي تحدث للصحافيين أثناء تشييع الجنرال إن التحقيقات جارية لمعرفة الجهة التي تقف وراء حادث الاعتداء والدوافع. ووصف مصدر في الشرطة الصومالية الهجوم بأنه حادث مدبر; بسبب ملابساته. ويأتي اغتيال قائد الشرطة الصومالية في إطار سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت كبار قادة الشرطة والجيش الصوماليين، وقد بلغ عدد الضباط الذين اغتيلوا خلال الأشهر الستة الماضية 6 ضباط برتبة جنرال وعقيد، فيما نجا عدد من ضباط الجيش والشرطة لمحاولات اغتيال مماثلة. الى ذلك، نفي الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس اتحاد المحاكم الإسلامية في العاصمة مقديشو، قيام ميليشيات تابعة للمحاكم الإسلامية بهدم المقبرة الإيطالية في مقديشو. وقال الشيخ شريف في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الصومالية بأنه لا علاقة للقوات التابعة للمحاكم الإسلامية بنبش المقبرة الإيطالية، وانه لا أساس للاتهامات التي وجهت للمحاكم الإسلامية بأنها استولت على المقبرة وقامت بهدمها.

وأضاف رئيس اتحاد المحاكم الإسلامية بأن هناك جهات لم يسمها تريد تشويه سمعة المحاكم الإسلامية عن طريقة إلصاق هذه التهمة عليها جزافا. وأضاف «ان الذي فعلته المحاكم الإسلامية هو محاولة معالجة الأمر بهدوء وإعادة الجثث الى مكانها في أقرب فرصة بعد التحدث الى المهاجمين». وقد أثارت عملية هدم المقبرة الإيطالية بالعاصمة الصومالية والتي قامت بها ميليشيات مسلحة، أزمة سياسية بين الصومال وإيطاليا. وقدمت الحكومة الإيطالية احتجاجا رسميا الى الحكومة الصومالية المقيمة في المنفى في نيروبي، الأمر الذي أدى الى تقديم الرئيس الصومالي الاعتذار الى الحكومة الإيطالية وقيامه بزيارة لمقبرة الجنود الإيطاليين في كينيا تعبيرا عن عدم رضاه عما حدث.

وتضم المقبرة الإيطالية في مقديشو جثث نحو 700 من الجنود والموظفين الإيطاليين الذين خدموا في الصومال أثناء الاحتلال الإيطالي لها الذي دام 85 عاما ( 1884ـ 1960). وفوجئ سكان منطقة المطار بالعاصمة بمشاهد مفزعة من أكوام العظام البشرية التي ألقيت ليلا على شارع جانبي مهجور قرب مطار مقديشو المغلق، وعرف لاحقا ان العظام ترجع الى جثث الجنود والمستوطنين الإيطاليين الذين خدموا في الصومال في بداية الاحتلال الإيطالي للأجزاء الجنوبية من البلاد في نهاية القرن التاسع عشر وحتى نهاية الخمسينات من القرن العشرين، وقامت بهدمها ميليشيات صومالية مسلحة ونبشتها ثم ألقت ببقايا رفاتها الى الخارج. على صعيد آخر، استنكرت «رابطة علماء الصومال» حادث هدم المقبرة الإيطالية ووصفته بالعمل غير الشرعي. وقال الشيخ نور بارود جُرحان نائب رئيس رابطة علماء الصومال بأن ما حدث يتعارض مع قيم الإسلام وتقاليد الشعب الصومالي. وأضاف الشيخ بارود أن الذين قاموا بالاعتداء على المقبرة لا يمثلون الشعب الصومالي، وان دوافعهم غير معروفة هدفها فقط تسميم العلاقات الصومالية ـ الإيطالية. ويري بعض المراقبين أن الاستيلاء على مقبرة الجنود الإيطاليين وهدمها يدخل في الصراع المحموم على المساحات الخالية في العاصمة المزدحمة، وهو ما لم تسلم منه حتى المقابر الأهلية العامة التي هدمتها الميليشيات المسلحة وحولتها الى مساحات أرضية تباع بالعلن بأسعار خيالية لوقوع هذه المقابر في أماكن ممتازة بالعاصمة.