ملامح انتخابات فاترة في الجنوب وملتهبة في جبل لبنان بعد عزم عون على مواجهة «حلف الأخصام»

حزب البعث ينفي وجود أي مرشح له في بعلبك ـ الهرمل

TT

بدأت التحضيرات لاجراء المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية المقررة الأحد المقبل في الجنوب، فيما استمرت الاتصالات واللقاءات لبلورة التحالفات الخاصة بالمعركة الانتخابية التي ستدور رحاها في البقاع وجبل لبنان في الثاني عشر من يونيو (حزيران) الحالي، على ان تكون المرحلة الرابعة والاخيرة للانتخابات في الشمال، بحيث يكتمل بعدها عقد المجلس الجديد المؤلف من 128 نائباً. وصدر امس موقف لافت عن القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي (الموالي لسورية) اعلنت فيه انه لا يوجد لدى الحزب اي مرشح في بعلبك ـ الهرمل. كما اعلن «حزب الله» اسماء المرشحين المتحالف معهم في هذه الدائرة.

واذا كانت ملامح الانتخابات في الجنوب لا توحي بوجود حماوة حقيقية نظراً للالتفاف الكبير الذي تلقاه لائحة التحالف بين حركة «أمل» و«حزب الله» في وجه لوائح منافسة تسعى لاسقاط اكثر من مرشح على «اللائحة الأم» فإن اجواء معارك طاحنة تلوح في جبل لبنان، خصوصاً في دائرة بعبدا ـ عاليه وفي المتن الشمالي وكسروان ـ جبيل.

فالعماد ميشال عون الذي يخوض المعركة في جبل لبنان في مواجهة تحالف «تيار المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي و«لقاء قرنة شهوان» و«القوات اللبنانية» و«الوطنيين الاحرار» رسم بعض ملامح اللوائح الانتخابية في كسروان ـ جبيل والمتن في حديث تلفزيوني قال فيه: «اذا اخذنا 2 من اصل 5 مقاعد للمرشحين على لائحتنا في كسروان هما الدكتور فريد الياس الخازن والنائب منصور غانم البون، فماذا تريد «القرنة» اكثر من ذلك؟ هل تريد تسمية كل مرشحي كسروان وطردنا؟ أفلا توجد قوى في المنطقة الا ضمن «القرنة؟»، هذا غير صحيح، هناك قوى كبيرة اضافة الى «التيار الوطني الحر» (الذي يتزعمه) ولدينا احصاءات تؤكد حجمنا هناك». واضاف: «نحن نحاول ان نجمع كل القوى ضمن اللائحة. فبعد التحالفات التي حصلت في بعبدا عاليه واشتركت فيها «القوات اللبنانية» غضضنا النظر عن «القوات» لاعلانها التحالف مع وليد جنبلاط وطلبنا من «الكتائب» ان تحدد موقفها عبر النائب انطوان غانم الذي قال انه مع النائب وليد جنبلاط. وكررنا السؤال على رئيس الجمهورية السابق امين الجميل الذي وعد بالاجابة ولم تردنا، فقررنا اننا لا يمكن ان نتناقض في بعبدا ـ عاليه ونتحالف في كسروان». وذكرت معلومات ان باكورة اللوائح الانتخابية في منطقة كسروان الفتوح وجبيل ستعلن في خلال الساعات المقبلة، ولن يكون هناك ائتلاف كما كان منتظراً بنتيجة المشاورات التي اجريت في الساعات الاخيرة، بين «التيار الوطني الحر» من جهة، والنائب منصور البون وعميد «حزب الكتلة الوطنية» كارلوس اده، والرئيس امين الجميل اذ اصر كل فريق على موقفه ومرشحيه.

وبات من المنتظر ان تعلن ثلاث لوائح في هذه المنطقة، الاولى برئاسة العماد ميشال عون وينتظر ان تضم الدكتور فريد الخازن، والنائب نعمة الله ابي نصر والدكتور يوسف خليل، والشيخ بديع حبيش، فيما لم يحسم الوضع بالنسبة الى جبيل.

واللائحة الثانية ينتظر ان تكون برئاسة النائب منصور البون وتضم زميله في «قرنة شهوان» النائب الدكتور فارس سعيد والكسندر رزق عن الحركة الاصلاحية الكتائبية، وفوزي دكاش عن «القوات اللبنانية»، والنائب السابق كميل زيادة، والعميد كارلوس اده، والنائب ناظم الخوري، والنائب السابق محمود عواد اذا تم الاتفاق نهائياً بين «تيار المستقبل» والنائبين البون وسعيد.

اما اللائحة الثالثة فينتظر ان يرأسها الوزير السابق النائب فارس بويز وتضم اليه النائب فريد هيكل الخازن، والنائب عباس هاشم. وتجري اتصالات مع كل من الوزير السابق جان لوي قرداحي والمحامي جان حواط، والمحامي جوزيف ابو شرف، والمحامي فادي روحانا، والعقيد ميشال كرم، أو السيدة جيلبيرت زوين، والنائب السابق اميل نوفل اذا ما انتهت المفاوضات الجارية بين بويز ونوفل الى نتيجة ايجابية.

ويتوقع المراقبون ان تكون نسبة المشاركة في عملية الاقتراع في هذه المنطقة مرتفعة نظراً الى المنافسة الشديدة. كما يتوقع ايضاً ان يكون التشطيب سيد الموقف لان معظم الناخبين الذين سيقترعون بكثافة الى جانب العماد عون سيختارون عينة من مرشحي اللوائح الثلاث.

وعلى صعيد الانتخابات في البقاع وفي دائرة بعلبك ـ الهرمل تحديداً، اصدر «حزب الله» امس بياناً جاء فيه «ان الحزب حسم تحالفاته في هذه المنطقة بعد سلسلة من المشاورات التي اجراها مع الفعاليات والقوى السياسية. وانتهت الى الاسماء التالية: الرئيس حسين الحسيني، غازي زعيتر، نادر سكر، الدكتور مروان فارس والمحامي نوار الساحلي».

واصدرت القيادة القطرية لحزب «البعث العربي الاشتراكي» (الموالي لسورية) بياناً اعلنت فيه انه لا يوجد لدى الحزب اي مرشح في بعلبك ـ الهرمل «وان لا صحة لمضمون التصريح الصحافي الذي ادلى به (الوزير السابق) فايز شكر مساء، معلناً نفسه مرشح القيادة القطرية للحزب في الانتخابات النيابية، مؤكداً الاستمرار بالترشيح باسم الحزب». واكدت القيادة «ان الحزب حسم خياراته في هذا الخصوص، ولا يوجد للحزب اي مرشح بعثي في دائرة بلعبك ـ الهرمل». وشددت على ان «شكر لا علاقة له حالياً مع الحزب. ولا يحق له من الناحية التنظيمية ان يترشح عن اي دائرة انتخابية باسم الحزب».