وزير الثقافة والإعلام السعودي يقيل رئيس نادي الباحة الأدبي

وكيل الوزارة: الإقالة تمت لأن رئيس النادي اشتكى مثقفا للجهات الأمنية بدلا من الرجوع للوزارة

TT

أصدر الدكتور عبد العزيز خوجة، وزير الثقافة والإعلام السعودي أمس قرارا يعفي بموجبه أحمد حامد المساعد رئيس نادي الباحة الأدبي من منصبه، وتكليف نائبه برئاسة النادي، حتى يتم انتخاب رئيس جديد للنادي الأدبي هناك.

وأكد عبد العزيز الهزاع، وكيل وزارة الثقافة والإعلام في اتصال مع «الشرق الأوسط» خبر الإقالة، وقال إنها «تأتي على خلفية الشكوى التي رفعها المساعد بحق الكاتب الدكتور علي الرباعي للجهات الأمنية، في حين كان يتعين عليه الرجوع لوزارة الثقافة والإعلام المرجعية النظامية لرئيس النادي».

وقد أثار رئيس نادي الباحة الأدبي زوبعة كبيرة في الأوساط الثقافية السعودية بعد أن رفع شكوى اتهم فيها الكاتب الرباعي بالدعوة لعرض صور النساء المشاركات في أمسية أدبية عبر الشاشة في صالة الرجال، وهو ما نفاه في وقته الرباعي، واصفا الشكوى بالكيدية، وتعرض الرباعي على أثرها للاستجواب. وجاءت الشكوى على خلفية محاضرة ألقتها الباحثة السعودية منى المطرفي في نادي الباحة وحملت عنوان «الفخر والحزن في شعر أبي فراس الحمداني»، وأقيمت المحاضرة في 17 يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال رئيس النادي في شكواه إن الكاتب الرباعي دعا عبر ملاحظة علنية إلى الاختلاط والتبرج، وطلب معاقبته ومنعه من دخول النادي.

ودافع الرباعي عن نفسه بالقول إنه طلب أن تتم الاستفادة من شاشة العرض الموجودة في صالة الرجال لعرض محتويات أو صور تشرح الأفكار التي تتناولها المحاضرة، تبديدا للملل. وقال الرباعي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن ملف القضية لم يحسم بعد، «فقد تم استجوابي وأخذ أقوالي، ثم جرى استدعاء زوج المحاضرة السيد حمد المطرفي لأخذ أقواله، حيث كان شاهدا، وكذلك مقدم الندوة الشاعر عبد الرحمن معيض»، وأضاف أن الجميع أكدوا صحة أقوالي.

وأضاف: «لقد اتهمني رئيس النادي بتهم تصل إلى درجة القذف، من بينها تهمة العداء للدين، وحمل أفكار مشبوهة، والدعوة لنشر صور نساء للاستمتاع برؤيتهن»، مضيفا: «لقد وقع الضرر المعنوي علي، وما زلت أفكر في مقاضاة رئيس النادي».

وقال الرباعي إنه يثمن قرار وزير الثقافة والإعلام الذي انتصر للمثقفين السعوديين وحفظ كرامتهم، مضيفا أن لجنة في وزارة الثقافة والإعلام طلبت تسجيلا للأمسية وجرى التحقيق في القضية.

واتصلت «الشرق الأوسط» برئيس النادي أحمد حامد المساعد، الذي استفسر من «الشرق الأوسط» عن مدى صحة قرار إقالته، مضيفا أنه لم يتسلم نسخة رسمية من هذا القرار، وقال: «أنا في طريقي للنادي، ولا يمكنني التعليق على الأمر من دون أن أتسلم نسخة رسمية من القرار».

وهذه هي المرة الأولى التي يقيل فيها وزير الثقافة والإعلام رئيسا للنادي الأدبي منذ إعادة تشكيل الأندية الحالية، ويذكر أنه جرى في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي التجديد لأعضاء مجلس إدارات أربعة من الأندية الأدبية، هي أندية: المنطقة الشرقية والرياض ومكة المكرمة وجدة. وفي حين قبل رؤساء الأندية التمديد لمدة سنة، استقال الدكتور سعد البازعي من رئاسة نادي الرياض مفسحا المجال لتولي الدكتور عبد الله الوشمي رئاسة النادي. وكان نادي الباحة الأدبي تأسس قبل 16 عاما وهو يقدم خدمة للمثقفين في منطقة الباحة جنوبي البلاد، ويسعى إلى إيجاد التواصل بينهم وبين الأدباء السعوديين والعرب وإثراء الحركة الثقافية هناك. وفي المتوسط، يحفل النادي بنحو 30 نشاطا سنويا تتضمن الأمسيات الثقافية والشعرية والقصصية وإقامة المهرجانات والملتقيات الأدبية. وللنادي أكثر من 50 إصدارا أدبيا وثقافيا. وللنادي لجنة نسائية مكونة من 6 سيدات أعضاء، ويمتلك النادي قاعة محاضرات خاصة بالسيدات تستوعب 80 مشاركة.