حملة حكومية في جدة للحد من أضرار صالونات الحلاقة

الانتهاء من تسمية 286 شارعا بأسماء صحابة وأدباء ومشاهير مسلمين

صالونات الحلاقة باتت متهمة لتسببها في نقل الكثير من الأمراض المعدية في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

بدأت جدة في مواجهة مخاطر صالونات الحلاقة التي، بحسب مصادر صحية، تسببت في نشر الكثير من الأمراض المعدية، إضافة إلى مخاوف من انتشار أمراض أخرى عبرها.

وكشف الدكتور هاني بن محمد أبو راس، وكيل أمين جدة للخدمات، عن تشكيل فرق عمل ميدانية من المراقبين الصحيين «للوقوف على صالونات الحلاقة وعمل مسح شامل على مستوى البلديات الفرعية في مدينة جدة».

يأتي ذلك في وقت شرعت فيه أمانة محافظة جدة في إطلاق حملة توعوية للحد من مخاطر «صالونات» الحلاقة، تحت شعار «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، بناء على توصيات ورشة عمل «الحلاقة الصحية» المنعقدة في أكتوبر (تشرين الأول) 2009 الماضي.

وأوضح الدكتور أبو راس أن هذه الحملة تعزز دور الأمانة في الحفاظ على صحة المواطنين من نقل الأمراض المعدية والأعراض الصحية الناتجة عن الاستعمال المتكرر لأدوات الحلاقة.

وأشار إلى أن ورشة العمل التي عقدت مؤخرا خرجت بالكثير من التوصيات الهامة، أُضيفت إلى لائحة اشتراطات تراخيص محلات الحلاقة، وتوجيه المختصين في الأمانات والبلديات بإبلاغ صالونات الحلاقة بالاشتراطات الجديدة، مشيرا إلى إلزام محلات الحلاقة بإمضاء تعهد رسمي ملزم بذلك، وفق نموذج معد لهذا الغرض، بهدف إقرار صاحب الصالون والعاملين بعلمهم واطلاعهم على الاشتراطات الجديدة.

وقال وكيل أمانة جدة للخدمات: «إن هذه التوصيات كانت بمثابة تأكيد على ما نصت عليه لائحة محلات الحلاقة، حفاظا على صحة وسلامة الزبائن من الأمراض المعدية».

ومن جانبه، أشار الدكتور بشير بن مصطفى أبو نجم، مدير عام التراخيص والرقابة التجارية في أمانة جدة، إلى إصدار الأمانة تعميما شمل البلديات الفرعية للتجاوب مع المستجدات الصادرة عن توصيات ورشة عمل الحلاقة الصحية.

وشدد على ضرورة التزام صالونات الحلاقة باستعمال أدوات الحلاقة ذات الاستخدام لمرة واحدة، وخاصة حامل الشفرة البلاستيكي مع الشفرة والسترة البلاستيكية والمسحة الطبية والمشط والقفازات، معللا ذلك لمحافظتها على صحة وسلامة متلقي الخدمة من الأمراض المعدية.

وأكد أهمية استعمال العاملين في المحل لـ«الكمامة» أثناء أداء العمل، إضافة إلى تشجيع استخدام حقيبة الأدوات الخاصة بكل زبون، فضلا عن تطهير الأدوات ذات الاستخدام المتعدد «المقص، ورأس ماكينة الحلاقة» بواسطة مطهرات مركبات «الكلور، واليود، والأمونيا الرباعية، والفينول» بناء على التعليمات الموضحة بعبواتها.

مشددا على ضرورة اختصاص المحل بالحلاقة فقط دون إجراء أي خدمات تجميل أخرى، مثل معالجة حب الشباب، أو استخدام كريمات إنبات الشعر.

وقال: «دعت التوصيات إلى متابعة انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الحلاقة، وإعداد تقرير عنها، لتوفير قاعدة معلومات كافية لإحكام وتطويق المراقبة الصحية للخدمة، ومخاطبة وزارة الصحة لإنشاء موقع إلكتروني لديها ولدى الجهات التابعة لها، لمتابعة المشكلات الصحية المرتبطة بهذه الخدمة، فضلا عن نشر الوعي الصحي لها من جانب الموقع، وضرورة جعل الرقابة الصحية على هذه المحلات من أولويات أعمال الرقابة الصحية الميدانية للأمانات والبلديات».

من جانبه، حدد مدير عام التراخيص والرقابة التجارية طرق انتقال العدوى في محلات الحلاقة بالدم الملوث أو سوائل الجسم، ولمس الأسطح الملوثة بالميكروب، وملامسة الجسم المفتوح بأدوات أو يد ملوثة بالميكروب، فضلا عن انتقالها عن طريق التنفس والسعال والعطاس.

وقال: «إن الأمواس وملاقط الشعر والمقصات والمناشف والأغطية الملوثة والكريمات والسوائل عند استخدامها بطريقة غير آمنة، هي أبرز ما يعرض الزبائن للعدوى».

موضحا أن أهم الأمراض المعدية في الصالونات تتمثل في الفيروسات من إنفلونزا موسمية وإنفلونزا خنازير والتهاب الكبد الفيروسي «B» و«C» والإيدز والبكتريا والفطريات والطفيليات.

وفي ما يتعلق بأبرز المخالفات التي يتم ضبطها أوضح الدكتور أبو نجم أن المخالفات تتباين بين عدم وجود شهادات صحية لدى العاملين بالصالون، وعدم تجديد رخص المحلات، فضلا عن سوء نظافة أدوات الحلاقة والفوط المستخدمة، وعدم توفر أجهزة التعقيم في بعض الصالونات وبعضها الآخر لا يعمل بكفاءة، إضافة إلى افتقار بعضها إلى المصائد الحشرية، واستخدام بعضها لمستحضرات وأدوية وكريمات وأعشاب وسلع تحمل ادعاءات طبية غير مصرح بها، وببيع هذه المستحضرات دون الحصول على تصريح.

وقال: «شُكلت فرق عمل من مراقبين صحيين للوقوف على صالونات الحلاقة وعمل مسح شامل على مستوى البلديات الفرعية في مدينة جدة، شملت منذ انطلاقة الحملة مطلع الأسبوع الماضي نحو 685 صالون حلاقة، في نطاق بلديات المطار وبريمان وثول وذهبان والجامعة الفرعية، تليها باقي البلديات وذلك للتأكد من توفر الاشتراطات الصحية عليها، وتنبيه أصحاب محلات الحلاقة بتطبيق بنود لائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية في حالة عدم التزامهم.

وفي سياق خدمي آخر، أنهت لجنة تسمية الشوارع والميادين في محافظة جدة تسمية (10) شوارع رئيسية في عدد من الأحياء، أطلقت عليها أسماء الصحابة، رضوان الله عليهم، كما تمت تسمية (276) شارعا داخليا في أحياء السنابل والأجاويد، أطلقت عليها أسماء مشاهير المسلمين من الأدباء والشعراء والعلماء.

وأوضح المهندس الشريف حسين الهجاري العضو المنسق للجنة، أنه تم اختيار مسميات تلك الشوارع من قوائم الأسماء المعتمدة من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية.

وقال إن أسماء الشوارع والميادين تختار من قوائم تم تحديدها من قبل اللجنة التي تضم في عضويتها كبار الشخصيات من كتاب وأدباء وأساتذة جامعات، إلى جانب أهل الخبرة والاختصاص، وتشمل تلك القوائم أسماء أمهات المؤمنين والصحابة والتابعين، رضوان الله عليهم جميعا، والملوك والحكام والعلماء والأدباء وغيرهم من المشاهير المشهود لهم بمكانتهم العلمية والفكرية.

وذكر أن الشوارع التي تمت تسميتها في مدينة جدة بلغت أكثر من 22 ألف شارع، وأن العمل جارٍ لتسمية بقية الشوارع، وفق أولوية معتمدة، خصوصا بعدما انتهت اللجنة من تسمية (49) حيا في المناطق الجديدة المحيطة بمدينة جدة، حيث بلغت بموجبها كامل أحياء مدينة جدة (107) أحياء، وأضاف أن الأمانة سوف تقوم بوضع لوحات إرشادية للأحياء الجديدة لتعريف المواطنين بمسميات وحدود تلك الأحياء.