الإهمال أكثر أنواع العنف انتشارا ضد الأطفال في السعودية

ترقب إقرار قانون لحماية الأطفال من العنف يعاقب من يتستر على انتهاك حقوقهم

الإهمال يعد أكثر أنواع العنف المسجلة ضد الأطفال في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مسؤول طبي في المنطقة الشرقية أن أكثر حالات العنف ضد الأطفال انتشارا في السعودية هي حالات الإهمال، حيث أدرج الإهمال كنوع من أنواع العنف ضد الأطفال، والتي تشمل العنف الجسدي والعنف النفسي والعنف الجنسي، موضحا أن مراكز الحماية من العنف والتي يبلغ عددها نحو 39 مركزا على مستوى السعودية، لا تولي هذا النوع من العنف العناية التي يستحقها، مقارنة بحجمه على أرض الواقع.

وقال الدكتور خالد الدانش مدير قسم الأطفال بمجمع الملك فهد الطبي بالظهران، ورئيس مركز حماية الأطفال من العنف التابع للخدمات الطبية بالقوات المسلحة في المنطقة الشرقية، إن كثيرا من الممارسين الطبيين والأسر والمعلمين يجهلون تصنيف الإهمال كنوع من أنواع العنف، كما يجهلون بعض الممارسات التي تنطوي على حالات عنف تندرج تحت الجرائم التي يعاقب عليها القانون.

وبين الدكتور الدانش أن السعودية تنتظر إقرار قانون لحماية الأطفال من العنف يجرم كل من يطلع على حالات عنف ولم يبلغ عنها بمعاقبته بالسجن، وأكد أن عقوبة الممارس الصحي الذي يطلع على حالات عنف ولم يبلغ عنها يعاقب بالسحن ثلاثة أيام.

وتحدث الدكتور الدانش لـ«الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر طبي تثقيفي تنظمه الخدمات الطبية بالقوات المسلحة بالمنطقة الشرقية، ويسلط الضوء من الناحية الاجتماعية على أساليب العنف ضد الأطفال.

المؤتمر الذي يحضره نحو 250 شخصا، يستقطب أطباء وممارسين صحيين من الجنسين، ومعلمين ومعلمات وأسرا، ومسؤولين عن مراكز حماية الأطفال في كل من الحرس الوطني والشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية والشؤون الاجتماعية، بهدف زيادة كفاءة المشاركين في المؤتمر للتنبه لحالات العنف ضد الأطفال والإبلاغ عنها، ورصدها ضمن الحالات التي تستوجب تسجيلا ودراسة.

ولفت الدانش إلى أن المؤتمر يركز بشكل كبير على الإهمال كأحد أكثر أساليب العنف ضد الأطفال انتشارا داخل الأسر السعودية، حيث قال إن كثيرا من الأشخاص الذين يرصدون العنف ضد لأطفال لا يلقون بالا لكثير من الممارسات التي يقوم بها الأب أو الأم أو من يتولى الرعاية الصحية للطفل في المنشأة الطبية، والتي يغلب عليها طابع الإهمال، مما قد يعرضه لمشكلات صحية مزمنة أو قد يعرضه للموت. وأضاف أن المؤتمر يقوم بدور تعريفي لخطر الإهمال كأحد الأساليب التي يعاقب عليها القانون، والتي قد ينشأ عنها أخطاء تعد من صميم العنف الممارس بحق الأطفال.

وتابع الدكتور الدانش أن قانون حماية الطفل يشمل الطفل من سن الولادة حتى سن الثامنة عشرة، ويأتي مؤتمر حماية الأطفال من العنف ضمن برنامج توعوي تنفذه إدارة الخدمات الطبية بوزارة الدفاع والطيران على مستوى السعودية ضمن برنامج تثقيفي للمختصين وأفراد المجتمع بمخاطر العنف ضد الأطفال.

وقال الدكتور الدانش إن السعودية تضم نحو 39 مركزا للحماية من العنف ضد الأطفال، 6 منها تتبع للخدمات الطبية بوزارة الدفاع والطيران، وبقية المراكز تتبع لوزارة الصحة والحرس الوطني ووزارة الشؤون الاجتماعية، تقوم هذه المراكز برصد جميع الحالات التي ترد إلى المستشفيات أو التي يحقق فيها، ولفت الدكتور الدانش إلى أن الإهمال أحد أكثر أساليب العنف انتشارا لدى الأسر السعودية، ويجدر الانتباه إليه ومحاسبة الأسر في حال تعرض الطفل للخطر.

وأوضح رئيس مركز حماية الأطفال من العنف بالمجمع الطبي بالظهران أن إدراج الإهمال ضمن حالات العنف يشمل عدم توفير الرعاية الصحية للطفل، وكذلك إهمال عرضه على طبيب عندما يتعرض لعارض صحي، كما يشمل التعريف أيضا عدم التقيد بوقت جرعات الأدوية التي يحددها الطبيب لطفل، أو إهمال الأدوية مما قد يعرضه لمضاعفات قد تودي بحياته، وكذلك يشمل التعريف بعض العادات والتقاليد التي قد تعرض الطفل للمخاطر.