40% من العناصر البيئية تؤدي للإصابة بمرض التوحد

افتقار الدول العربية للدراسات البحثية والمسحية زاد من انتشاره

TT

أوضح الدكتور إيهاب رجاء استشاري المخ والأعصاب للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة رئيس اللجنة الطبية للشبكة العربية للتوحد أن الأبحاث المتخصصة في مرض التوحد تشير إلى أن 40 في المائة من العناصر البيئية تؤدي للإصابة بالمرض، إلى جانب الاختلالات المناعية واضطرابات التغذية.

وحذر الدكتور رجاء من تحول التوحد إلى وباء في العالم العربي، وقال: «في حال لم يتم التصدي له من خلال تعاون الدول العربية فسيزداد الأمر تعقيدا، لذلك لا بد على وزراء الصحة العرب والمختصين التحرك الفعلي تجاه هذا المرض الذي لا تزال أسبابه مجهولة وأعداده في ازدياد ملحوظ، مقابل ضرورة تبني دراسة فورية لتحديد المسببات الأولية التي تجعل فئة معينة من الأطفال أكثر عرضة من غيرها للإصابة بالتوحد».

ودعا رئيس اللجنة الطبية للشبكة العربية للتوحد إلى ضرورة إيجاد برامج علاجية خاصة بالباحثين والأطباء العرب حول التوحد وأسبابه، والكف عن تقليد البرامج الغربية وتطبيقها، في ظل وجود آلاف البحوث والأطروحات في مكتبات الجامعات العربية، منادين أصحاب تلك الدراسات والبحوث بعدم التكاسل عن تطبيق بحوثهم على أرض الواقع، لا سيما أنه حتى اليوم لم يخرج أي برنامج توحدي عربي. وقال رجاء في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بمجرد أن تُجاز الرسالة البحثية، سواء في الجامعات أو نحوها، يتكاسل صاحبها عن تطبيقها، الأمر الذي أدى إلى إيجاد قصور في الوطن العربي ما بين النظرية والتطبيق»، مضيفا: «نسعى من خلال الشبكة العربية للتوحد لأن نأخذ الأبحاث المتميزة ونحوّلها إلى واقع بدلا من تقليد البحوث الغربية».

وبيَّن أن «العالم العربي يفتقر إلى دراسات بحثية ومسحية وشمولية جادة تناقش أسباب ارتفاع التوحد في العالم العربي، فأغلب البحوث العالمية ترجع أسباب زيادة الأعداد إلى عوامل تلوث البيئة وارتفاع معدل المعادن التي تدخل للجسم كالألمنيوم والرصاص واليورانيوم والزئبق، التي إن زادت نسبتها في الجسم من شأنها أن تؤدي للإصابة بالتوحد وفقا للأبحاث الموجودة». ولفت رجاء إلى أن «الأبحاث تشير إلى أن 40 في المائة من العناصر البيئية تؤدي للإصابة بالتوحد، إلى جانب الاختلالات المناعية واضطرابات التغذية، إذ إنها تؤثر في نظام حماية الغلاف المحيط بالخلية وسلامتها».

وحول إنشاء مراكز خاصة تُعنى بمرضى التوحد، رفض الدكتور رجاء وجود تلك المراكز، معللا ذلك بعدم جدواها إلا في المراحل الأولى التي يحتاج الطفل فيها لأن يتعلم الأساسيات، وقال: «المصاب بالتوحد ليس لديه قدرة على التقليد، وإذا تم وضعه في مركز خاص بالتوحديين فإن المركز يعمل في المراحل الأولى على تنمية ملكة التقليد لديه، وبالتالي لن يجد أمامه سوى سلوكيات خاطئة يقلدها كونه يخالط أطفالا توحديين مثله، لذلك لا بد من دمجه مع أطفال أسوياء في المدارس حتى يتمكن من تقليد سلوكيات سليمة». جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات الاجتماع التاسع للشبكة العربية للتوحد، يوم أول من أمس، الذي استضافت أعضاءه الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية، ممثلة في مركز جدة للتوحد. كما تم إطلاق مبادرة الأميرة فهدة بنت سعود لتبني برنامج تدريب للمراكز العربية حديثة الإنشاء والتكفل بالإعداد والتنظيم لاستضافتهم في المملكة، وتم خلال الاجتماع توقيع مذكرة تفاهم مع المعهد العربي للتنمية المهنية المستدامة «اتحاد الأطباء العرب».

من جهتها، قالت الأميرة سميرة عبد الله الفيصل، رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد الخيرية، لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن تدعم منظمات كبيرة الشبكة العربية للتوحد، خاصة منظمة (اليونيسيف)، وأن تكون تحت مظلتها، خاصة أنه منذ تأسيسها قبل 3 سنوات لم يُفعّل دورها، ونحن في انتظار الدعم من الجهات المعنية». وبيّنت أن لجنة دعم أسر التوحد في حال تم تفعيل الشبكة بشكل حقيقي ستؤدي دورها من خلال تبادل الخبرات بين الأسر، ونشر الوعي في المجتمعات العربية، كما يمكنها أن تسهم في توحيد الأنظمة بين تلك الدول.