عروس البحر الأحمر تحيل منطقة الكوارث إلى منظومة بيئية من المتنزهات

الأمير خالد الفيصل: انتقلنا من ثقافة الإحباط إلى التفاؤل والأمل

التفاؤل يقتضي تحويل مهددات البيئة إلى مناظر جاذبة («الشرق الأوسط»)
TT

تعتزم أمانة محافظة جدة تحويل بطون الأودية والشعاب الواقعة في شرق طريق الحرمين السريع من منطقة كوارث ومشكلات بيئية إلى منظومة بيئية من المتنزهات التي تتولى حماية المنطقة، وخصوصا جدة بشكل عام، من أخطار السيول، على أن يتم التوسع في ذلك لاحقا ليشمل كامل المحافظة، إلى جانب إعادة ضخ مياه الصرف الصحي المعالجة واستخدامها في الري والمنشآت المائية والتبريد.

وأوضح المهندس عابد الجدعاني، مدير عام اشتراطات وأنظمة البناء في أمانة محافظة جدة، أن فريق التخطيط درس استكمال تنفيذ الطرق السريعة والرئيسية لخدمة المنطقة والتحكم في تنميتها، بالإضافة إلى دراسة متطلبات النقل العام لمراعاتها في المخططات التفصيلية، وتنفيذ البنية التحتية من مياه وصرف صحي وكهرباء واتصالات.

وقال في بيان رسمي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «تطرق الفريق إلى سرعة استكمال تنفيذ الطريق الدائري الجديد والطرق الرابطة مع طريق الحرمين الحالي والتقاطعات اللازمة، وتنفيذ طريق رئيسي بعرض لا يقل عن 65 مترا بتقاطعات علوية حرة الحركة بين طريقي الحرمين والدائري الجديد».

وأشار إلى أن الفريق قام بدراسة تنفيذ شبكات الطرق الرئيسية المعتمدة حسب مخططات الأمانة، وربطها بالمحاور العرضية (طرق تجميعية)، مع المحافظة على الرئيسية منها شرق الخط الدائري الجديد، مبينا أن تلك الدراسات تهدف إلى خدمة التنمية الخاصة وحماية المنطقة من التعديات والحد من ظهور مناطق عشوائية جديدة.

وأضاف: «تمت دراسة سرعة إزالة الإحداثيات القائمة في مسارات الأودية في الأحياء المخططة والعشوائية واستخدامها ضمن منظومة المناطق الترفيهية، مع التأكيد على استمرار منع البناء في بطون الأودية والشعاب والروافد»، موضحا أنه تم تحديد مواقع للدفاع المدني والهلال الأحمر، و4 مواقع للخزانات السطحية للخزن التشغيلي الاستراتيجي للمياه في محافظة جدة والمطلوبة لتخزين نحو 6 ملايين متر مكعب من المياه بمساحة 600 ألف متر مربع لكل موقع.

وكان المهندس عبد الله العساف، مدير عام وحدة أعمال جدة في شركة المياه الوطنية، قد كشف لـ«الشرق الأوسط» أول من أمس عن إنشاء خزان استراتيجي بسعة مليون متر مكعب من المياه خلال العام القادم في منطقة بريمان، وذلك ضمن الخطط الموضوعة لمدينة جدة بعد الكارثة.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يعد هذا المشروع مرحلة أولى من 4 مراحل مستقبلية، على أن تصل سعتها في مجملها إلى 6 ملايين متر مكعب من المياه لخدمة مدينة جدة في حالات الطوارئ».

وبالعودة إلى مدير عام اشتراطات وأنظمة البناء في أمانة محافظة جدة، الذي بين أنه جاري ربط دراسة النقل العام في جدة بكامل منطقة شرق طريق الحرمين بعد تحديد مسارات الطرق، وإعداد مخطط عام لتصريف مياه الأمطار والسيول ضمن مخطط تطوير المنطقة يشمل تحديد المجاري الطبيعية للسيول وأحواض تجميعها ومراعاتها في تصميم الطرق وتخطيط الأراضي.

من جانبه، أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، في الجلسة الختامية لورشة عمل درء مخاطر السيول والأمطار شرق جدة، التي اختتمت أعمالها أمس، على الانتقال من ثقافة الإحباط إلى التفاؤل والأمل.

وأضاف: «هذا الوطن تعود على أن يواجه التحديات حتى يتم له النجاح، وهذا ما جعلنا ننتقل اليوم إلى حالة (أنا مسؤول)».

وشهدت الجلسة الختامية حضور كل من الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة، والدكتور عبد العزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، والمهندس عادل بن محمد فقيه أمين جدة، إضافة إلى الفرق الـ3 المشاركة في الورشة.

وتضم تلك الفرق عددا من الجهات الحكومية في منطقة مكة المكرمة من ضمنها محافظة جدة، وأمانة جدة، وهيئة المساحة الجيولوجية، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والإدارة العامة للطرق والنقل، وجامعة الملك عبد العزيز، وشركة المياه الوطنية، وإدارة مرور محافظة جدة، والإدارة العامة للدفاع المدني، ووزارة العدل (كتابة العدل والمحكمة)، إلى جانب وقف الملك عبد العزيز (العين العزيزية).

وفي سياق متصل، أشار المهندس محمد عاشور، مدير عام الدراسات والإشراف في أمانة محافظة جدة، إلى أن فريق عمل السيول تدارس ضرورة إزالة جميع العقبات والمخلفات من مسارات بطون الأودية ومنع تغيير اتجاهها، وربط مجاري الأودية من الناحية الشرقية لطريق الحرمين بقنوات تصريف السيول الشرقية والشمالية والجنوبية القائمة حاليا.

ولفت إلى أنه تم التنسيق بين جميع الجهات ذات العلاقة لتحقيق توافق مناسيب القنوات المائية (المكشوفة والمغطاة) والعبارات تحت الطرق بهدف ضمان انسياب السيول فيها، والتأكيد على تفعيل الصيانة والنظافة لقنوات تصريف السيول (المكشوفة والمغطاة) بشكل دائم.

وأضاف: «من بين ما تمت مناقشته في ورش عمل السيول الدعوة إلى زيادة التعاون في تبادل البيانات والخرائط في الدراسات بين مختلف القطاعات الحكومية، على أن يشار إلى مصدر المعلومة حفاظا على الحق العلمي وتشجيعا لاستمرار هذا التعاون، واعتماد البرنامج الوطني لإدارة السيول والفيضانات (المعد من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية)، بناء على قرار مجلس الوزراء».

فيما أنهى فريق عمل ملكيات الأراضي دراسة صكوك الملكيات في المنطقة وتصنيفها وتحديد وحصر مشكلات الملكيات وتداخلها، ووضع الآليات المناسبة لنزع الملكيات لتنفيذ مشاريع السيول والطرق والخدمات العامة والمرافق، التي من بينها استبدال أراض في مواقع هامة بمواقع الأراضي في مجاري السيول وبنفس المساحة.