كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر أمني مسؤول عن إيقاف عمليات دفن الأعضاء المبتورة والمشايم ووفيات الأمراض المعدية في المقبرة المخصصة لذلك بحي الحرازات، وذلك بعد تعرضها للسيول التي جرفت ما يقارب 20 عضوا مبتورا من داخلها.
وأوضح العميد عبد الله الجداوي مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة أنه تم تحويل دفن المشايم والمبتورات إلى مقبرة الخمرة، فيما حول دفن الوفيات نتيجة الأمراض المعدية إلى مقبرة الملك عبد العزيز، باعتبار أن هاتين المقبرتين بعيدتان عن مناطق السيول.
وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تنبهت فرق البحث أثناء عملها إلى وجود أعضاء آدمية مبتورة، كانت قد جرفها السيل من داخل المقبرة بحي الحرازات»، لافتا إلى أن مثل تلك الأعضاء من شأنها أن تؤثر على المياه الموجودة كونها تحفظ قبل دفنها بمواد كيميائية في المستشفيات.
وأشار إلى أن أفراد فرق الإنقاذ العاملة في البحيرات هناك حريصون على ارتداء ملابس واقية قبل نزولهم فيها، نافيا في الوقت نفسه ما تردد من معلومات حول إصابة بعض منهم بأمراض جلدية نتيجة تعرضهم للمياه الملوثة. وأضاف: «تمت مخاطبة كل من أمانة محافظة جدة والشؤون الصحية، إلى جانب طلب إجراء فحوصات لتحديد نسب التلوث في البحيرة المقابلة لحي الحرازات التي شهدت استقرار أعضاء آدمية مبتورة فيها بعد أن جرفتها السيول». ولفت مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة إلى أن نتائج بعض التحاليل أظهرت عدم صلاحية المياه الموجودة في المنطقة للاستخدام الآدمي على خلفية تلوثها بالبكتيريا، غير أن تلك المياه خالية من المعادن الثقيلة بحسب ما أثبتته نتائج الفحص الذي أجراه مركز السموم والكيمياء الشرعية.
واستطرد بالقول: «ما زالت فحوصات عينات المياه مستمرة بهدف الكشف عن المواد الكيميائية الموجودة بها، التي من المتوقع أن تظهر نتائجها خلال الأسبوع الحالي في ظل توجيه الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة بسرعة استكمالها»، موضحا أنه بعد ذلك سيتم وضع الاحتياطات والإجراءات الوقائية للعاملين بالمنطقة ومن ثم معالجتها.
من جهته، أفاد الدكتور عادل تركستاني رئيس أقسام الشؤون الوقائية في صحة جدة بأنه تم فحص جميع خزانات المياه في المناطق المتضررة، إلى جانب تخصيص رقم هاتف ساخن لاستقبال بلاغات الأهالي في ما يخص فحص مياه منازلهم.
وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «تم تشكيل لجنة الصحة العامة بناء على توجيهات محافظ محافظة جدة، وتضم أحد أعضاء شركة المياه الوطنية التي لديها مركز قائم بمنطقة قويزة لاستقبال بلاغات المواطنين حول فحص المياه». وبين أنه كان من المتوقع وجود مياه غير صالحة للاستخدام الآدمي في تلك المناطق المتضررة، غير أنه تم تبليغ أصحاب الشأن بها ومتابعة تفريغ خزانات المنازل وتنظيفها وتعبئتها بمياه جديدة، ومن ثم إجراء فحوصات أخرى للتأكد من صلاحيتها.
وأضاف: «من حسن الحظ أننا قمنا بإجراء التحاليل في الفترة التي كان فيها الأهالي خارج مساكنهم، الذين لم يعودوا إلا بعد التأكد من سلامة مياه الشرب»، مؤكدا عدم انتشار أي مرض وبائي عن طريق المياه.
وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع أحمد الغامدي مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة للتعليق على الوضع، غير أنه لم يرد حتى وقت النشر. وبالعودة إلى مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، أبان أن لكل خطر معاملة، لا سيما أن الجهات المعنية ستضع ما يلزم من الحلول بناء على النتائج بعد الانتهاء من الفحوصات كلها. وذكر أنه ستتم مخاطبة الجهات العلمية للمساعدة في وضع حلول حالية ومستقبلية، غير أن الوضع الآن بالنسبة للأفراد العاملين لا يشكل خطورة في ظل حرصهم على ارتداء ملابس واقية أثناء تأدية عملهم.