«حقوق الإنسان» تحارب «التمييز اللوني» والتفرقة العنصرية في مدارس البنات

تناقش الطالبات حول ظاهرة التحرش.. مع افتتاح برنامج الزيارات بالشرقية لعام 2010

TT

شرعت هيئة حقوق الإنسان الحكومية في تبني برنامج توعوي من أجل النهوض بالفكر الحقوقي عند أطياف المجتمع كافة، وخصوصا فئة الطلاب.

وفي أول زيارة ميدانية للعام 2010 قام بها وفد نسائي من هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية إلى إحدى مدارس البنات، حثت الهيئة على محورين وصفتهما بـ«الهامَّين»، من أجل تطبيق ونشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع، هما: احترام من يختلف في اللون والشكل، ونشر وتمثيل ثقافة حقوق الإنسان بالأخلاق الحسنة ومساعدة الآخرين. جاء ذلك صباح السبت الماضي، في لقاء جمع ممثلات الهيئة مع طالبات الصف الرابع الابتدائي في مدارس الظهران الأهلية.

ووصفت أمل الدار، اختصاصية قسم الطفولة بالفرع النسائي للهيئة، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، الزيارة بأنها «مؤشر قوي على تزايد وعي الأطفال بحقوقهم»، وكشفت عن توجه الهيئة لتكرار الزيارات لمدارس أخرى، وفق برنامج لنشر الوعي بحقوق الطفل. وعن أسباب التركيز على احترام الطالبات المختلفات عن زميلاتهن، أشارت إلى ضرورة حث الأطفال على مراعاة المختلفين معهم، سواء المعاقين أو المختلفين باللون واللغة، أو الاختلاف في الطبقة والمستوى الاجتماعي.

وعصف اللقاء بمجموعة من الأسئلة الساخنة التي طرحتها الطالبات، فجاء موضوع «التحرش» على رأسها، إذ تحدث بعضهن عن مواقف في التحرش حصلت لهن ولغيرهن، وسألت إحدى الطالبات عن كيفية حماية الجسد من تحرش العمال ومنهم السائقون والخدم في البيوت، وعلى ضوء ذلك تم تخصيص جزء من الزيارة تحديدا لمناقشة موضوع التحرش بالأطفال.

وقدمت اختصاصية الطفولة للطالبات عدة نصائح في كيفية حماية النفس والجسد والوقاية من التحرش مستقبلا، ومنها كيفية الإفلات والهرب من المتحرش، وكيفية استخدام نبرة الصوت للدفاع عن النفس والجسد، وضرورة إبلاغ الكبار من الأهل في حال التعرض لتحرش أو رؤية أي سلوك يشعرن بأنه غير صحيح سواء من السائق أو الخادمة أو أي شخص في أي مكان.

وشددت أمل الدار على الطالبات بعدم الخوف والتردد في الإبلاغ عن التعرض للتحرش، كما نصحت بأهمية الوقاية وتلافي حدوث التحرش أو أي مكروه بعدم الوجود في مكان مظلم أو خالٍ من الناس، وعدم الخروج بمفردهن دون حماية من أحد قريب وكبير، وعدم الخروج دون إبلاغ الأهل إلى أين سيذهبن، مضيفة: «حتى في المدرسة يجب عدم الوجود بمفردكن ويجب إبلاغ المعلمة في حال حدوث أمر غير مريح».

وتحدثت الدار خلال اللقاء، عن الأطفال المحرومين من أهم حقوقهم في الحياة، قائلة للطالبات: «هناك من الأطفال من لا يذهب إلى المدارس وهناك من لا يذهب إلى المستشفيات لأنه ليس لديهم هوية»، مضيفة: «لذلك وجدت هيئة حقوق الإنسان، لكي توفر الحقوق لكل طفل سعودي»، ثم طلبت من الأطفال أنفسهم أن يتعاونوا ويساعد بعضهم بعضا من أجل نشر هذه الثقافة في مجتمعهم.

وعند السؤال عن «أهم الحقوق التي ينبغي توفيرها للأطفال؟»، أجابت طالبة بأنها الأسرة، وأجابت إحداهن بالمدرسة، وأجابت أخرى بالصحة، وأجابت غيرها بالأمن والسلام، وأجابت طالبة بأهمية توفير ملجأ للأطفال الذين ليس لديهم عائلات، وأجابت أخرى بالطعام والغذاء الصحي، وأجابت أخرى بحق الرعاية والحنان. في حين تساءلت إحدى الطالبات: «هل نحن بأمان؟»، وهنا قالت الدار: «نحن بحاجة إلى تفعيل اتفاقية حقوق الطفل لنضمن الأمان لجميع الأطفال السعوديين».

وعلى هامش الزيارة، أهدت الطالبات اختصاصية قسم الطفولة في الهيئة، التي جاءت برفقة مساعدة مسؤولة العلاقات العامة والإعلام غادة الودعاني، عملا فنيا قمن به من أجل هيئة حقوق الإنسان، عبارة عن شعارات ورسومات متنوعة معبرة عن مفهوم حقوق الإنسان، من عمل طالبات الصف الرابع، كما أهدت الاختصاصية عددا من الكتب المتخصصة في حقوق الطفل، بالإضافة إلى توزيع بطاقات عملها على الطالبات للرد على أي تساؤل يخطر على بالهن في المستقبل.

وتناول اللقاء الذي جاء في صورة ورشة عمل، موضوعات أخرى تم طرحها بأسلوب مبسط ومناسب لأعمار الطالبات، منه: تطبيق السعودية لحقوق الإنسان وانضمامها إلى الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الطفل، وتعريف الطالبات بمفهوم الانتهاك للحقوق، بالإضافة إلى الحديث عن معاناة بعض الأطفال في المجتمع من الحرمان من حقوقهم في التعليم والغذاء الصحي والعلاج والحماية وأيضا حق الهوية.

يُذكر أن الفرع النسوي لهيئة حقوق الإنسان يعتزم في الفترة المقبلة إقامة زيارات ميدانية مماثلة لمدارس أخرى بالمنطقة الشرقية، فيما سيجمع تعاون قريب بين هيئة حقوق الإنسان ومدرسة الظهران الأهلية، عبر عقد دورات تدريبية للطالبات والمعلمات بتخصيص ساعة من كل أسبوع ضمن النشاط، والاتفاق على إرسال البرنامج العام وتحديد المجالات التي تستطيع الهيئة التعاون فيها.