«المناطيد المشتعلة».. لعبة في القصيم تهدد بإشعال حرائق

تشهد حركة بيع بالجملة وتطير في السماء بعد إشعالها بالنار

TT

ما إن يحل الظلام وتغيب الشمس في المساء إلا وتظهر شعلة من النار تطير في السماء على مسافات متنوعة، هذا هو المشهد الليلي في مدن منطقة القصيم حيث أصبحت لعبة متداولة بين الصغار، واسعة الانتشار وتباع بكميات كبيرة.

واللعبة الخطرة عبارة عن مناطيد صغيرة تربط بطرق بدائية بشعلة نارية صغيرة قابلة للاستمرار (مكعبات الغاز)، وتكمن خطورتها عند هبوطها على أسطح المنازل أو حتى في المزارع، إذ يمكنها أن تتسبب في حرائق.

وأصابت «المناطيد» الناس بحالة ذعر وعدة تساؤلات عن ماهية هذه الشعل النارية التي تتعاقب بشكل مستمر في سماء المنطقة، كونها ظاهرة غريبة، لكن مع مرور الوقت وانتشار خبرها بين الناس اتضح أنها مجرد ألعاب تسمى «المنطاد العجيب». وهي مشابهة للمناطيد المعروفة من حيث الشكل وطريقة التجهيز والإطلاق، ولكنها تعتبر ذات أحجام صغيرة وألوان مختلفة وأصبحت متداولة بشكل كبير بين يدي الأطفال والكبار والفتيات في الاستراحات والتجمعات العائلية وأصبحت تباع بكميات كبيرة وبالجملة في المحلات التجارية المتنوعة خاصة محلات الجملة التي تقع في السوق الداخلية لبريدة - المدينة الأكبر في منطقة القصيم - بعد أن كانت تباع خفية ويروج لها عبر المواقع الإلكترونية.

ووفقا لجولة «الشرق الأوسط» اتضح أنها تباع لدى بعض المحلات التجارية بأسعار تعتبر متنوعة وتشهد إقبالا كبيرا في شرائها؛ حيث يحكي أبو عبد الرحمن أحد أصحاب المحلات التي تبيع هذه المناطيد لـ«الشرق الأوسط» أنها شهدت إقبالا كبيرا هذه الأيام، مشيرا إلى أنهم كانوا يبيعونها في السابق بأسعار عالية.

وأضاف بالقول: «في الوقت الحالي نبيعها بأسعار أقل وتشهد شراء بالجملة من قبل الناس مما دعانا لجلب كميات أكبر من بعض الدول المجاورة بأسعار زهيدة، ولكنه لم يخف خطورتها وأكد أنه ليس هناك أي مانع من بيعها من قبل الجهات المسؤولة حتى الآن».

وبحسب بائعين فإن تلك المناطيد تحتوي على فتيلة بيضاء عبارة عن مادة شمعية قابلة للاشتعال بداخلها ويتم تجهيزها وإشعالها في مدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة حتى يمتلئ المنطاد بالأكسجين مما يؤدي إلى تكوين شكل دائري بالمنطاد ومن ثم يتم إطلاقه في السماء.

وأضافوا أن تلك المناطيد ترتفع على مسافات بين 200 و300 متر عن الأرض وتنتج عنها شعلة ونقطة صغيرة في السماء ويقل حجمها كلما ابتعدت عن مصدر إطلاقها، موضحين أنه يوجد كثير من الألوان المختلفة مثل الأزرق والأحمر والبرتقالي والزهري والأصفر.

وأفاد البائعون أن البعض قام باستخدامها لأغراض ترويجية ودعائية حيث سعوا لتسويق محالهم ومتاجرهم أو لموقع إلكتروني خاص به أو وضع شعارات الفرق الرياضية أو الفنان المفضل له على المنطاد وكذلك عبر الكتابة على المنطاد.

وأوضحوا أنه تم استخدامه كذلك عبر كتابة كلمات الحب والغرام مثل «أحبك يا روحي» ليقوم البعض لإرسالها عبر السماء لتصل لمكان غير معلوم غالبا كونها تسير من مصدر إشعالها إلى أماكن غير معروفة في حين يقوم البعض بكتابة رقم هاتفه النقال على المنطاد وإطلاقه في السماء وينتظر أن يأتيه الاتصال ممن يجد المنطاد أو يقع في منزله أو في أي مكان يحط المنطاد رحاله فيه.

ومع انتشار هذه الظاهرة يبدي جميع المواطنين مخاوفهم الكبيرة من انتشارها والأضرار التي ربما تحدث بسببها كونها تحوي شعلة من النار في طياتها ولا يعلم أين سيكون مصيرها حيث إنها ربما تقع في مكان قابل للاشتعال مثل الحدائق العامة والأشجار أو أماكن تجمع الورق وغيرها وهذه كلها أماكن قابلة للاشتعال مباشرة مما يسبب تخوفا وقلقا لدى كثير من الناس حول الخطورة التي تسببها تلك المناطيد.

وجاءت مطالبات للجهات المسؤولة مثل الدفاع المدني والبلديات بمنعها ومنع تداولها وبيعها في المحلات التجارية وكذلك معاقبة المروجين لها والمصدّرين لها في كل مكان؛ كونها تمثل تهديدا كبيرا وعامل خطر على بعض الممتلكات العامة والخاصة.

ويحكي البعض أن خطورتها تعتبر مماثلة لخطورة الألعاب النارية التي منع بيعها أو تداولها في المحلات التجارية كونها تشكل خطورة أكبر ربما لأنها تسبب حرائق متى ما وقعت في أماكن قابلة للاشتعال.