السعودية تؤسس مركزا بحثيا زراعيا بتكلفة 187 مليون ريال

بمبادرة من وزارة البترول وتبرع من «سابك»

الأمير سعود بن عبد الله والأمير فيصل بن تركي والوزير بالغنيم والدكتور العثمان خلال توقيع الاتفاقية («الشرق الأوسط»)
TT

وقّعت وزارة الزراعة وجامعة الملك سعود اتفاقية الشراكة بين وزارة الزراعة وجامعة الملك سعود لتأسيس مركز أبحاث وتطوير الزراعة المستدامة (ساردك)، وذلك في وادي الرياض للتقنية بمقر الجامعة، بتكلفة تصل إلى 187 مليون ريال.

ووقّع الاتفاقية كل من الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة والدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود، بحضور الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس مجلس إدارة «سابك» والأمير الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية.

وتنص الاتفاقية بحسب المسؤولين على إنشاء وزارة الزراعة مقر المركز والمختبرات الخاصة به في وادي الرياض للتقنية، وتمويله بالاستفادة من تبرع شركة «البيروني» إحدى شركات الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وبمبادرة من وزارة البترول والثروة المعدنية، وربط المركز بمراكز الأبحاث التابعة لوزارة الزراعة بحيث تصبح محطات مكملة لنشاط المركز في مختلف مناطق المملكة، وتسهيل عملية التعاون العلمي والتقني مع المراكز البحثية في المملكة والمنظمات الدولية الزراعية والمراكز المناظرة في العالم.

وأضاف المسؤولون أن الاتفاقية تأتي للتأكيد على التعاون العلمي بين وزارة الزراعة وجامعة الملك سعود للاستفادة من الخبرات البحثية في الجامعة وارتباطها مع المراكز الدولية لتطوير نظم الزراعة المستدامة في المملكة، بحيث تتواءم التنمية الزراعية مع الموارد الطبيعية المتاحة. ويهدف المركز إلى توجيه البحث العلمي لخدمة التنمية الزراعية وتوطين أساليب الزراعة المستدامة التي تستهلك مياها أقل، وتقنيات البيوت المحمية وتطويرها وإكثار الأعداء الحيوية وتطوير النظم المائية والتسميد المناسبة لبيئة المملكة والزراعات المستدامة.

ومن جانبها ذكرت جامعة الملك سعود أنها تلتزم بموجب الاتفاقية بمنح العاملين في مركز أبحاث وتطوير الزراعة المستدامة حق استخدام المراكز البحثية والمختبرات المختلفة داخل أروقة الجامعة، وتقديم أفكار إبداعية للمركز في تطبيقات الزراعة المستدامة في المجالات الزراعية والبيئية وغيرها، والسماح لمنسوبي المركز بالاستفادة من جميع قواعد المعلومات الإلكترونية في جميع المجالات البحثية المختلفة، بالإضافة إلى الاستفادة من مكتبات جامعة الملك سعود.

إلى ذلك أكد الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة على أهمية توقيع اتفاقية الشراكة بين وزارة الزراعة ووادي الرياض للتقنية، أحد مخرجات حراك جامعة الملك سعود وأحد المشاريع الاستراتيجية للجامعة، وذلك لتأسيس مركز أبحاث الزراعة المستدامة (ساردك)، وثمن دور الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وشركة «البيروني وشركاؤه» في تأسيسه.

وأضاف الدكتور بالغنيم أن وزارة الزراعة تثمن الدور المحوري لوزارة البترول والثروة المعدنية في تحقيق ذلك، وشكر جامعة الملك سعود الحاضنة لهذا المركز، الذي يعكس تعاون الجهات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص وعملها في حلقات مترابطة مع الجهات البحثية لتحقيق التنمية المستدامة وخدمة المجتمع بشرائحه المختلفة.

وأكد الدكتور بالغنيم أن من أولويات وزارة الزراعة تحقيق تنمية زراعية مستدامة مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، وفي مقدمتها المياه وتوفير التقنية في القطاع الزراعي من خلال إدخال أحدث التقنيات العالمية، والاستفادة من الأبحاث في مجال العمليات الزراعية لتحقيق عوائد مجزية للمزارعين وتغطية جزء كبير من احتياجات المملكة الغذائية. وأشار إلى أن من أهم هذه التقنيات الزراعية الحديثة الزراعة بالبيوت المحمية، التي تعمل على تحسين الإنتاج الزراعي وتساهم في زيادة الإنتاجية الزراعية للوحدة المنتجة من المحاصيل كمّا ونوعا، حيث تصل إنتاجية الهكتار الواحد إلى عشرة أضعاف بعض المحاصيل عن زراعتها في الأراضي المكشوفة، كما أنها توفر في استهلاك المياه بنسبة قد تصل إلى 60 في المائة.

وقال إن المركز سيكون له دور في تحسين الإنتاجية في المحاصيل الزراعية وإدخال محاصيل جديدة تحتاج إليها البلاد، مشيرا إلى أن أكثر المحاصيل طلبا وإنتاجا هي الطماطم والخيار. وأشار وزير الزراعة إلى أنه من المؤمل أن يساهم تأسيس مركز أبحاث الزراعة المستدامة (ساردك) في تحقيق إضافة للقطاع الزراعي في مجال البحوث الزراعية، ونقل وتوطين أساليب الزراعة المستدامة وتقنيات البيوت المحمية وتطويرها وإكثار الأعداء الحيوية وتطوير النظم المائية والتسميد.

وأكد أن وزارة الزراعة تتطلع إلى أن يحقق المركز أهدافه المرجوة منه في ما يخدم تطوير البيوت المحمية والنظم المائية، كما تتطلع إلى استمرار التعاون القائم بين وزارة الزراعة وبيوت الخبرة المحلية، وفي مقدمتها جامعة الملك سعود التي تحظى بمكانة مرموقة بين الجامعات العالمية، مشيرا إلى تنفيذها للكثير من المشاريع التنموية العلمية والعملية.

من جانبه قال الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود إن أهداف وادي الرياض للتقنية تتمثل في رفع كفاءة استخدام الموارد الاقتصادية لتحقيق الأهداف التنموية، وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني، وهو ما يأمل أن يتوج من خلال كثير من البرامج والشراكات، ومن بينها الاتفاقية التي وقعت اليوم بين وزارة الزراعة وجامعة الملك سعود. وأكد الدكتور العثمان على أهمية حفز القطاع الحكومي والخاص للقيام بدور ريادي في تنفيذ وإدارة الأنشطة العلمية والتقنية وتحديد البرامج البحثية وتقييمها واستثمار نتائجها، مشيرا إلى أن مشروع وادي الرياض للتقنية يؤسس لصناعة معرفية منهجية عالمية باستثمار الأبحاث التي يمارسها ويقدمها منسوبو الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية استثمارية تسهم في تحقيق التنمية الشاملة للوطن وتعزز تنافسيته. يشار إلى أن وادي الرياض للتقنية يسعى عبر استراتيجية تحقيقه لأهدافه إلى استقطاب الشركات العملاقة في الوادي والحصول على دعم مالي ثابت ومستدام، وكذا التواصل مع المعاهد البحثية المحلية والعالمية وحيازة ملكية فكرية ذات قيمة عالية إلى جانب خلق بيئة جذابة في الوادي وإقامة تحالفات دولية.