وزير التعليم يستغرب وجود موقع أثري كالـ«الصويدرة» لم يعرفه السعوديون

يحمل كل المقومات البشرية والبنى التحتية ليكون وجهة سياحية وثقافية

الأمير فيصل في زيارة سابقة للصويدرة
TT

استغرب وزير التربية والتعليم السعودي الأمير فيصل بن عبد الله، وجود موقع تراثي عالمي في الصويدرة 60 كيلومترا شمال شرق المدينة المنورة على طريق القصيم بالمدينة المنورة ولم يعلم السعوديين عنه.

وقال إن «ما يدهش المرء كيف يكون موقع مثل (الصويدرة) بهذا الثراء التاريخي والثقافي ولم يعرفه أبناء الوطن؟ وكيف لم يتحول هذا المكان إلى مَعْلم تراثي وثقافي ووجهة سياحية في بلادنا؟».

وأضاف الوزير السعودي: «مسؤوليتنا كبيرة، لا في المحافظة على هذا الإرث الحضاري في (الصويدرة) وإبرازه للناس فحسب، لكن في تسجيل وتوثيق وتدوين الحرف العربي وعرضه على أسس علمية، وترسيخ أهميته للحضارة العربية والإسلامية، الذي أساسه هذا الدين العظيم الذي قام على كلمة (اقرأ)، وهي مفتاح العلم والمعرفة للناس كافة. ورحلة المصحف الشريف تدل على أن المسلمين الأوائل كانوا على مستوى من المعرفة بلغة القرآن الكريم وبالحروف التي كُتب بها».

جاء ذلك في تقديم الوزير السعودي لكتاب الصويدرة آثارها ونقوشها الإسلامية لمؤلفه الدكتور سعد الراشد والذي اشتمل على دراسة علمية موسعة لآثار الصويدرة، ركّزت على آثارها القديمة ونقوشها الإسلامية تناول فيه المؤلف في 440 صفحة تحقيقا عن موقع الصويدرة وتاريخ ظهور اسم الصويدرة، ومطابقة موقعها مع اسم «الطرف» قديما على طريق التجارة في العصور القديمة، ووقوعها على الطرق الداخلية المرتبطة بالمدينة المنورة، خصوصا طريقي الحج من الكوفة والبصرة عبر العصر الإسلامي.

وتناول المؤلف المنشآت البنائية على ضفاف وادي الصويدرة والرسوم الصخرية والكتابات والنقوش القديمة. ولكن الجزء الأكبر من هذا المؤلَّف الكبير، وهو الكتابات والنقوش الإسلامية التي بلغ عددها 257 نقشا إسلاميا التي تم توثيقها بعناية وقراءتها وتحليل مضامينها وصيغها وتحقيق أسماء الشخصيات التي وردت في تلك النصوص والمتصفح للكتاب سيدهش، لا لجهد المؤلف فحسب، بل لحجم المعلومات والنتائج، والعدد الكبير من الخرائط والرسومات والصور التوضيحية لمعالم وآثار الصويدرة، ومنها الحقول الزراعية القديمة وآثار السواقي ومجاري وقنوات المياه القديمة والمنشآت البنائية التي أُعيدَ استخدامها في التوسع الزراعي الحديث. ومن أقدم المنشآت المائية الباقية البئر القديمة للصويدرة والتي لا تزال في حالة جيدة من الاستخدام حتى اليوم. أما الرسوم الصخرية التي سجلها المؤلف في منطقة الدراسة فشملت أنماطا من الصور المجسدة للأسود والنمور والجمل والماعز والطيور والأشكال الخرافية والصور الآدمية. وتعد صور الأسود هي الأبرز في آثار الصويدرة، ولعل أكثرها وضوحا صورة لأسد نحتت على واجهة صخرية كبيرة ويحيط به مجموعة من الرسومات المتنوعة لأشكال آدمية وحيوانية. ويتراوح تاريخ الرسوم القديمة في الصويدرة إلى فترة العصر النيولوثيكي (6500 - 5500 ق.م)، وهي فترة غزارة المياه ووجود البحيرات.

وأضاف المؤلف: «تختلط مع الرسوم الصخرية الكتابات والنقوش القديمة ورسوم البادية، ويحدد تاريخها بفترة العصر الحديدي (1500 - 1000 ق.م)، وهي فترة الجفاف وانحسار البحيرات والرطوبة وارتفاع درجة الحرارة. وتتصل فترة الاستقرار البشري في الصويدرة من الألف الأول الميلادي حتى العصر الإسلامي، وهذا ما تدل عليه النقوش والكتابات العربية القديمة والإسلامية ووسوم البادية أما النقوش الإسلامية - وهي الموضوع الأوسع التي دونها أصحابها - فتشتمل على الأدعية المأثورة في طلب المغفرة والتوبة والرحمة والجنة وإثبات الشهادة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأدعية بطلب البركة والرضا والشكر لله والاحتساب، وكفارة المجلس ودعاء السفر.

وغير ذلك من الأدعية التي نجدها مطابقة لما ورد في القرآن والسنة الشريفة».