تحذيرات من تفاقم الاستغلال الجائر للغطاء النباتي جنوب السعودية

الحرائق والزحف العمراني أبرز المسببات

TT

حذرت دراسة علمية حديثة من تفاقم ظاهرة الاستغلال الجائر للغطاء النباتي الطبيعي وآثارها السلبية على الأمن البيئي، في ظل تواضع جهود المواجهة والتصدي لها، وعدم اتساقها مع حجم الخطر.

وهدفت الدراسة التطبيقية التي أجراها الباحث السعودي علي الشهري، واندرجت تحت عنوان «مخاطر الاستغلال الجائر للغطاء النباتي الطبيعي على الأمن البيئي» في منطقتي عسير والباحة جنوب البلاد، للتعرف على مخاطر الاستغلال الجائر للغطاء النباتي الطبيعي على الأمن البيئي، والسبل المقترحة لتحجيم الظاهرة والحد من مخاطرها.

وكانت الدراسة التي لاقت دعما من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، استخدمت المنهج الوصفي التحليلي بـ«المسح الاجتماعي»، لاستطلاع رأي عن مشكلة الدراسة وسبل مواجهتها، مُستهدفةً مجتمع الدراسة بثلاث فئات، هم العاملون في الهيئات البيئية، ورؤساء وأعضاء وأمناء المجالس البلدية بمنطقة الدراسة، بالإضافة إلى العاملين المختصين في الظاهرة بقطاعي الدفاع المدني والشرطة.

وأظهرت أن الأسلوب الأكثر شيوعا في وقوع حوادث الاعتداء على الغطاء النباتي الطبيعي في الفترة الزمنية التي استغرقتها الدراسة بدأ بالحرائق، ليأتي الزحف العمراني والزراعي، ليأتي الاحتطاب والقطع ثالثا، ورمي النفايات أخيرا بنسبة ضئيلة جدا.

وتمخضت الدراسة عن ضرورة التعامل مع ظاهرة الاستغلال الجائر للغطاء النباتي الطبيعي كأولوية في المجال البيئي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، من خلال اتخاذ السبل الكفيلة بالحد من الظاهرة، بتعاون جميع الجهات المعنية لمواجهتها، فيما طالبت بإعادة النظر في الإجراءات المطبقة من قبل هذه الجهات من حيث تعاملها مع الظاهرة، وتقييم الإجراءات والاستفادة من تجارب الدول الأخرى المتقدمة في المجال. وطالبت بالعمل على إعادة تشجير المناطق الغابية المتدهورة بأنواع ملائمة بيئيا، كالزيتون الذي أكد الخبراء المتخصصون جدواه في منطقة الدراسة بيئيا واقتصاديا وجماليا، وصيانة المناطق ذات الغطاء النباتي الطبيعي من خلال مشاريع وطنية مدروسة، ودعم الدراسات والبحوث الاستشرافية عن مستقبل الغطاء النباتي في ظل الاستغلال الجائر، بالإضافة إلى تفعيل دور المؤسسات التعليمية والتربوية، من خلال تأهيل الكادر التعليمي بيئيا لرفع حسه البيئي.