لـ9 أيام.. شوارع العاصمة شبه خالية نهارا ومنتعشة في المساء

إجازة المدارس تشكل فرصة لمحبيها للاستمتاع بمعالمها دون أزمة الاختناقات

TT

سيكون لزائري العاصمة السعودية الرياض وقاطنيها خلال 9 أيام، فرصة التجول في شوارعها الرئيسية والسير فوق كباريها وتحت أنفاقها، والاستمتاع بالمباني الشاهقة والحراك العمراني الحديث للمدينة، دون أية اختناقات مرورية، حيث إن أمس الخميس هو أول أيام إجازة منتصف العام لطلاب التعليم العام في السعودية، مما يعني توقف حركة الحافلات وسائقي الأسر السعودية ومعظم السيارات المرتبطة بالموسم الدراسي مؤقتا حتى السبت بعد القادم مع استئناف الدراسة مجددا.

ويسهم في خلو الرياض نهارا هذه الأيام، اعتدال الجو، وكثرة السعوديين من الموظفين الذين لحقوا بأبنائهم في الإجازة، ولكنهم يختلفون عنهم في أنهم مخيرون في إجازتهم على غير الطلاب الذين يتوقفون إجباريا. خلاف اعتدال الجو وبعده عن البرودة قليلا مع ارتفاع درجات الحرارة في معظم مناطق السعودية.

البراري.. هي الأخرى تسهم في امتصاص كثافة السيارات في الرياض، مع اخضرار بعضها وأنس البعض الآخر، حيث تعمد كثير من الأسر السعودية في هذه الأيام إلى إنفاق ما بين يومين إلى أربعة أيام من رصيد أيام العطلة القليلة لقضائها في «البر» فوق الرمال الذهبية سواء في الشمال في الثمامة أو في الغرب على طريق الحجاز القديم.

كما أسهمت المهرجانات في المدن والمحافظات الصغيرة كالنعيرية والقصيم وحائل في إغراء بعض سكان المدن الكبيرة، ومنها الرياض، على القدوم إليها، خاصة ممن أصولهم منها أو من لديهم أقارب في المدن الصغيرة. محمد الطبيشي (موظف حكومي) حجز إجازته مبكرا وربط توقيتها مع بدء إجازة المدارس وذلك بهدف السفر إلى شرق المملكة، حيث البحر في الدمام والخبر وغيرها من مدن المنطقة الشرقية.

ويقول الطبيشي إن ذروة الإجازات القصيرة للموظفين تكون في مثل هذه الأوقات في منتصف العام الدراسي، حيث يعمد كثير من الآباء إلى الاستمتاع بإجازات قصيرة برفقة العائلة سواء من يرغب في قضائها داخل البلاد أو خارجها.

في المقابل يفضل نجم الشلاقي، موظف في إحدى الجهات الحكومية في الرياض، البقاء في الرياض مثل هذه الأيام. ويقول: «هذه الأيام نصل إلى العمل في دقائق معدودة بدلا من ساعة أو أكثر أقضيها في غير هذه الأيام». ويؤكد أن الموظفين العزاب لا يطلبون إجازات في مثل هذه الأوقات، لأن الارتباطات تكون دائما للموظفين الآباء.

وللهدوء الذي تتمتع به الرياض هذه الأيام، فإن هناك في المقابل من يستفيد من ذلك بطرق أخرى. وهنا يؤكد محمد العسعوس أحد (موظف حكومي) أنه عندما يخف الزحام فإن الفرصة مواتية لمراجعة الوزارات الحكومية وغيرها، حيث إن سائق السيارة يجد راحته في التنقل من وزارة إلى أخرى لملاحقة معاملة ما.

ويضيف: ما يزيد من متعة انسيابة الحركة هو اعتدال الجو الذي يجعل من سائق السيارة في حالة أفضل، خاصة أن فترة الصيف تعتبر مشكلة كبيرة لدى معظم مرتادي الوزارات مع حرارة السيارة في الداخل.

كما أن الرياض هي الأخرى لم تقف مكتوفة الأيدي وبقية المدن والمناطق مليئة بالمهرجانات، فها هي تطلق عددا من الكرنفالات موجهة للعائلة والطفل والشباب، منها التسوق والمسرح والمتنزهات البرية. وهو ما جعل البعض يحذر بأن الاستمتاع بشوارع الرياض نهارا لا ليلا، وهو الوقت الذي يفضله الغالبية للتوجه نحو المولات والأسواق المعروفة في العاصمة.

وأكدت المؤشرات الحضرية لمدينة الرياض الصادرة عن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أن عدد السكان بلغ بنهاية العام الماضي 1430هـ نحو 4.878.73 مليون نسمة، بمعدل نمو سنوي يصل إلى 4 في المائة. وبحسب تلك المؤشرات، يشكل المواطنون السعوديون 68 في المائة من إجمالي عدد السكان، فيما يمثل الذكور نسبة 55 في المائة من سكان المدينة. كما بينت المؤشرات تميز التركيبة السكانية للمواطنين بزيادة نسبة الأعمار الصغيرة أقل من 15 سنة بنسبة تبلغ 34 في المائة، فيما بلغ وسيط العمر للمواطنين السعوديين 18 سنة. وتبلغ مساحة الرياض 2435 كيلومترا مربعا. وتستورد السعودية نحو 300 ألف سيارة سنويا، وتتركز معظم السيارات في العاصمة السعودية الرياض.