مشروع تشجير المشاعر يغطي 60% من مساحة منى

شجرة «النيم» مظلة الحجاج.. وأوراقها ترفض العطش

بدأت الجهات المسؤولة في السعودية بتبني زراعة أشجار النيم لمواجهتها ظروف المناخ القاسي («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مسؤول في مشروع تشجير المشاعر المقدسة لـ«الشرق الأوسط» عن تجاوز المساحة التي تم تشجيرها في مشعر منى لحدود الـ60 في المائة.

وحدد حسين القحطاني الناطق بلسان هيئة الأرصاد وحماية البيئة عدد ما تم غرسه في مشعر منى بأكثر من 300 ألف شجرة، أغلبها من نوع أشجار النيم، التي يُعرف عنها العيش طويلا على الرغم من الظروف المناخية القاسية، وسيكون من شأنها العمل كخط دفاع أول لحماية المشاعر المقدسة والحجاج من الأتربة.

وأرجع القحطاني التجربة للاستفادة منها قبل أكثر من 15 عاما في محافظة الأحساء، وكان مشروعا ناجحا بكافة المقاييس في صد الأتربة عن المحافظة، متوقعا أن تكون تجربة غرس ذات النوع من الأشجار في المشاعر المقدسة ناجحة كالتجربة التي شهدتها الأحساء في ذلك الوقت.

ويتكون فريق عمل المشروع من 21 ما بين مهندس وفني على عدد (2) محطة ضخ في عرفات ومزدلفة، مجهزة بأحدث الأجهزة اللازمة لتعقيم المياه، التي تتكون بدورها من خزانين بسعة الواحد 5000 متر مكعب، وعدد (44) مضخة كبيرة وعدد (6) مبادلات حرارية، بالإضافة إلى 24 فلترا عالية الكفاءة وعدد 16 جهازا للأشعة تحت الحمراء عالية التقنية لتعقيم المياه، و13 وحدة شلير لتبريد المياه التي تبلغ 800 متر مكعب في الساعة. من جانبه أوضح الدكتور عبد العزيز النهاري المسؤول عن مشروع تشجير المشاعر المقدسة، لـ«الشرق الأوسط» أن الوقف الخيري لتشجير عرفات لذات النوع من الأشجار، ذو فوائد كثيرة، خصوصا أن هذا النوع له القدرة على تنقية الهواء والأجواء، وذلك من خلال امتصاص الغازات السامة، وإنتاجها للأكسجين بشكل مكثف، إلى جانب قدرتها على اتساع ظلها، ومقدرتها على مكافحة الآفات الزراعية التي لها علاقة بالصحة العامة، لاحتوائها على مركبات بيولوجية نشطة جعلتها توصف بـ«صديقة للبيئة».

وقال: «الأشجار كانت سابقا تروى من مياه الآبار، حيث تم حفر أكثر من 10 آبار للمياه الجوفية، وظلت هذه الآبار تروي أشجار عرفات لعدة سنوات، إلى أن جفت نتيجة لعدم هطول الأمطار، وهو ما قاد إدارة المشروع إلى إيجاد بدائل لري الأشجار، عبر تمديد خط مياه (G.R.P)، يعمل على نقل مياه الصرف الصحي بعد معالجتها وتنقيتها لتكون ملائمة للري بطول 75 كيلومترا وبقطر 300 مليمتر بداية من محطة الكعكية بالمسفلة، وانتهاء بعرفات».

ولطول المسافة من محطة الكعكية بالمسفلة، كان لا بد من إنشاء محطات لتقوية دفع المياه المعالجة، وفيه يقول النهاري: «لهذا الغرض تم إنشاء 3 محطات بالكعكية تضخ كمية من المياه بعد معالجتها تقدر بـ10000 مليمتر مكعب إلى عرفات، وتعمل كل محطة بعدة مضخات عملاقة ومولدات كهربائية كبيرة لتشغيل المضخات ذاتيا، بعيدا عن شبكة الكهرباء العمومية».

وحول الشبكة الداخلية لمشروع التشجير، ذكر النهاري أن الشبكة الداخلية هي عبارة عن شبكة خطوط رئيسية وفرعية من الأنابيب المصنعة من مادة البولي إيثيلين مختلفة الأحجام، تبدأ من الخط الرئيسي ثم تتفرع عن طريق مخارج رئيسية لتصل إلى أحواض الأشجار لري الأشجار بنظام التنقيط، وهناك 20 منطقة تروى بهذا الأسلوب، وتجري التوسعة في هذا النظام ليشمل منطقة عرفات بالكامل والطرق الخارجية، وقد تم تنفيذ نحو 80 في المائة من هذا النظام بمنطقة عرفات.

وأضاف: «قام المشروع الخيري لتشجير عرفات بتركيب فلاتر بالمحطة لتحويل المياه إلى مياه ثلاثية خالية من الشوائب، وتم عمل نظام تعقيم من الكلور لقتل البكتيريا، حيث قامت وزارة المياه والكهرباء بإنشاء محطة معالجة جديدة بطريق الخواجات جنوب مكة المكرمة، تعالج فيها المياه معالجة ثلاثية، فقد أنشأ المشروع الخيري محطة ضخ كبيرة بها وتم تمديد خط جديد قطر 600 مليمتر وبطول 14 كيلومترا».

وعن مشروع تبريد المناخ في عرفات أبان أنه من خلال أعمدة رذاذ المياه التي تم إنشاؤها عام 1410 للهجرة، وأنه من المشاريع الخيرية الهامة لحجاج بيت الله الحرام لتهيئة المناخ وخفض درجات الحرارة وإيجاد مناخ ملائم يمكنهم من مواصلة إقامة مناسكهم والتفرغ لأدائها دون تعب أو معاناة، حيث أثبتت الدراسات العلمية والحقلية أن هذا النظام له فوائد عظيمة في خفض درجة حرارة الجو من 5 إلى 9 درجات مئوية، ورفع نسبة رطوبة الجو من 5 إلى 7 في المائة، بالإضافة إلى اختزال الأشعة الشمسية وتشتيتها وامتصاص حرارة جسم الإنسان وحماية الحجاج من ضربات الشمس الشديدة، هذا بجانب إخماد الغبار والأتربة المتطايرة في الجو بسبب كثرة حركة السيارات وأماكن تزاحم الحجاج خلال موسم الحج.