الإنترنت.. لعبة القط والفأر في «الربيع العربي»

الشرق الأوسط» تستطلع آراء خبراء ومتخصصين في دور المواقع الاجتماعية للشبكة العنكبوتية في الثورات العربية وما بعدها

خالد قوبعة
TT

أثير الكثير من الجدل حول الدور الذي لعبه الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعية في الثورات العربية, وفي حين اعتبره الكثير من المتابعين للوضع في المنطقة العربية من الداخل والخارج أساسيا, وأن الإنترنت الذي أسقط بن علي ثم مبارك. يرى آخرون أن المواقع الاجتماعية، ومع تطور الأوضاع في المنطقة العربية، وخاصة الأحداث الأخيرة في سوريا، أصبحت سلاحا في يد الحكومة أكثر مما في يد الشعب. ومع تضارب الآراء واختلاف أدوات التحكم أصبح مجال الإنترنت يشبه مسرحا للعبة القط والفأر؛ فمرة تمتلك الحكومة زمام الأمور وأخرى يلاحقها الشعب.

ولعل الحكومات العربية لم تتفطن لقيمة هذا السلاح الخطير إلا في مرحلة متأخرة, وعلى الرغم من الحظر الذي كانت حكومة بن علي في تونس تقوم به على كل المواقع التي تمثل خطرا على وجودها, فإنها لم تتمكن من السيطرة على المواقع الاجتماعية و«فيس بوك»، التي وجد فيها الشباب أمواج آمالهم، فركبوها من دون خوف إلى أن وصلوا إلى شاطئهم المنشود. نفس السيناريو تكرر في مصر، وقد حاولت حكومة مبارك خلال أيام الثورة قطع جميع أنواع الاتصال من إنترنت وهواتف، لكن على الرغم من ذلك تواصل تحدي الشباب الذين استغلوا كل ثغرة لمواصلة التواصل إلى أن انتهت الثورة.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» بيّن المحلل الاستراتيجي المتخصص في منطقة الشرق الأوسط، جوناثن باريس, أن الحكومات أصبحت أكثر سيطرة وتحكما في مجال الإنترنت لتستعمله كوسيلة تمكنها من الترويج لنفسها من جهة, ولتحديد هوية معارضيها، كما يقع في سوريا حاليا، التي تستفيد من الخبرات الإيرانية التي تمكنت من قمع ثورة الخضر منذ سنتين، وتحديد هوية المعارضين الذين ينشرون آراءهم على «فيس بوك» و«تويتر» وإيقافهم ثم تعذيبهم، وقد اعتمدت في ذلك على خبراء روسيين ثم مررت خبراتها واستراتيجيتها في هذا المجال للحكومة السورية، حسبما كشفت عنه تقارير صدرت مؤخرا حول هذه المسألة.

كما بين باريس أنه من دون مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن من الممكن لقصة البوعزيزي أن تخرج للنور, ولا التنسيق لتجمعات ميدان التحرير ولا قصة خالد سعيد من الإسكندرية، الذي قتل قبل ستة أشهر من الثورة.

مالك العبدة، رئيس تحرير قناة «بردى»، التي مقرها لندن، وناشط في حركة «العدالة والبناء» السورية المعارضة، في رده على دور المواقع الاجتماعية في الثورة السورية، قال إنها كانت مهمة، ولكنها لعبت دورا ثانويا بعد دور الفضائيات، وهذا بسبب امتلاك معظم السوريين للصحون اللاقطة التي استطاعت أن تخترق الطوق الإعلامي للنظام السوري، وهي التي شجعت الجماهير على النزول إلى الشارع.

كما أن مشاهد القمع الوحشي في درعا هي التي دفعت باقي المحافظات السورية للتظاهر. أما مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، فإن دورها كان ثانويا، لأن أغلبية السوريين إما ليست لديهم القدرة على التواصل على الإنترنت أو لأن السلطات السورية تحجب مواقع المعارضة، وهي تراقب الإنترنت على مدار الساعة، وهذا ما قد يدعو الأغلبية إلى الإحجام عن استخدام الإنترنت بالشكل الذي كان يستخدمه المتظاهرون في مصر وتونس. مع هذا أتاحت خدمة «يوتيوب» المجال للناشطين أن يوصلوا مقاطع الفيديو إلى الفضائيات، وهذا دور إيجابي يحسب لمواقع التواصل الاجتماعي.

وعن النظام السوري، بيّن العبدة أنه يحارب مواقع التواصل الاجتماعي، لأن النظام لا يحبذ أن يقوم المواطن السوري بالتواصل مع مواطنين آخرين بحرية وبعيدا عن أعين السلطات الأمنية، كما أنه يخشى من انتشار الأفكار التي تدعو إلى الحرية والديمقراطية. لذلك هناك جيش كامل من رجال الأمن وظيفتهم مراقبة الإنترنت لكشف المستخدمين وتعقبهم، كما أن هناك رقابة مشددة على الإنترنت، فمعظم المواقع الإخبارية السورية المعارضة محجوبة، منها موقع قناة «بردى»، الذي تعرض في الماضي للاختراق من قبل قراصنة سوريين وإيرانيين. والنظام يخشى من الإنترنت، ولكن على المدى البعيد هذه المحاولات ستكون فاشلة، لأن الإنترنت يصعب السيطرة عليه، ولأن الشباب العربي والسوري تحديدا سبق النظام بأشواط في التقنية الإلكترونية.

كما اعتبر العبدة أن المجتمعات العربية تعيش مخاضا عسيرا، وهي بحاجة لفترة زمنية لكي ينضج الإعلام، ومن ضمنه ما يسمى بالإعلام الإلكتروني، وهذا يحتاج إلى مناخ ديمقراطي وحالة استقرار سياسي.

والشعوب لديها حاسة سادسة، ولديها القدرة على معرفة الأخبار الصحيحة المحررة بشكل احترافي من الأخبار المؤدلجة. خلال السنوات الماضية، وخصوصا منذ انطلاقة القنوات الفضائية، شهد المشهد الإعلامي العربي انحسارا للإعلام الحزبي لمصلحة الإعلام الاحترافي، وهذا شيء إيجابي. ولا شك أن الطريق ما زال طويلا للوصول إلى ساحة إعلامية ناضجة، ولكن في ظل الانفتاح الإعلامي وإلغاء وزارات الإعلام في كثير من الدول العربية، فإننا نسير في الاتجاه الصحيح.

يبقى التحدي الكبير هو رفع يد الدولة عن الإعلام، وتفعيل دور القطاع الخاص، وهذا يحتاج إلى وقت كي يتحقق، والمسألة ليست مسألة المال بقدر ما هي مسألة تغليب ثقافة المعرفة المجردة على ثقافة الأدلجة والتجييش.

وبين العبدة أن وعي الشباب العربي أدهش الجميع، ومن ضمنهم الحكومات العربية التي لم تراهن على هذا الوعي الذي استطاع تحريك الشارع في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، معتبرا هذا خير دليل على أن الشباب العربي أخذ المبادرة، وبات يصنع الحدث بدلا من أن يتابع الأحداث بشكل المتلقي البليد.

وبين أن جيل الثمانينات (أي الذين ولدوا في الثمانينيات من القرن الماضي) هم الذين يحركون الشارع الآن، وهم ليسوا متلقين بقدر ما هم صناع للحدث، فظاهرة «المواطن الصحافي» أو «صحافة الشارع» ظاهرة جديدة، وجيل الشباب هم روادها.

والتوعية ضرورية في هذه المرحلة، ونحن بحاجة ليس فقط إلى مواقع توعوية بل إلى دورات مكثفة للنشطاء والصحافيين لكي يعملوا على الأرض بشكل احترافي. وهذا الأمر في غاية الأهمية، لأن مع الحرية تأتي المسؤولية؛ فالذي يدعو إلى حرية التعبير عليه أن يعي أنها تأتي بضريبة التحلي بالحرفية والعقلانية.

الإعلام سلاح جبار ولكنه قد يؤذي، والمجتمعات التي لم تتعود على مناخ الحرية قد تفاجأ بأنها تعيد إنتاج نفس الإعلام الموجهة، الذي كانت تعاني منه قبل انفتاحها على الحرية، وذلك لأن الصحافيين والنشطاء لم يدربوا على أسلوب آخر في العمل.

وبين العبدة أن انتشار مواقع كـ«فيس بوك» يشجع ربما على الأسلوب المبسط؛ فمستخدم الإنترنت الآن، وتحديدا مواقع التواصل الاجتماعي، التي انتشرت بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، يغرق بكمية هائلة من المعلومات؛ مقالات جادة كانت أم مقاطع فيديو فكاهية، وبطبيعة الحال، ولضيق الوقت، الجانب الفكاهي والمرح سيطغى على الجانب الجاد كما طغى في السنوات الماضية الإعلام المرئي على الإعلام المكتوب والمسموع. والنتيجة بعد فترة زمنية ستكون المزيد من تسطيح الثقافة المعرفية وهذا أمر خطير، وهناك حاجة لخلق توازن بين مختلف أنواع الإعلام؛ فلكل دور مهم يلعبه لكي نصل إلى ساحة إعلامية ناضجة ومتكاملة.

ومن الصعب جدا تضليل الشباب أو استغلالهم، وقد حاول الإعلام الرسمي في كل من تونس ومصر، حاول ترويج صورة معينة لحرف ثورة الشباب، ولكن هذه المحاولات فشلت. وأي جهة الآن تحاول الاستغلال والتوجيه ستنكشف بسرعة وستفقد مصداقيتها، وما يدور في مصر تحديدا خير دليل على أن الشباب ماضون في بناء الدولة التي يحلمون بها، ولن ينخدعوا بما يسمى بالثورة المضادة، التي تستخدم آليات كالإنترنت لإيصال فكرتها، وللتأثير على عقول الشباب. هذه المحاولات قد تنجح في شراء الوقت، ولكنها على المدى البعيد لن تنجح.

وعن الوعي الأخلاقي لدى الشباب، بيّن العبدة أنه لا يمكن القول، بأي شكل من الأشكال، إن الشباب الذين أسقطوا رئيسين عن الحكم لا يملكون الوعي الأخلاقي والسياسي لفهم ما تعرضه المواقع الإلكترونية، بل بالعكس فوعيهم يضاهي أو ربما يتفوق على وعي طبقة المثقفين المخضرمين الذي أداروا الساحة الإعلامية «الكلاسيكية» على مدار عقود، وتحديدا في الحقل الأخلاقي.

المشكلة هي أن هناك حالة وصاية على الشباب يفرضها الإعلام الكلاسيكي، الذي يتعامل مع تفاعل الشباب مع الإعلام الإلكتروني كظاهرة، وليس كأمر واقع عليهم التأقلم معه. إذا كان هناك مأخذ على الشباب فهو أنهم، وفي بعض الأحيان، يفتقدون للجرأة، لأن يطالبوا بمساحة أكبر من الإعلام للتعبير عن رأيهم ولتشكيل ساحة إعلامية جديدة ليست بديلة عن الإعلام الكلاسيكي بل رديفة له، وهذا هو التحدي خلال الفترة المقبلة. نحن في قناة «بردى» نعتبر أنفسنا من رواد الإعلام الشبابي، وقد أثبتنا أن هذا النمط الجديد من الإعلام له شعبية حقيقة ويؤثر على الشارع بقدر الإعلام الكلاسيكي.

وعن مستقبل الإعلام الكلاسيكي، قال رئيس تحرير «تلفزيون بردى» إنه من المبكر كتابة نعي الإعلام الكلاسيكي. ربما يكون الإعلام الكلاسيكي في الغرب في انحسار، ولكن في العالم العربي لا يزال هذا الإعلام من فضائيات وصحف وإذاعات له حضور كبير، بل لا يزال يحتل المركز الأول في نشر الأخبار.

ومن أجل تحليل ظاهرة إقبال الشباب العربي على الإنترنت، واعتماد الإنترنت كوسيلة اتصال عند انطلاق الثورات, وأخطاره المحتملة على عمليات التحول الديمقراطي في المنطقة، أجرت «الشرق الأوسط» حوارا مع خالد قوبعة، وهو مؤسس الفرع التونسي لجمعية الإنترنت العالمية، وأحد أهم القادة في عالم الإنترنت في العالم العربي وممثل للفروع العالمية في مجلس إدارة الجمعية العلمية للإنترنت, كما انتخب في سنة 2010 كممثل عن منطقة شمال أفريقيا في منظمة «أفرينيك»، وهي المنظمة الأفريقية المسؤولة عن توزيع حزم بروتوكول الإنترنت على الدول الأفريقية.

وحول تدخل الحكومات في استعمالات الإنترنت في العالم العربي، قال خالد قوبعة إن خلق الإنترنت كان بالأساس من أجل مواجهة خطر هجوم نووي، وتطور ليصبح في وقت قياسي شبكة عالمية تجمع ما يقارب ملياري مستعمل من كل دول العالم، وقد كان السبب الوحيد الذي سمح بهذا التطور المذهل في بضع سنوات أنه ليس هناك «حاكم» أو «ملك» للإنترنت.

الإنترنت يتطور اليوم بجهد مجتمع مفتوح ضمن مجموعات عمل وهيئات مفتوحة مثل «فريق عمل هندسة الإنترنت» (IETF) و«هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة» (ICANN) من خلال عمل يعتمد على التعاون بين مختلف الأطراف، وذلك من دون وجود أي هيئة قرار مركزية، لذلك فإن المحاولات المتكررة للدول الرافضة للحريات للسيطرة على الإنترنت، من خلال خلق «تحكم مركزي حكومي» في الإنترنت، أو سن قوانين لمراقبة الإنترنت تحت غطاء الأمن يعتبر خطرا كبيرا يمكن أن يحول دون مشاركة هذه الدول في التغييرات الكبرى التي تشهدها الإنسانية.

وقد نادى المعهد العالم العربي للإنترنت لتنظيم «المنتدى العربي لحوكمة الإنترنت» بمشاركة فعالة وكبيرة من كل الأطراف المعنية، وخاصة المجتمع المدني والشباب، لمناقشة أهم التحديات التي يواجهها المجتمع العربي في هذه المرحلة المهمة.

كما قال قوبعة إن المواطن العربي فقد ثقته منذ مدة في أغلب وسائل الإعلام الكلاسيكية، نظرا للسيطرة التامة التي كانت تفرضها الحكومات العربية على المشهد الإعلامي، واستطاعت المواقع الاجتماعية ملء هذا الفراغ، وكسبت ثقته نظرا لقدرتها على تخطي حواجز الرقابة المسبقة للمحتوى.

وقد أعطى هذا الإعلام «البديل» قوة جديدة لأطراف كثيرة للعب دور جديد في خلق وإيصال المعلومة بكيفية جديدة بسرعة فائقة، سمح لها أن تلعب أهم الأدوار في الثورات العربية، إلى أن سميت بالسلطة الخامسة. ونظرا لسهولة الحصول على هذه السلطة «الخامسة»، تكاثرت المواقع الإخبارية وتكاثر استخدام المواقع الاجتماعية من شتى الأطراف، وأصبح من الصعب اليوم الثقة التامة في هذه المصادر، وبات من المحتم على القارئ مراجعة الخبر مع عدة مصادر مختلفة.

كما بين قوبعة أن الإنترنت بصفة عامة أداة تعتمد أساسا على حرية المستعمل الكاملة، ونظرا للتطور الملحوظ للإنترنت في العالم العربي أصبح من الواجب التأكيد على أهمية توعية المستعمل لاستخدام أفضل للمادة المتوفرة. وقد ازدادت أهمية توعية المستعمل، خاصة بعد أن أصبح ذلك يلعب دورا مهما في خلق المعلومة، وتطويرها، ثم بثها من خلال الشبكات المفتوحة المتعددة. ولحماية الإنترنت كأداة مفتوحة بعيدة عن التأثيرات الآيديولوجية، التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي توجب على كل الأطراف من حكومات وقطاع خاص ومجتمع مدني تنظيم حملات توعية وتكوين متنوعة لاستعمال أفضل لإيجابيات الشبكة من دون الوقوع في فخ السلبيات.

وعن تأثير الإنترنت على الشباب المتلقي، قال قوبعة إن السلطة المطلقة التي يعطيها الإنترنت للشباب من الممكن أن تجرهم إلى الانزلاق في استعمالات قد يكون لها نتائج وخيمة. والمشكل اليوم أن الشباب أكبر فئة مستعملة للإنترنت، نظرا لانفتاحهم الطبيعي على التكنولوجيا، لكن الخطر يكمن في أن الشاب يمكن أن يساهم حتى من عن غير قصد في ضرر للنفس أو للغير، ففي كثير من المناسبات، لاحظنا عدم اكتراث الشاب بنشر معلومات خاصة تمكن غيره من استعمالها في أشياء غير قانونية.

وعن أسهل الطرق التي تؤثر في المتقبل العربي عبر الإنترنت، أجاب خالد قوبعة بأن المستعمل اليوم أصبح يحبذ المادة الخفيفة المبسطة كالفيديوهات القصيرة والفكاهية التي تحمل في داخلها معاني كثيرة.

كما بين أن الإنترنت يفتح آفاقا جديدة للشاب العربي، ليصبح طرفا فاعلا في تأسيس مجتمع ودولة الغد، على الرغم من كل التحديات والصعوبات التي يمكن أن تواجههم، خاصة أن خطر التفاف أطراف محددة حول أدوات الإنترنت واستعمالها لتوجيههم نحو آيديولوجيات رجعية يعتبر كبيرا.

كما تحدث قوبعة عن أنه من واجب المجتمع العربي اليوم إعطاء الثقة للشاب أن يتقدم ويقود مستقبل المنطقة، وإعطاؤه الفرصة لأن يتعلم من أخطائه كما تعلم أسلافه من أغلاط مرحلة ما بعد استقلال الدول العربية, والمهم أن يعبر الشاب من مرحلة التلقي إلى مرحلة الإنتاج. واعتبر قوبعة أن الإنترنت ما زال جنينا يتخبط في بطن أمه، والتغييرات الكثيرة التي سبقت والتي ستأتي في السنوات المقبلة هي دلالة على تغييرات عميقة في الأنظمة والتشريعات التي ستحكم العالم في المائة سنة المقبلة. ولا يمكن الحكم على نتيجة هذه التغييرات اليوم، لكن الخطر هو أن لا يتم استباقه، بمعني وجوب إيلاء أهمية أكبر للإنترنت، والعمل من أن أجل أن نصبح دولا تنتج التكنولوجيا وتبني مستقبل الإنسانية.

أما الإعلام الكلاسيكي فقد بدأ يفهم مؤخرا أهمية تغيير أسلوب تعامله مع المتلقي، وأصبح يتعامل مع التغييرات الحاصلة بأريحية أكبر من السنوات السابقة. وسينتج عن هذه التغييرات حتما نماذج أعمال جديدة ومتطورة تمكنه من التطور نحو الأفضل. وتقارب التكنولوجيات أصبح اليوم حتميا، لكنه لا يمثل خطرا إلا على الذي سيرفض التطور.

ولم تلعب المواقع الاجتماعية دورا كبيرا في ثورة سوريا، بل يستعملها الشباب بحذر شديد. كما أنها لم تلق نفس الإقبال في اليمن وليبيا التي تحولت مباشرة بعد انطلاقها لثورة مسلحة بين الثوار وحكومة القذافي.