«كيتينغ تي آر كيه» أسرع من «بوغاتي فيرون» بسبعة أميال

تتطلع لدخول «غينيس» للأرقام القياسية على أنها الأسرع في العالم

«كيتينغ».. هل تدخل سجلات «غينيس»؟
TT

أي محاولة لإنتاج سيارة رياضية سريعة تتفوق على سيارة «بوغاتي فيرون» قد تبدو محاولة عقيمة، لأن قوة محرك «بوغاتي فيرون» تبلغ 1001 حصان مكبحي، بعد أن كانت في الطرازات الأقدم 987 حصانا، إضافة إلى أن «بوغاتي» هي ثمرة شركة «فولكس فاغن» الألمانية، كبرى الشركات الأوروبية، التي لم تبخل في الإنفاق على أبحاثها وتطويرها، وتخصيص مبالغ طائلة لتطويرها لتخرج بسيارة أصبحت حلم عشاق السرعة، ومثالا للسيارة التي يتطلع لاقتنائها هواة السيارات الرياضية الفخمة.

من هذا المدخل بالذات أطل أنطوني كيتينغ، المهندس الإلكتروني البريطاني، الذي ساءه أن البريطانيين تخلوا عن صناعة السيارات الرياضية بعدما كانوا من روادها الأوائل لسنوات طويلة، فقرر هذا المهندس البريطاني الجريء تطوير سيارة متفوقة طرحت حاليا في الأسواق دعاها باسمه «كيتينغ تي آر كيه» يبلغ سعرها 400 ألف جنيه إسترليني. واستطاعت هذه السيارة خلال تجاربها الأولى أن تحقق سرعة قصوى بلغت 260.1 ميل في الساعة، أي أسرع من «بوغاتي فيرون» بسبعة أميال، وأسرع بأربعة أميال من الرقم الحالي للسيارات التي تسير على الطرق العادية، المسجل في كتاب «غينيس للأرقام القياسية العالمية»، الذي سجلته السيارة المتفوقة «شيلبي سوبر كارز ألتيمت إيرو» التي تحمل أرقاما قياسية أخرى.

وكان رقم «كيتينغ تي آر كيه» قد سجل قبل شهور قليلة في صحراء الميراج في كاليفورنيا في الولايات المتحدة، لكن كيتينغ ورفاقه الخمسة عشر في شركة المنتجات الإلكترونية التي يملكها، الذين اشتركوا معه في تطويرها، لا يستطيعون بعد وضع إكليل الغار حول عنقه، لأنه يتوجب عليه، قبل ذلك، إعادة التجربة وتحقيق النتائج ذاتها، إن لم يكن نتائج أفضل، في حضور المسؤولين عن هذا الكتاب.

ويعود الفضل في هذا الإنجاز التقني الكبير إلى إدخال بعض الأجزاء والمكونات الموضوعة على الرفوف العادية في تركيب السيارة، إذ يكمن وراء مقصورتها المؤلفة من مقعدين محرك عملاق «في 8» بسعة سبعة لترات من إنتاج «جنرال موتورز» كانت قد جهزت به سيارتها الجديدة من طراز «شيفروليه كورفيت»، لكن بإدخاله التعديلات، وتجهيزه بشاحنين توربينيين كبيرين، وإضفاء بعض اللمسات الإضافية الأخرى أصبحت قوة هذا المحرك 1800 حصان بالتمام والكمال، أي أقوى محرك في العالم لسيارة عادية تسير اليوم على الطرقات العادية.

وزيادة في التفاصيل، يعني هذا الرقم أن كل أسطوانة من الأسطوانات الثماني التي يتألف منها المحرك، تنتج 225 حصانا مكبحيا من القدرة، أي أكثر من قوة محرك سيارة «فولكس فاغن غولف جي تي آي».

وجرى تحميل هذا المحرك الجبار على هيكل سفلي (شاسيه) مصبوب كليا من الألياف الكربونية الأفضل من الشاسيه المصنوع من الفولاذ والصلب، والمستمدة تقنيته من تقنيات صناعات الفضاء، فجاءت «كيتينغ تي آر كيه» سيارة خفيفة الوزن متسمة بالمتانة العالية التي تفوق متانة الفولاذ، مما جعل الوزن الإجمالي للسيارة، رغم محركها الثقيل، لا يتجاوز 995 كيلوغراما، أي نصف وزن الـ«فيرون» تقريبا البالغ 1888 كيلوغراما.

خفة الوزن هذه جعلت سرعة «كيتينغ تي آر كيه» تصل إلى 60 ميلا في أقل من ثلاث ثوان، انطلاقا من نقطة الصفر.

كل هذه المميزات والصفات تؤهل «كيتينغ» لأن تصبح منافسة قوية لـ«فيرون». ولكن المنافسة الأقوى تبرز على صعيد السعر في مسألة السعر، فسعر «بوغاتي فيرون» يبلغ ثلاثة أضعاف سعر «كيتينغ»، مما يشجع الكثيرين من الميسورين على شرائها رغم استهلاكها المرتفع من الوقود الناجم عن قوة المحرك الكبيرة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه السيارة هي ثمرة عشر سنوات من العمل المضني بين مصممها وشركة للإلكترونيات، ساعدت أبحاثها في تطوير السيارة.

وهكذا استطاع أنطوني كيتينغ أن يحقق حلمه الكبير، وأن يعيد إلى بريطانيا بعض مجدها السابق عن طريق سيارة متفوقة لا مثيل لها حتى الآن. وكل ما يتوجب عليه الآن هو التوجه إلى البحيرات الملحية الجافة في «بونيفيل» في ولاية يوتا الأميركية في سبتمبر (أيلول) المقبل ليثبت بالتجربة أن سيارته هي الأسرع في العالم قاطبة، ولإدخال اسمها في كتاب «غينيس للأرقام القياسية»، حيث ستنطلق في خط مستقيم طوله 10 أميال بدلا من أربعة أميال، كما كان الحال في صحراء الميراج.

ويعتقد كيتينغ أن المحاولة هذه قد تسفر عن أرقام أعلى قد تصل ربما إلى 300 ميل في الساعة، وهنا «علينا أن نشد حزام الأمان شديدا»، كما يعلق ضاحكا.