تحرير شمال السودان من قبضة جنوبه

TT

الدعوة التي أطلقها أخيرا على الملأ، الاستاذ الطيب مصطفى، والتي تناقلتها الصحف السودانية وصحيفة «الشرق الأوسط» أيضا، حول تحرير الشمال من قبضة أو عبث الجنوب، لاقت الرفض الكبير والاستغراب من الكثير من المثقفين، خاصة ان الطيب مصطفى يعتبر من قياديي «الانقاذ». وقد عزا مصطفى تخلف الشمال الى حالة الحرب التي ارهقت الخزينة العامة للدولة وكلفتها العديد من الموارد المادية والبشرية والاقتصادية الأخرى. وقد دعا مصطفى صراحة الى فصل الشمال عن الجنوب حتى يتطور ويزدهر. وبرأيي ان هذه الفكرة هي من بنات افكار نظام «الانقاذ» الحالي، وتنفذ حاليا بدقة متناهية من خلال السلام الاميركي، سواء كان ذلك عن طريق حق تقرير المصير او غير ذلك، مع العلم بأن السودان خسر وما زال يخسر العديد من خيرة شبابه ممن اعتبرتهم «الانقاذ» في عداد الشهداء. إن مقومات التطور السريع متوفرة في الجزء الجنوبي من السودان أكثر مما هي في جزئه الشمالي، من حيث الموارد الطبيعية والمعدنية والزراعية الأخرى، بالاضافة الى كثافة الدعم الاميركي والاوروبي والكنسي للجنوب.