* تعقيبا على مقال فايز سارة «وقفة مع (جنيف 2)»، المنشور بتاريخ 13 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: منذ البداية وفتح باب لحل سياسي للوضع السوري بمثابة فتح باب للأسد ليهرب منه إلى الأمام.. إلى التصعيد حتى تصفية آخر سوري ثائر ضده، ولماذا لم نسمع عن حلول سياسية لما حدث في مصر وليبيا إبان ثورتيهما؟ هل كانت ذاكرة المجتمع الدولي مغيبة حينئذ وأعادها الأسد إليه؟ «جنيف 2» امتداد لـ«جنيف 1»، وغدا ربما نسمع عن «جنيف 3» بعد استخدام الأسد للسلاح البيولوجي، وكل ذلك ما هو إلا تمديد للفرصة التي منحه إياه الغرب وأميركا. إنهم في رأيي ينظرون إلى ما يدور في المنطقة بعيون إسرائيلية خالصة، كيف لا وهم من أشعلوا نار الثورات فيها لتقسيم دولها وتقويض أركان أخرى بغية إقامة شرق أوسط جديد يضمن هيمنة إسرائيل على كل صغيرة وكبيرة فيه، ويعطيها الفرصة للتمدد في أحشائه من دون أدنى مقاومة، أما سوريا فقد انتقلت نار الثورة إليها بطريق الخطأ ضد رغبة هؤلاء المتسلطين.. انتقلت إليها انتقالا فيزيقيا لم يحسبوا حسابه، فالأسد هو من منح أبوه الجولان لإسرائيل هدية حين كان وزيرا للدفاع عام 73 وعمه رفعت قائدا للجولان، وتعهد كلاهما كما قرأنا لإسرائيل ألا يفتحا ملفها حتى تؤول ملكيتها إليها بالتقادم الذي يطمس أيضا هوية أهلها السوريين.
أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]