ملتقى للفن التشكيلي النسوي في مسقط يجمع 40 فنانة خليجية وأجنبية

للتعبير الحر عن أفكارهن بالصوت والصورة

يضم المعرض نحو ثمانين عملا، بمعدل عملين لكل فنانة مشاركة وهي تتوزع بين مختلف المدارس والمناهج التشكيلية («الشرق الأوسط»)
TT

التقت أربعون فنانة تشكيلية من الخليج ودول أوروبية وآسيوية مختلفة، يجمعهن الفن وهواجس مشتركة في تجسيد الفكرة باللون والريشة للتعبير عن أفكارهن في ملتقى هو الأول من نوعه للإبداع التشكيلي الحر يقام في العاصمة العمانية مسقط.

تنظم الملتقى الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بهدف تأمين منبر للتواصل بين الفنانات وعرض تجاربهن ولإنتاج لوحات مشتركة، سيعود ريعها إلى جمعيات خيرية تعمل في عمان. وتقول المشرفة على الملتقى في الجمعية الفنانة إنعام اللواتي، إن الهدف هو خلق نوع من التواصل والتعارف بين الفنانات من جهة ونقطة انطلاق لهذه الفنانات نحو آفاق جديدة من المعرفة المكتسبة. وأضافت: «لهذا السبب ارتأينا في الجمعية عدم تقييد الفنانات بموضوع واحد، بل تركنا المجال أمامهن مفتوحا للإبداع من دون قيود، وبهذا على كل فنانة أن تطلق خيالها وترسم ما تشاء من أعمال ستكون متنوعة بين الانطباعية والتجريدية».

ويستمر الملتقى على مدى أربعة أيام، تشارك فيه من البحرين بلقيس فخرو، ومن المملكة العربية السعودية علا حجازي، ومن دولة قطر منيرة المير، ومن الإمارات الدكتورة نجاة مكي، ومن الكويت كل من، شيخة سنان، وشيماء أشكناني، ودعاء ياسين، ومن السودان زينب أبو الشوك. كما تشارك مجموعة من الفنانات الأجنبيات من ألمانيا والهند وبريطانيا.

وسيضم المعرض نحو ثمانين عملا، بمعدل عملين لكل فنانة مشاركة. وهي تتوزع بين مختلف المدارس والمناهج التشكيلية، فهناك اللوحات التجريدية واللوحات التي تجسد الطبيعة والبورتريه وغيرها. واللافت أن محترف الرسم في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية كانت جدرانه وأرضه مليئة بالأقلام والألوان وكثير من أدوات الرسم، فيما انهمكت الفنانات المشاركات في استكمال لوحاتهن والاطلاع على أعمال زميلاتهن في الوقت نفسه.

وقد شهد المعرض، إضافة إلى ورشة الرسم جلسات حوارية، دارت بين الفنانات المشاركات تنوعت بين مناقشة هموم الفنان التشكيلي في المنطقة الخليجية، ولا سيما الفنانة المرأة، وبين سبل تطوير عملهن، حيث شكل تواصلهن حلقة في إطار سعيهن للتواصل كل خارج نطاق بلدها. وقد أشارت كثير من الفنانات إلى أهمية هذا التواصل في فتح آفاق جديدة أمام الفنانة لتعرض لوحاتها مستقبلا إلى جمهور جديد.

واعتبرت الفنانة العمانية نعيمة الميمني أن اللقاء ساعدها في التعرف على تقنيات جديدة في الرسم، وتقول «استعملت خلال هذا الملتقى تقنيات جديدة لم أستعملها في السابق، ولكنني لست أكيدة من أنني سأعتمدها في لوحاتي مستقبلا. فأنا معروفة برسمي للعمارة التقليدية لكن تجربة مواضيع جديدة تشكل حالة تحد، أعتقد أنها أساسية للفنان، ليكتشف قدراته وطاقاته أكثر، وهذا ما قمت به في هذا الملتقى».

بدروها، تجد الفنانة ريا البلوشي أن كل فنانة تمضي في خطها أو أسلوبها الخاص لتعكس كل واحدة من المشاركات بيئتها وحياتها وتجاربها وسيضم المعرض نحو ثمانين عملا، بمعدل عملين لكل فنانة مشاركة. وهي تتوزع بين مختلف المدارس والمناهج التشكيلية الخاصة، ولو أن ما يجمع الفنانات الخليجيات من قواسم مشتركة أكبر مما يجمعهن بالفنانات الأجنبيات.

وتلاحظ الفنانة الألمانية أنتيا مانزا أن العمر شكل علامة فارقة في الملتقى، حيث جمع فنانات من أجيال مختلفة، وليس فقط من بيئات ودول مختلفة، فهي التي تتفرغ للرسم منذ أكثر من ثلاثة عقود تجد أن اللقاء مع فنانات شابات على وجه التحديد يعطيها نوعا من التواصل الذي تبحث عنه للوقوف على ما تفكر به هؤلاء الفنانات وما تطرحنه في أعمالها. وتشير مانزا إلى تأثير كبير للبيئة على الأعمال التي خرج بها الملتقى، فمن ناحية اللون مثلا تلجأ الفنانة العمانية لاستعمال الألوان الفاقعة أكثر من غيرها، ولناحية المحتوى أعطت بعض المشاركات مثل بلقيس فخرو من البحرين، اللوحة أبعادا تجريدية جديدة فيما لجأت أخريات إلى استخدام الأقمشة والحلي في لوحاتهن.

وتجد مانزا أن ما ينقص الفنانات التشكيليات في منطقتنا العربية هو التحصيل الأكاديمي المتخصص بالفنون، وتقول «دراسة الفنون في أوروبا تستغرق أربع سنوات جامعية، بينما ألاحظ غياب مثل هذا التخصص في عمان وغيرها من الدول المحيطة. إن التحصيل الأكاديمي يعطي الفنان بعدا أساسيا يحتاجه في حياته العملية مستقبلا، ولهذا نجد أن كثيرا من الفنانين هنا يلجأون إلى تحصيل المزيد من الدراسة في دول أوروبا وأميركا وغيرها من الدول».

وتتفق الفنانة السعودية علا حجازي مع مانزا، وتقول إن ما ينقص الفنان التشكيلي في منطقتنا أيضا هو عدم وجود من يتبنى الفنان ويروج لأعماله.