«سوذبيز» تداعب سوق الأعمال الفنية بمزادها المسائي اليوم

في مزادها «الأكثر جاذبية».. الدار تقدم 39 عملا منها لوحتان لسيزان وكليمت ومنحوتة لغياكوميتي

لوحة «إبريق من الماء وفاكهة على منضدة» للفنان بول سيزان ولوحة «منظر طبيعي مع شجرة السرو» لغوستاف كليمت (أ.ف.ب)
TT

فيما وصفته صحيفة «الغارديان» البريطانية بأنه «أكثر مزادات الفن التأثيري والمعاصر جاذبية على الإطلاق» في تاريخ دار «سوذبيز» للمزادات، تصف الدار مجموعة ضخمة من الأعمال الفنية لأساطير الفن التأثيري والمعاصر في مزادها اليوم الذي يقام على فترتين صباحية ومسائية.

وفي المزاد المسائي تحتفظ الدار بأهم أغلى ثلاث قطع لجذب جامعي ومقتني اللوحات، الأعمال الثلاثة هي لغوستاف كليمت، وبول سيزان، ومنحوتة لألبرتو غياكوميتي. اجتماع الثلاثة أعمال في مزاد واحد يعد وضعا استثنائيا وفريدا في تاريخ الدار، ولكن الكتالوغ يحفل أيضا بأعمال أخرى لماتيس، وميرو، وبيكاسو، وتوماس مور، ومارك شاغال، وآخرين، مما يجعل مجرد التجوال في المعرض السابق للمزاد متعة فريدة، وقد لا تتكرر مرة أخرى لمحبي الفنون، فالكثير من هذه الأعمال الخلابة قد تنضم إلى مجموعات فنية خاصة وتختفي عن الأنظار، وبهذا المفهوم يكون المزاد متعة بصرية، ليس فقط لمن يملك المال ويستطيع المزايدة واختيار أي من القطع يريد، بل هو أيضا متعة للمتفرج العادي الذي لن يزايد ولن يدخل في صفوف المحظوظين ممن تزدان بيوتهم وصالوناتهم بعمل أو أكثر لكبار الفنانين العالميين، بل وجد الفرصة لرؤية تلك الأعمال مجتمعة تحت سقف واحد.

في مدخل قاعة العرض بمقر الدار وضعت لوحة «إبريق من الماء وفاكهة على منضدة» للفنان بول سيزان، التي تقيمها الدار بنحو 10 إلى 15 مليون جنيه إسترليني واللوحة رسمها الفنان بين عامي (1893 - 1894)، وتعتبر واحدة من أجمل أعماله تباع في المزاد العلني، وحسب تعليق هيلينا نيومان، المسؤولة عن المزاد المسائي «من وجهة نظر أي جامع للفنون الذي يريد أن يكوّن مجموعة جادة تضم أعمالا من المدرسة التأثيرية والمعاصرة، فإنه بالتأكيد يحتاج عملا لسيزان». وتضيف نيومان لـ«الشرق الأوسط» أن اللوحة عادت إلى السوق مرة أخرى بعد أن تم بيعها في مزاد للدار في عام 1989 بـ11.5 مليون دولار أميركي. وتضيف نيومان أن هذا العمل الذي يحمل الخصائص الفنية المميزة لأعمال سيزان سيلقى ترحيبا وقبولا لدى الكثيرين من جامعي الفنون سواء كان ذلك في أميركا أو الصين أو أوروبا.

وتعلق نيومان على ملاحظة حول حجم المزاد وكم الأعمال المعروضة فيه قائلة إن المزاد المسائي يقدم 39 لوحة، ويتوقع أن يحصد مبلغا يتراوح ما بين 70 إلى 90 مليون جنيه إسترليني، نصفها من لوحتي سيزان وكليمت ومنحوتة غياكوميتي. ولكنها تضيف أيضا أن المزاد المسائي عادة ما يقدم أعمالا ذات جودة وقيمة عالية، فعلى سبيل المثال هناك لوحات متميزة لبيسارو، وسيورات، وماتيس، وشاغال، ورينوار.

وهنا كان لا بد من السؤال حول الثقة العالية بعودة الازدهار للسوق الفني، خصوصا مع جمع كل تلك الأسماء في مزاد واحد، وهنا تقول نيومان: «نعم هذا حقيقي. أعتقد أن المشترين لم يهجروا السوق خلال العام الماضي، ولكن التحدي الحقيقي هو كان كيف نجمع مثل هذه الأعمال. وأعتقد أيضا أن النجاح الذي حققه مزادنا الأخير في نيويورك في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي قد ضاعف من تلك الثقة لدى البائعين».

اللوحة الثانية التي تعتمد عليها الدار في جذب المشترين هي للفنان غوستاف كليمت بعنوان «منظر طبيعي مع شجرة السرو»، وحسب تقدير نيومان فهي تعتبر واحدة من أهم لوحات المناظر الطبيعية لدى الفنان، وقدر لها سعر يتراوح ما بين 12 إلى 18 مليون جنيه إسترليني. اللوحة التي فقدت في فيينا خلال الحكم النازي وظهرت مرة أخرى منذ بضعة أعوام تعرض للبيع حسب اتفاق عقد ما بين وريث مالكتها الأصلية والمالك الحالي، وسيتم تقاسم الربح بينهما. أما العمل الثالث فهو للنحات ألبرتو غياكوميتي بعنوان «الرجل الذي يمشي»، وهو من أهم الأعمال التي تظهر في السوق للنحات المعروف. العمل البرونزي يعرض للبيع بسعر يتراوح من 12 إلى 18 مليون جنيه إسترليني أيضا. وستثبت الأرقام الليلة ما إذا ما كان رهان الدار حول عــــــــــودة الحيوية إلـــــــــى ســــــــــوق الأعمال الفنية فـــــي محله أم لا.