في بداية قوية لموسم المزادات الفنية، تحققت توقعات «دار سوذبيز» للمزادات بشكل درامي لم يتخيله أحد، إذ كانت الدار قد وضعت آمالها على ثلاثة أعمال فنية في مزادها المسائي أزل من أمس للأعمال التأثيرية والمعاصرة، وتوقعت أن يتجاوز سعر كل منها 10 ملايين جنيه استرليني فقط، ولكن الواقع أثبت أن الدار لم تضع في الحسبان أن تكون السوق الفنية قد عادت للحياة وبقوة. فحقق واحد فقط من تلك الأعمال كل تلك الآمال مجتمعة، إذ بيع تمثال «الرجل السائر» للمثال السويسري ألبرتو جياكوميتي مبلغ 65 مليون جنيه استرليني (104.3) مليون دولار وهو أربعة أضعاف المبلغ المقدر له من خبراء الدار. وحسب ما ذكرته «سوذبيز» فإن التمثال بذلك يصبح أغلى عمل فني يباع في المزاد على الإطلاق. والرقم القياسي السابق سجلته لوحة الفنان الإسباني بيكاسو «فتى الغليون» التي بيعت مقابل 104.2 مليون دولار في مزاد في نيويورك في 2004.
التمثال الذي أنتجه جياكوميتي عام 1961 ويمثل رجلا بالحجم الطبيعي وهو يمشي، ومن هنا جاء اسمه «الرجل السائر»، كان ملكا لمصرف «كوميرزبنك» الألماني الذي كان حصل عليه عندما استحوذ على بنك «دريسدنر» في 2009. وكان بنك «دريسدنر» قد اشترى التمثال في 1980.
ويعتبر تمثال «الرجل السائر» واحدا من أهم الأعمال التي نفذها النحات السويسري الذي عاش في القرن العشرين. وترجع قيمة التمثال إلى وجود عدد قليل من تماثيل جياكوميتي ونادرا ما تعرض للبيع في المزاد.
وتمت المزايدة على التمثال في أجواد هادئة مترقبة ولم تستغرق العملية سوى 8 دقائق انتقل فيها السعر سريعا من مبلغ 12 مليون جنيه بسبب 10 مزايدين بعضهم تواجد في القاعة والآخر ضارب عبر الهاتف حتى استقر السعر عند مبلغ 65 مليون جنيه استرليني. ولم تكشف «سوذبيز» عن هوية المشتري مكتفية بالقول إنها تلقت العرض الفائز من شخص مجهول عبر الهاتف.
ولم يكن هذا هو الرقم القياسي الوحيد في المزاد، إذ حققت لوحة غوستاف كليمت التي عرضت بمبلغ 12 مليون جنيه استرليني مبلغ 26.921 مليون جنيه استرليني محققة رقما قياسيا لأعمال الفنان. اللوحة التي فقدت في فيينا خلال الحكم النازي وظهرت مرة أخرى من بضعة أعوام عرضت للبيع حسب اتفاق عقد ما بين وريث مالكتها الأصلية والمالك الحالي وسيتم تقاسم الربح بينهما. وعلقت ميلاني كلور، رئيسة قسم الأعمال الفنية التأثيرية والمعاصرة في «سوذبيز العالمية»، قائلة «نحن في قمة السعادة أننا بعنا تلك الأعمال الرائعة هذا المساء وأنها وجدت المشتري الذي يقدر قيمتها الفنية الحقيقية». وبالنسبة لباقي القطع التي ضمها المزاد فقد ذكرت الدار أنه تم بيع لوحة لرينيه ماغريت بـ 3.737 مليون جنيه استرليني بينما لم تتخط لوحة بول سيزان المبلغ الذي توقعته الدار فبيعت بـ 11.8 مليون جنيه استرليني.