الإنترنت أولا.. والآن القبة الزجاجية في محطة الفضاء الدولية

أول استخدام للإنترنت في الفضاء كان لإرسال الزهور لزوجة أحد الرواد

ستمكن هذه المراقبة أفراد الطاقم داخل القبة من رؤية المحطة بزاوية 360 درجة، مما يتيح لهم النظر مباشرة إلى الخارج أثناء عمل الإنسان الآلي (ا.ب)
TT

لم تكن الحياة خارج كوكب الأرض أفضل مما هي عليه الآن، كما أنها في طريقها إلى التحول نحو الأفضل فقد ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن رواد الفضاء في المحطة سيحصلون أخيرا على قبة المراقبة التي ستوفر لهم رؤية بانورامية لكوكب الأرض وذلك بعد أسبوعين من إمدادهم بخدمة الإنترنت.

وسيسلم المكوك الفضائي «إنديفور» القبة المكونة من سبعة جوانب زجاجة لمحطة الفضاء الدولية الأسبوع المقبل، إلى جانب جزء أكبر من المساحة للمعيشة في غرفة تسمى «ترانكوليتي» (الهدوء).

وقد تقرر إطلاق المكوك «إنديفور» في الساعات الأولى من صباح الأحد - الساعة 4:39 صباحا - سيحمل على متنه سبعة من رواد الفضاء بعد أيام فقط من إدراج الرئيس باراك أوباما بندا كبيرا يتعلق بمحطة الفضاء في ميزانيته المقترحة للعام المالي المقبل. وكان العد التنازلي للإطلاق قد بدأ يوم الخميس الماضي.

وفي الوقت الذي ألغى فيه البيت الأبيض برنامج «الكوكبة» لتوصيل البشر للفضاء، حصلت محطة الفضاء على تمديد للعمل حتى عام 2020 على الأقل، مع وعد بإجراء مزيد من الأبحاث ذات الصلة. وقال مدير ناسا تشارلز بولدين إن الهدف هو الاستفادة القصوى من محطة الفضاء باعتبارها «المختبر الوطني، كما كان يفترض أن يكون».

وقال بولدين، ربان سابق للمكوك، بعد إطلاق الميزانية يوم الاثنين الماضي «نحتاج إلى معرفة الكثير قبل أن نتمكن من المغامرة بصورة آمنة للخروج من مدار الأرض المنخفض على المدى الطويل».

ستعمل القبة المحمولة على المكوك، والتي تبدو كنافذة بارزة كبيرة، على إضفاء قدر كبير من التحسن في نوعية الحياة على متن محطة الفضاء.

فعلى سبيل المثال، عندما يمارس رواد الفضاء التمارين الرياضية في غرفة «الهدوء» الإيطالية الصنع، فسيكون بمقدورهم النظر من نوافذ القبة القريبة عندما تفتح مصارع هذه النوافذ. وعند إتمام العمل اليومي، سيكون بمقدورهم كذلك إدخال رؤوسهم وأكتافهم داخل القبة، التي يبلغ ارتفاعها خمسة أقدام، ليمعنوا النظر في الكون الفسيح.

وستمكن هذه المراقبة أفراد الطاقم داخل القبة من رؤية المحطة بزاوية 360 درجة، مما يتيح لهم النظر مباشرة إلى الخارج أثناء عمل الإنسان الآلي. حيث يضطرون الآن إلى الاعتماد على الكاميرات عند استخدم الذراع الآلية لتحريك أو تثبيت العناصر باهظة التكلفة.

وقال أحد المقيمين في محطة الفضاء تيموثي كريمر «النظر على كوكب الأرض هو شيء مثير». في الحقيقة هذا الشيء هو مصدر التسلية الأولى بالنسبة لأفراد الطاقم في خارج أوقات العمل، على الأقل قبل استخدام الإنترنت في محطة الفضاء.

وأخبر كريمر الأطفال في المدارس عبر نظام تلفزيوني للإرسال خلال الأسبوع الحالي «الآن نستطيع حقا تصفح الإنترنت والعثور على الأشياء المسلية».

وتمكن أخيرا الأفراد الخمسة المقيمون في محطة الفضاء، أميركيان وروسيان وياباني واحد، من استخدام الإنترنت أواخر الشهر الماضي، بعد قرابة عقد من الزمان من وصول أول مجموعة للمحطة.

وكتب الربان جيفري ويليامز على صفحة حسابه الخاص على موقع «تويتر» «كان أول شيء أفعله على الإنترنت هو طلب بعض الزهور لزوجتي. لقد كان عملا ناجحا. تجارة من الفضاء».

ستنتقل القبة، وهي إيطالية الصنع أيضا، ويبلغ قطرها نحو 10 أقدام، في المكوك الملحق بغرفة «الهدوء»، لكن في المكان الخاطئ. وسيتم نقلها إلى الوضع الصحيح بمجرد ربط غرفة «الهدوء» بمحطة الفضاء.

وأثناء التجول الثالث والأخير للبعثة، سيكون اثنان من رواد الفضاء بالخارج ينظران إلى الداخل، فيما سيزدحم التسعة الآخرون بالداخل لينظروا إلى الخارج. وسيدخلون رؤوسهم وأكتافهم في القبة وتتعلق أرجلهم بالأسفل داخل غرفة الهدوء.

وقال الربان جورج زامكا إنه مع انعدام الجاذبية سيكون الأمر أكثر سهولة في تجمع طاقم المحطة داخل القبة الأشبه بكابينة الهاتف.

وتعتبر النافذة الدائرية الرئيسية، والتي يبلغ عرضها 31 بوصة، أكبر نافذة على الإطلاق يتم ربطها بالفضاء. وتأخذ النوافذ الست في المحيط شكل شبه منحرف. وحتى الآن، تريد ناسا الإبقاء على هذه النوافذ مغلقة معظم الوقت وذلك لحماية زجاج السليكا المنصهر من الحطام السابح في المدار. ويبلغ سمك الزجاج من بوصة إلى بوصة ونصف ويتكون من أربعة ألواح.

ويرجع الفضل في تسمية غرفة الهدوء، التي يبلغ طولها 23 قدما، إلى هبوط مهمة «أبوللو 11» على سطح القمر. ومنطقة بحر الهدوء هي المكان الذي هبط عليه نيل أرمسترونغ وباز ألدرين في 20 يوليو (تموز) عام 1969.

وفي الحقيقة، كان ينبغي تسمية هذه الغرفة الجديدة في محطة الفضاء «كولبير»، حيث أطلق الممثل الكوميدي ستيفن كولبير حملة وفاز في تصويت على الإنترنت من أجل تسمية هذه الغرفة على اسمه، لكن وكالة «ناسا» فضلت هذا اللقب التاريخي. وأطلق كولبير اسمه على جهاز للجري حُمل إلى الفضاء الصيف الماضي.

وسيتم تثبيت جهاز كولبير في حجرة الهدوء، مع بعض الصخور غير العادية المثبتة على لوحة على متن إنديفور. وقد جمع طاقم «أبوللو 11» رقائق من صخور القمر، وحملها رائد الفضاء السابق سكوت بارازينسكي إلى أعلى قمة جبل إيفرست الربيع الماضي. كما يوجد على اللوحة صخرة كبيرة تم اقتطاعها من قمة إيفرست أثناء البعثة نفسها.

وبعد بعثة إنديفور التي تستمر 13 يوما، ستكون محطة الفضاء مكتملة بنسبة 98 في المائة، حيث سيظل فقط أربع رحلات مكوكية. ومن المفترض أن تنتهي الرحلات المكوكية بنهاية شهر سبتمبر (أيلول)، لكن البيت الأبيض ذكر أنها قد تمتد إلى 2011، إذا كانت «ناسا» في حاجة إلى مزيد من الوقت والرعاية.