افتتاح معرض الفنان السوداني راشد دياب بمقر صندوق «أوبك» للتنمية الدولية في فيينا

ضمن أولى فعالياته احتفاء بمرور 34 عاما على إنشائه

سليمان الحربش مدير عام «افيد» والفنان راشد دياب («الشرق الأوسط»)
TT

رعى صندوق «أوبك» للتنمية الدولية (افيد) أمسية إبداع جديدة بمقر رئاسته في العاصمة النمساوية فيينا احتفاء بافتتاح معرض للفنان السوداني العالمي الدكتور راشد دياب، الذي يستضيفه «افيد». ولبى أكثر من 300 مدعو دعوة «افيد» لحضور المعرض وكان في مقدمتهم وزير الدولة في الخارجية السودانية، علي كرتي، وسفير السودان لدى النمسا محمود حسن الأمين، وسفراء دول «أوبك» والسفراء العرب والأفارقة والأجانب ومنسوبو المنظمات الدولية في العاصمة النمساوية، بالإضافة لجمع من رجال الأعمال والفنانين والإعلاميين والموسيقيين وناشطات من الجمعيات الخيرية النسوية ووجهاء المجتمع بجانب حشد من السودانيين؛ حكومة ومعارضة، ممن جمّعتهم ووحّدت بينهم ريشة الفنان دياب ولوحاته التي أبدع في رسمها بعنوان «ألوان من أجل السلام» من واقع إيمانه بالسودان الوطن الواحد.

يضم المعرض الذي يستمر حتى نهاية فبراير (شباط) الحالي، أكثر من 20 لوحة مختلفة الحجم والمضمون نثرتها ونسقتها خطوطا وألوانا وأشكالا أنامل الدكتور دياب؛ الفنان الذي يسمع همسات النيل و«وشوشاته» كما يغوص متأملا في الصمت وفي الأفق، في نزهة مع الروح حالما بسودان مزدهر آمن يسع الجميع، فخورا ومقدرا لثراء فسيفساء فنونه وثقافته المستوحاة من الثقافة الأفريقية، والعربية والإسلامية. واستفاد دياب من إمكانات المزج بينها تفاعلا مع الفنون العالمية المعاصرة، لا سيما أنه قد تنقل عارضا ومشاركا ومستمتعا بين أكثر من فعالية ونشاط فني في كثير من الدول والمناسبات. وكان قد نال درجة الدكتوراه في الفنون من جامعة لمبلوتنسي بالعاصمة الإسبانية مدريد حيث عمل أستاذا لمدة 7 سنوات عاد بعدها ليستقر في الخرطوم مقرن النيلين، حيث أنشأ مركزا ثقافيا أصبح بقعة مضيئة تكابد مجاهدة للمساعدة في فك اشتباكات الحركة الثقافية في السودان التي عايش دياب مراحل من مراحل ارتباكها وأزماتها لتحديد هوية ومسار. من جانب آخر، يعمل «مركز راشد دياب للفنون» على استحداث واستضافة معارض للفن المعاصر، وتنظيم محاضرات وندوات ومؤتمرات بغرض المساعدة لتطوير مهارات فنية في مجالات الفنون التشكيلية والخط والحرف اليدوية على أعلى مستوى بالإضافة لرفع قدرات المجتمع على التذوق الفني والإبداعي ولتقديم الفنون السودانية للعالم الخارجي، مع منح الأطفال فرصا واسعة لتنمية مواهبهم باعتبارهم طاقة ألوان هي زخر لهذا البلد العظيم. هذا، وكان حضور حفل الافتتاح قد استمتعوا مدندنين مع مقاطع موسيقية خالدة من مزمار الموسيقار السوداني العالمي المتميز، حافظ عبد الرحمن، الذي أبدع في تقديم لون آخر من ألوان الفنون السودانية الزاخرة والواعدة، خاصة عندما تتوفر لها الإمكانات والفرص كهذه الفرصة النادرة التي وفرها لها «افيد» فانطلقت إلى آفاق أرحب بتقديم، ولو بعض، ملامح من الثقافة السودانية في عاصمة الثقافة، والموسيقى، والفنون فيينا.