مليون لعبة في المعرض الدولي للألعاب في نورمبيرغ

باربي تضم مؤلفة «هاري بوتر» وأميرة السويد فيكتوريا إلى مجموعتها

عاملة تحمل مختلف الألعاب في المعرض («الشرق الأوسط»)
TT

تحت عنوان «لا داعي للغضب» فتح المعرض الدولي للألعاب أبوابه في نورمبيرغ أمام الصغار والكبار على حد سواء. فالمعرض الذي يحتفل بميلاده الأربعين تحول من معرض لألعاب الأطفال إلى مهرجان للعب والترفيه يتسابق فيه الذكور والإناث من الأعمار كافة، واتسعت مساحة الألعاب الإلكترونية فيه لتشكل الثلث.

وبهذه المناسبة أعلنت إدارة المعرض عام 2014 موعدا لصدور طابع بريدي ألماني رسمي، من فئة 55 سنتا، يحمل اسم «لا داعي للغضب». والشعار المذكور هو اسم لعبة للعائلة، يستخدم فيها ورق الكوتشينة والنرد، ولا بد فيها من خاسر أو غالب. تمر في عام 2014 الذكرى المائة لصدور هذه اللعبة الألمانية التي يفترض أن تعلم البعض فن «تقبُّل الخسارة». واللعبة من ابتكار الألماني يوزيف فريدريش شميدت، وتولى الفنان المعروف هيننغ فاغنر برايت رسم الطابع الذي يخلدها، ويظهر في الطابع رسم عائلة سعيدة باللعب عدا اللاعب الخاسر الذي لا يعرف فن الهزيمة. وذكرت إدارة المعرض أن شركة «شميدت» باعت حتى الآن 70 مليون نسخة من اللعبة في ألمانيا.

شاركت في معرض 2010 أكثر من 2600 شركة من 64 دولة وتصدرت ألمانيا المعرض من ناحية عدد المشاركين (856)، كما في الأعوام السابقة. المفاجأة كانت مشاركة الصين هذه المرة بـ228 عارضا، وهونغ كونغ (164 عارضا)، وتفوقهما على بلدان عريقة في إنتاج الألعاب مثل إيطاليا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وتغصّ قاعات المعرض بأكثر من مليون لعبة قديمة وجديدة منها 70 ألف لعبة تُعرَض لأول مرة في العالم، واجتذبت في العام الماضي 75 ألف زائر، معظمهم من العائلات، وتكشف إحصائية المعرض أنهم كانوا ينحدرون من 115 جنسية مختلفة.

ويمكننا رصد موضوعين ظهرا في معرض هذا العام كنزعتين أساسيتين في عالم اللعب والتسلية والابتكار: النزعة الأولى، التي بدت بوادرها قبل 5 أعوام، هي النزعة إلى الألعاب والمواد البيئية الطبيعية والخالية من السموم، والتي تحققت تحت شعار «أصدقاء السولار» الذي رفعه المعرض. النزعة الثانية هي العودة إلى الألعاب الأسرية (الجماعية) القديمة وإن تم تحسينها وتغيير أشكالها وإمكانية اللعب بها.

في المجال الأول برز جناح شركة «جيولينو» الإيطالية التي كان أبطال أفلام ديزني يتحركون فيها ببطاريات تشحن نفسها من الطاقة الشمسية. ويجري في الجناح تعليم الطفل أسرار «نظافة» الطاقة الشمسية، تفوقها على مصادر الطاقة البديلة، وخصوصا الطاقة النووية. وأقامت الشركة عرضا خاصا لـ«باور هاوس» (بيت الطاقة)، حيث تقدم المعلومات المفيدة للأطفال حول أنواع الطاقة وأضرارها ومنافعها. ويمكن للطفل هناك رؤية ساعة في شكل حبة بطاطا وتعمل بطاقة مستمدة من الزيت البيولوجي، بلوتو (كلب ميكي)، يحمل على رأسه مروحة، وهو يتحرك وينبح بطاقة مستمدة من الريح، وسيارات كبيرة تتحرك بالتحكم عن بعد بالطاقة الشمسية. وفي الوقت الذي حذرت فيه وزارة البيئة الألمانية شركات صناعة ألعاب الأطفال من استخدام المواد البلاستيكية التي تحتوي على المواد الضارة بصحة الأطفال، صنعت شركة «جيميني» دببتها من قناني البلاستيك المدورة التي لا تحتوي على المواد السامة، والمُجازة من قِبل السلطات الصحية الأوربية. وقال مصدر في الشركة إن خبراءها استخدموا 10 قناني بلاستيكية، سعة لتر واحد، لصناعة دمية فراء واحدة. وصنعت شركة «شتايف» الألمانية، المتخصصة في إنتاج الحيوانات الفرائية، دُماها من قطن طبيعي تتم زراعته في تركيا ويُنقل بالسفن إلى ألمانيا.

في المجال الثاني، وبالإضافة إلى العودة القوية للعبة «لا داعي للغضب»، ظهرت لعبة جديدة مستمدة من برامج مقدم البرامج الترفيهية المعروف شتيفان راب (راب تعني بالألمانية «غراب»)، وتحمل اللعبة اسم «اضرب الغراب!» وهي اسم برنامج يقدمه شتيفان راب في التلفزيون ويتحدى فيه المرشحين للبرنامج في مختلف صنوف المسابقات. تتسع اللعبة لخمسة لاعبين يتسابقون على «ضرب الغراب»، أو الانتصار عليه، وتستخدم البطاقات السرية والنرد في توزيع الأدوار. ومن بين مباريات التنافس مع راب لعبة المشي على البيض، وحساب عدد البيض المتكسر، ونفخ كرة المنضدة فوق وبين حواجز متنوعة، وسباق التزلج على الجليد باستخدام وعاء الطبخ الصيني الكبير (ووك)، إلخ، من ابتكارات شتيفان راب الذي قدم اللعبة بنفسه للجمهور.

وسيُصعَق الأهالي طبعا حينما يسمعون بتوقعات قطاع إنتاج الألعاب لعام 2010 وهم يعانون تأثيرات الأزمة الاقتصادية الدولية، إذ قدر القطاع ارتفاع ما يخصصه الطفل من مال لشراء الألعاب عام 2010 بنسبة 20 في المائة، وارتفاعها بالتالي إلى مبلغ 220 يورو سنويا لكل لطفل، فهذا القطاع حقق نتائج إيجابية رغم الأزمة بفعل انتشار الألعاب الإلكترونية وإحياء الألعاب القديمة. وحسب معطيات رئيس المعرض أرنست كيك، في كلمته الافتتاحية، فقد زادت مبيعات الألعاب في ألمانيا عام 2009 بنسبة 5 في المائة رغم الأزمة، وهو ما حقق للقطاع مداخيل ترتفع إلى 2.4 مليار يورو، كما نمت السوق بشكل مماثل أيضا في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والنمسا.

من الألعاب «التقليدية» التي عاد إليها بريقها في معرض الألعاب الدولي 2010 لعبة الاحتكار الدولية المسماة «مونوبولي»، إلا أن مونوبولي القديمة اكتست هذه المرة حُلّة زاهية الألوان، كما تحولت من المستطيل إلى الدائرة. وهكذا صارت اللعبة تتسع لعدد أكبر من «المتنافسين»، تحولت أوراق اللعب إلى مادة لا تبلى بسهولة، وأرفق المنتجون معها جهازا أوتوماتيكيا جديدا، يمكن حشوه بالنقود، ومن ثم استخدام بطاقات بنك شبيهة جدا بالأصلية، لسحب القروض. ويمكننا القول إن الكثير من الألعاب «التقليدية» عاد إلى الحياة هذه المرة بعد أن زرع لها «الجراحون» قلوبا إلكترونية جديدة. وهذا طبعا أثقل كفة الجانب الإلكتروني في قطاع صناعة الألعاب. وفي هذا المجال كمثل زودت شركة «ماتيل»، دمية باربي الشقراء، التي يبلغ عمرها 50 سنة، بأجهزة إلكترونية صغيرة حوّلتها إلى روبوت ملتيميديا لتسجل الصوت وبثه والتقاط الصور.

وبعد مشاهير النساء مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أضافت باربي هذا العام مؤلفة روايات هاري بوتر، أي ج.ك. رولنغ، وأميرة السويد فيكتوريا ولاعبة التنس الدولية كم كلايستر إلى مجموعتها. وقال متحدث باسم شركة «ماتيل»، التي تولت إنتاج العرائس الجديدة، إن إشراك كل هؤلاء النساء يلفت انتباه البنات الصغيرات إلى النساء الشهيرات ويجعلهن قدوة يُقتدى بهن عندما يدخلن مرحلة النضج. بالإضافة إلى ذلك عرضت باربي حصانا ملونا صغيرا للبنات يتيح للاعبات به عمل مختلف التسريحات لذيله وشعره. وتحتوي علبة الحصان على مشط ومجفف شعر صغير ورولات وشعر إضافي والكثير من الباروكات التي تهيئ البنات منذ الآن لإتقان فن تسريح الشعر.

كريستيان ماس طالب الهندسة في الجامعة إيسن (غرب)، صنع مكعبات وأدوات عمل جديدة تتيح تركيب بِنى جميلة وفنتازية، بعضها فضائية، لم تكن مكعبات اللعب التقليدية تتيحها سابقا. ويقول ماس إن الفكرة واتته خلال إحدى المحاضرات، وقضى سنتين في تطوير اللعبة، وهو أول مشارك منفرد بنتاجاته، ويأمل في الحصول على عنوان شركة لصناعة لعب الأطفال.

وعلى مستوى الألعاب التقليدية أيضا طرحت «لوغو» مكعبات جديدة، معقدة بعض الشيء، يمكن أن تشق طريقها إلى عالم الكبار والمسنين المعانين من ضعف الذاكرة والنسيان وقلة التركيز، وتعين اللاعب في بناء مختلف الأشكال الجديدة، بينها سفن الفضاء والشخصيات الفنتازية مثل سوبرمان والرجل العنكبوت. كما طرحت لوغو 8 ألعاب جديدة للعائلات يستخدم فيها النرد والكروت في اللعب. في قطاع الألعاب الكومبيوترية واصل فيلم «أفاتار»، الذي يُعرض بثلاثة أبعاد في السينما، تقدمه على الآخرين، وكان اللعبة الأكثر رواجا في المعرض. وطبيعي أن كان «سبايدرمان4» و«سوبرمان» ولعبة «توي ستوري» من أكثر الألعاب التي اجتذبت الصغار والكبار.

وكالمعتاد خطفت شركة «أودي» الأنظار في قطاع ألعاب «السيارات»، كما هي الحالات في السيارات الحقيقية، من شركتها الأم «فولكس فاغن». وتشارك أودي منذ عقود في المعرض بسياراتها العاملة بحركة القدمين، الكبيرة، والصغيرة العاملة بالتحكم عن بعد. وكان الأطفال يقفون بالدور لركوب سياراتها الكبيرة والأنيقة من طراز «يونيون إس» (نصف حجم السيارة الطبيعية)، كذلك السيارات الصغيرة من طراز «أودي كيدز» و«أودي كواترو». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» ما إذا كانت أودي تربي الصغار دعائيا من الآن على سياراتها، قالت كارولينا جيربرو إن الشركة لا تريد عرض السيارات وإنما عرض الألعاب للأطفال.

ويعول قطاع الألعاب الإلكترونية على مونديال كأس العالم لكرة القدم، هذا العام في جنوب أفريقيا، لترويج ألعاب كرة القدم الافتراضية على الشباب. وتقترب حركة اللاعبين والكرة في هذه الألعاب من حركة اللاعبين الحقيقيين ومهاراتهم، حسب أسمائهم، وأرقام القمصان التي يرتدونها. ونالت 8 شركات عالمية جوائز معرض هذا العام في 8 اختصاصات مختلفة قسمتها لجنة منح الجوائز حسب مجالات الإنتاج والإبداع. وهي مجالات «الموضة ونمط الحياة» و«ألعاب المعايشة»، و«الابتكار والتصميم»، و«الألعاب الإلكترونية»، و«العلم - التعليم»، و«الرياضة واللهو»، و«البيئة والوعي البيئي»، و«ألعاب الأكشن». في مجال «الموضة ونمط الحياة» فازت «فتاة الفيديو» من باربي بالجائزة الأولى. والدمية الشقراء الجميلة تحتوي في جوفها على محطة إلكترونية تلتقط أفلام الفيديو بواسطة كاميرتين صغيرتين، عاليتي الكثافة النقطية، في عينيها وتعرض الفيلم لاحقا على شاشة مصغرة في ظهرها. ويمكن للطفل تعلم ربط الدمية بالكومبيوتر، بواسطة سلك خاص، لعرض الفيلم على مساحة أكبر.

في مجال ألعاب المعايشة فازت بالجائزة الأولى شركة «سابلون» عن غيتارها الورقي «بيبر جيمز» الخاص بتعليم الأطفال العزف وتقليد المغنين، وهو من الورق.

شركة «رافنزبورغ»، المتخصصة في صناعة ألعاب الورق فازت في مجال العلم والتعليم بفضل كتابها الإلكتروني «المزرعة»، وهو كتاب «تيبتوي» (Tiptoy) يعلم الأطفال «بلمسة قلم» كل شيء عن الحيوانات والمحاصيل والبذور وكل ما يوجد في المزرعة.

وذهبت الجائزة في مجال الابتكار والتصميم إلى شركة «هاب إنترناشيونال» نظير إنتاجها لمكعبات لعب أطفال صغيرة وخفيفة، رؤوف بالبيئة، ويمكن تركيب بعضها على بعض بسهولة كبيرة.

أما جائزتا الألعاب الإلكترونية في مجال الرياضة والأكشن فذهبتا إلى شركة «شتادتباور» الألمانية مقابل لعبة سباق السيارات «كاريرا ديل ريسنغ»، وإلى شركة «بلاي موبيل» لقاء لعبتها الافتراضية التجسسية «توب إيجنت». وجائزة البيئة فازت بها شركة «كوزموس» عن إنتاج لعبة محطة الطاقة البديلة «جيولاين باور هاوس».