تدهور حالة الطقس ثانية في بريطانيا وتوقعات بعاصفة ثلجية حتى نهاية الأسبوع

ترتفع إلى ما يقارب المتر في واشنطن والرئيس أوباما يصفها بـ«ثلوج نهاية العالم»

العاصمة واشنطن، ارتفعت فيها الثلوج إلى أكثر من 90 سنتيمترا (أ.ف.ب)
TT

منذ فترة أعياد الميلاد وما بعدها، أي خلال شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) اللذين اعتُبرا الأشد برودة لعشرات السنين في بريطانيا، بدأت الثلوج تتساقط أمس على لندن وباقي المدن البريطانية، مؤشرا على استمرار حالة الطقس والبرد القارس الذي تسبب تعطيل الطرق وإغلاق المدارس والكثير من المؤسسات والشركات. مراكز الأرصاد الجوية تنبأت سابقا بأن التقلبات الجوية وسقوط الثلوج قد تمتد إلى مارس (آذار) المقبل.

البراعم التي كانت تستعد للبزوغ كعادتها في مثل هذا الوقت من كل عام كمؤشر على قربنا من فصل الربيع قد تنطمر ثانية تحت الثلوج التي بدأت تتساقط، والتي سيصل معدلها ارتفاعها إلى أكثر من 13 سنتيمتر. التوقعات أن درجات الحرارة في بريطانيا قد تنخفض إلى 6 درجات تحت الصفر.

وقال أندرو سيبلي المتحدث باسم الأرصاد الجوية البريطانية إن «درجات الحرارة ستبدأ في الانخفاض ابتداء من اليوم (أمس) وتستمر في ذلك لتصل إلى أدنى مستوياتها ابتداء من غد الأربعاء وحتى يوم الجمعة المقبل... الجو سيكون بارد جدا بسبب الرياح القادمة من الشمال الشرقي، مسببة سقوط كثيف للثلوج على الساحل الشرقي لبريطانيا»، مضيفا أن الساحل الغربي سيكون أشد برودة بسبب السماء الصافية وعدم وجود غيوم تقي من شدة البرودة، و«ستنخفض درجات الحرارة إلى 6 تحت الصفر في الليل خلال هذا الأسبوع».

إلا أن الحالة في بريطانيا لم تتدهور كما حدث على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، خصوصا العاصمة واشنطن، التي ارتفعت الثلوج فيها إلى أكثر من 90 سنتيمترا.

سوء الحالة جعل الرئيس الأميركي باراك أوباما يصفها بأنها «ثلوج نهاية العالم»، بعد العاصفة الثلجية التي تعرضت لها العاصمة الأميركية والتي اعتُبرت الأشد سوءا خلال أكثر من قرن. وألغت الكنائس صلواتها يوم الأحد وخلت الشوارع المكسوة بالجليد من الأشخاص فيما بذلت منطقة وسط الساحل الأميركي المطلة على المحيط الأطلسي جهودا كبيرة للخروج من العاصفة ثلجية.

وظل أكثر من 100 ألف منزل بلا كهرباء كما استمر إغلاق اثنين من المطارات الرئيسية الثلاثة في المنطقة بعد أكثر من 30 ساعة من الهطول المتواصل للثلوج التي بلغ ارتفاعها نصف متر في أنحاء منطقة غير معتادة على الثلوج الكثيفة.

وقال خبراء الأرصاد الجوية إنه من المتوقع أن تضرب عاصفة ثلجية أخرى المنطقة اليوم الثلاثاء أو الأربعاء، وحذروا من انخفاض شديد في درجات الحرارة في أعقاب ما سموه «عاصفة 2010 الثلجية».

وحذرت السلطات المواطنين كي يبقوا بعيدين عن الطرق التي ظلت مغطاة بالجليد ويصعب السير فيها إلى درجة كبيرة. وتوقفت خدمات الحافلات في العاصمة الأميركية ولم تشغل خدمة المترو في واشنطن سوى قطارات الأنفاق.

وغطى جليد يتراوح سمكه بين 51 و99 سنتيمترا قوسا كبيرة تمتد من غرب فرجينيا إلى جنوب نيوجيرسي بحلول مساء السبت عندما توقف الثلج عن الهطول بعد أكثر من 24 ساعة.

وقال التلفزيون المحلي إن 100 ألف منزل في منطقة واشنطن انقطع عنها التيار الكهربائي بعد أن حطم الثلج فروع الأشجار وأسقط أعمدة الكهرباء. وقالت شركة «بيبكو للكهرباء» إن 64 ألفا من زبائنها بلا تيار، وأفادت شركة «دومينيون» بأن 29 ألف منزل أخرى أصبحت بلا كهرباء.

وسطعت شمس الشتاء على العاصمة حيث زاد عدد المشاة عن عدد السيارات في الشوارع المهجورة المكسوة بالجليد.

وأوضح «ناشيونال ويذر سرفيس» الذي أصدر الجمعة نشرة تحذر من «عاصفة ثلجية غير عادية» أن معدل تساقط الثلوج أدى إلى عرقلة حركة النقل - حافلات ومترو - بشكل كبير، في حين تعذر تماما السير على معظم الطرق الرئيسية.

وظل اثنان من مطارات منطقة واشنطن - بلتيمور الثلاثة مغلقَين، وقال مطار واشنطن بلتيمور الدولي إنه يتوقع نشاطا محدودا للرحلات الجوية التجارية إذا أمكن استئنافها على الإطلاق، وتم الإعلان عن أن معظم الرحلات ملغاة.

وقال موقع مطار دالاس خارج واشنطن على الإنترنت إن المطار فُتح أمام عدد محدود من الرحلات لكن مجموع الرحلات التي يمكن أن تنطلق منه ليس مؤكدا.

ودفعت العاصفة إلى إغلاق المدارس وظهور طوابير طويلة عند المتاجر بينما سارع سكان المنطقة المذعورون إلى تخزين السلع الغذائية وغيرها من الإمدادات قبل حفل تقليدي في مطلع الأسبوع لمشاهدة مباراة نهائي دوري كرة القدم الأميركية.

وأعلنت كل من فرجينيا وماريلاند ومنطقة كولومبيا حالة الطوارئ بسبب الثلوج. وتسمح هذه الإعلانات للولايات بتنشيط أجهزة الطوارئ ومن بينها الحرس الوطني للمساعدة في التعامل مع العاصفة الثلجية الشديدة.

وقالت لورا سوذارد المسؤولة في جهاز الإنقاذ بولاية فيرجينيا لـ«فرانس برس» إن «طبقة الثلوج كثيفة إلى حد أن كاسحات الثلوج لا تستطيع عمل شيئا في بعض الأحياء». وأضافت: «إنه تحد حقيقي بالنسبة إلينا وسيستمر الوضع كذلك لعدة أيام في الأسبوع المقبل»، مذكرة بأن الأرصاد الجوية تتوقع تساقط جديد للثلوج.

كما سجل رقم قياسي لتساقط الثلوج السبت في مطار دالس الدولي في فيرجينيا مع 82 سنتيمترا استنادا إلى المصدر نفسه.

وتحولت الطرق الرئيسية التي فُتحت جزئيا بعد العاصفة إلى مزالج خطيرة على سائقي السيارات مع هبوط درجة الحرارة إلى 10 تحت الصفر. أما الطرق الفرعية فقد أصبحت أشبه بممرات تزلج لا يمكن أن يسلكها سوى السيارات رباعية الدفع.

ويخشى أن يؤدي انخفاض الحرارة المستمر إلى تحول طبقة الثلوج الرطبة إلى طبقة جليدية تزيد مشكلات حركة المواصلات تفاقما وتنذر بأن يواجه مستخدمو وسائل النقل صعوبة في التوجه إلى أعمالهم.

يبدو أن الهطول الكثيف للثلوج في ألمانيا فتح في الشتاء الحالي أبوابا جديدة للسرقة أمام اللصوص. وذكرت الشرطة أمس الاثنين أنها تَلقّت مؤخرا الكثير من البلاغات بشأن سرقة أجهزة إزالة الجليد في منطقة هارتس وسط ألمانيا.

ووفقا لبيانات الشرطة سُرق مطلع الأسبوع الحالي جهاز لإزالة الجليد من أحد الأكواخ الموصدة في مدينة باد زاكسا الواقعة في منطقة هارتس. وقد قام لصوص من قبل بسرقة جهازين لإزالة الجليد في نفس المدينة الشهر الماضي.

كما شهدت بلدة أودرتايش الواقعة في هارتس حالة سرقة مشابهة قبيل عيد الميلاد (الكريسماس).