«حوار البحر والبحيرة» لوحات زيتية تعكس مزاجية الطبيعة السكندرية

تتأملها فتأسرك بروعتها.. ثم تحيرك في انتمائها بين الواقعية والانطباعية والتعبيرية

من الأعمال المعروضة («الشرق الأوسط»)
TT

«الفن تعبير عن واقع محسوس» شعار يجسده ويغوص في ثناياه الفنان السبعيني سمير المسيري، أحد تلامذة الفنان الكبير سيف وانلي، في معرضه «حوار البحر والبحيرة» الذي تحتضنه قاعة نقابة الفنانين التشكيليين بالإسكندرية لمدة أسبوعين. وعبر 25 عملا بالألوان الزيتية، تنطق بعشق الطبيعة المميزة لمدينة الإسكندرية، جسد الفنان مزاجية البحر بهدوئه وثورته، مستلهما موضوعاته من منطقة الهوارية وشواطئ الساحل الشمالي حيث يعيش ويستنبط إلهامه. تتميز اللوحات بثراء لوني يوشك أن يكون ضربا من التصارع والحدة، كما تجمع بين اتجاهات ومدارس فنية عدة لكنها ترفض في خلاصتها أن تنتمي لإحداها. وللوهلة الأولى سيلحظ المتذوق للمعرض اتجاهاته التشكيلية التي تتراوح بين الواقعية والانطباعية والتعبيرية، وتعطي صورة للعالم من حوله.

تتلمذ سمير المسيري على يد أشهر نوابغ فن التصوير الفنان سيف وانلي، حيث لازمه في مرسمه وتعلم منه أن العمل الفني الجاد يخرج عن ثقافة ووعي ونضج، مما يكسبه جمالا ومصداقية. فقد اعتاد أن ينقطع في مرسمه الهادئ بالهوارية (المواجهة لبحيرة مريوط)، ليخرج لنا بأعمال رائعة تتسم بالشفافية والتناغم وتتجلى في بعضها النزعة الرومانسية خاصة في ما يتعلق بالأضواء والظلال. افتتح المعرض الفنان سعيد حداية، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تأتي أعمال الفنان سمير المسيري، بزخمها الانفعالي، لتعبر عن مشاعر صادقة ومعايشة حسية أوجدها لنفسه الفنان السكندري عاشق البحر، وعبر عنها أحسن تعبير». وأضاف: «أرى أثر ملازمتنا لأستاذنا سيف وانلي رحمه الله يظهر في بساطة العناصر الفنية المستخدمة والقيمة العالية. ولعل أكثر ما كان يمتعنا ويبهرنا، ونحن نجلس حوله أثناء دراستنا لمادة الرسم بالفحم، تلك السلاسة العجيبة وهو يعلمنا كيف يخلق مناطق الظل والإضاءة على كتلة الجسم البشري. وكان يستعمل لذلك قطعة من لباب الخبز (الفينو) ويستخدمها ليزيل بها بعض المناطق القاتمة فوق الورقة وسط إعجابنا وانبهارنا». يذكر أن الفنان سمير المسيري من مواليد القاهرة عام 1941. عاش بالإسكندرية، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعتها عام 1967، ودبلوم معهد «أدهم وانلي للرسم والتصوير» في نفس العام. وهو عضو بنقابة الفنانين التشكيليين، وعضو بأتيلييه جماعة الفنانين والكتاب بالإسكندرية. كما شارك في عدة معارض، وحصل على الجائزة الثانية لمسابقة الفنون التشكيلية للثقافة الجماهيرية عام 1974، والجائزة الأولى لمهرجان الإسكندرية الثقافي الأول عام 1976.