ملحم كرم يرحل بعد نصف قرن على رأس «نقابة المحررين» في لبنان

رئيس تحرير «البيرق» و«الحوادث»

ملحم كرم («الشرق الأوسط»)
TT

توفي أمس نقيب المحررين اللبنانيين، ملحم كرم، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر 76 عاما، وكانت حالته قد ساءت صباح أمس، ونقل إلى مستشفى «أوتيل» حيث فارق الحياة.

وملحم كرم نقيب المحررين في لبنان منذ ما يقارب النصف قرن، انتخب على رأس نقابة المحررين منذ بداية ستينات القرن الماضي، ولا يزال يُنتخب من حينها، وكان آخرها عام 2009 حيث وجهت له انتقادات كثيرة، بسبب ملازمته المنصب لفترة طويلة. وردت نقابة المحررين ببيان طويل شرحت خلاله، أن أحدا لم ينافس النقيب كرم، ولم تُشَكل لائحة ضد لائحته، وأن قانون نقابة المحررين لا يمنع إعادة انتخاب الشخص نفسه لمرات متوالية.

والنقيب ملحم كرم هو ابن الأديب، كرم ملحم كرم، الذي ولد بدير القمر، وعرف بموهبته الأدبية والصحافية، وأسس مجلة «ألف ليلة وليلة» و«الأسرار» وأطلق الشعار المعروف: «علمتني الحقيقة أن أكرهها، فما استطعت».

ولم يبتعد ملحم كرم كثيرا عن مسار والده، وجعل من العمل الصحافي همه، وعرفت عنه مواقفه الكثيرة في الدفاع عن الصحافيين وحرية الصحافة، وكان له موقف قوي من غزو صدام حسين للكويت؛ حيث قال: «الكويت كانت - وما زالت - تمد اليد التي تغذي خيرا وحبا وتعاطفا مع لبنان، لا سيما في أيام محنته، كما أن ظل سمو أمير دولة الكويت كان - وما زال - ماثلا في ما يعود كله على وطننا بالاستقرار والوئام والسلام».

وإضافة إلى عمله النقابي؛ فإن ملحم كرم هو صاحب دار «ألف ليلة وليلة» التي يصدر عنها الكثير من المطبوعات، وهو رئيس تحرير صحيفة «البيرق» وعدد من المجلات، من أبرزها مجلة «الحوادث» و«لا ريفو دي ليبان» التي تصدر باللغة الفرنسية، و«مونداي مورنينغ» التي تصدر باللغة الإنجليزية.

ورغم المرض والتقدم في السن لم يتوقف ملحم كرم عن مزاولة نشاطه، فقد كرمته «دار الندوة» في بيروت بمناسبة عيد شهداء الصحافة، في الخامس من الشهر الحالي؛ حيث قال في تلك المناسبة: «كلنا قرأنا أن فرويد شرح كل شيء. وأن رأس المال شرح كل شيء. لكننا كلنا سعينا إلى استكمال مسيرة الذكاء مع المتمردين على الظلم، الثائرين على القهر، المواجهين السلطان بجرأة العقلاء وبإيجابية البناة بتغليب العدل على القوة، فتصير الحادثات، على يد الصحافي، كمثل أمثولة يمكن لمكيافيل أن يسديها نصيحة إلى الأمير».

ومنذ أيام زار ملحم كرم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان على رأس وفد من نقابة المحررين، وبقي مصرا على العمل. وقد أصدرت القوات اللبنانية بيانا اعتبرت من خلاله، أن كرم شكل علامة فارقة لنحو نصف قرن في نقابة المحررين وفي العمل الصحافي في لبنان، خصوصا أنه استمر في أداء واجباته حتى اللحظات الأخيرة من حياته الطويلة والحافلة بالعطاء».

وقد نعى ملحم كرم، رئيس اتحاد الصحافيين العرب، إبراهيم نافع، ونقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي، ومجلس نقابتي الصحافة والمحررين، وأسرة دار «ألف ليلة وليلة».

وسيصلى لراحة نفسه في كاتدرائية «مار جرجس» المارونية في وسط بيروت، الساعة الثانية عشرة ظهر الثلاثاء المقبل في 25 من الشهر الحالي، وينقل جثمانه إلى مسقط رأسه في دير القمر، حيث تقام صلاة أخرى لراحة نفسه في كنيسة «سيدة التلة».