«الأندلسيون» في المغرب يبادرون لتأسيس جمعية للتذكير بمأساة ترحيلهم

رواية «الموريسكي» أعادت القضية إلى الواجهة بعد قرون

TT

تأسست في المغرب جمعية تعنى بشؤون الأندلسيين (الموريسكيين)، وضم مكتبها التنفيذي شخصيات مغربية من أصول موريسكية، ضمنهم سيدتان. وقال المشاركون في الاجتماع التأسيسي للجمعية إن ثمة أسبابا كثيرة أيقظت الوعي بالمسألة الموريكسية باعتبارها «مأساة إنسانية تاريخية بالنظر إلى ما تعرض له الموريسكيون، وهم مسلمون من أصول إسبانية وغير إسبانية بعد انهيار الحكم الإسلامي في الأندلس قبل قرون». ويتزامن تأسيس «جمعية ذاكرة الأندلسيين» مع مرور أربعة قرون على ترحيل الأندلسيين من إسبانيا لأنهم فضلوا عدم العودة إلى المسيحية والحفاظ على إسلامهم.

واعترف المشاركون في تأسيس الجمعية بتأثير رواية «الموريسكي» للكاتب المغربي حسن أوريد في إيقاظ همم المورسكيين في المغرب وخارجه بأهمية فعل شيء ما من أجل المستقبل بدل اجترار ذكريات الماضي الموريسكي الحزين.

وشرع أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية انطلاقا من اليوم الاثنين في العمل من أجل تحقيق الأهداف الخمسة التي وضعوها في برنامجهم، ومنها تنظيم لقاءات محلية ودولية للتعريف بمأساة الأندلسيين المهجرين قبل عملية الترحيل وأثناءها وبعدها، وإنشاء متحف للحفاظ على الذاكرة الأندلسية وصونها، وإجراء حوار مع الأطراف الإسبانية من أجل إيجاد أرضية مشتركة تكون سبيلا للتعاون المثمر، اعتقادا منهم أن للأندلسيين المهجرين تراث مشترك، بين ضفة شبه الجزيرة الأيبيرية والضفة الجنوبية لحوض المتوسط. ولم يغفل واضعو أهداف الجمعية «التركيز على أن ما لحق بالأندلسيين المهجرين هو بسبب انتمائهم إلى الحضارة الإسلامية». ولذلك قرر مؤسسو الجمعية ضمن خططهم «العمل على إعادة الاعتبار لهذا البعد في النسيج الثقافي والتاريخي والحضاري لشبه الجزيرة الأيبيرية».

ويتشكل أعضاء المكتب التنفيذي لـ«جمعية ذاكرة الأندلسيين» من محمد نجيب لبريس، وعبد الرؤوف الصوردو، ومحمد بركاش، وعبد الصادق معنينو، وعبد الجليل فنجيرو، وعلي الريسوني، ومحمد بن عبود، وعثمان بلمامون، وفهد لبريس، وعبد الحفيظ ملين، وعبد اللطيف ملين، ونجية كديرة، وحبيبة ولعلو.

يذكر أن أهم جمعيتين في الرباط وسلا وهما جمعية «رباط الفتح» وجمعية «أبي رقراق» في سلا ساندتا تأسيس «جمعية ذاكرة الأندلسيين»، وذلك من أجل «إجلاء الغشاوة التي لفت الماضي الأندلسي الأليم»، كما قال عبد الكريم بناني، رئيس جمعية «رباط الفتح». وفي السياق نفسه قال نور الدين شماعو باسم جمعية «أبي رقراق»: «إنها لبنة في إطار بناء صرح علاقات المغرب وشبه الجزيرة الأيبيرية».