«بلد جدة» ملتقى حجاج الخارج بعد رحلة العمر

تبلغ إيراداته 200 مليون ريال خلال المناسك

الحجاج يتبضعون لذويهم
TT

تعد منطقة البلد بجدة من أشهر مناطق المدينة جذبا للسياح والزائرين، كونها ملتقى يحكي واقع المدينة القديم، بما تضمه من مبان تاريخية ومراكز تسوق شعبية، وأضحت المنطقة وجهة للحجاج وزائري المشاعر المقدسة بمكة المكرمة.

وتحتضن منطقة البلد بجدة عقب انتهاء موسم الحج من كل عام آلاف الحجاج العائدين إلى بلادهم، ممن يفضلون التبضع واقتناء الهدايا لذويهم الذين ينتظرون عودتهم إلى بلدانهم، حيث تستقطب الأسواق القديمة الممزوجة بعبق التاريخ الزوار، كونها منطقة مركزية تجمع ما بين التراث والتسوق الحديث والقرب من شواطئ جدة.

ويؤكد الكثير من الحجاج أن منطقة البلد باتت مكانا أثريا لالتقاط الصور التذكارية، التي يحملونها معهم كذكرى لزيارتهم بلاد الحرمين، فيما تشهد المنطقة التقاء ثقافات العالم الإسلامي بمختلف طوائفه ومذاهبه الدينية واللهجات المحكية، مما يعده البعض مؤتمرا شعبيا لعوالم الحضارة الإسلامية من مختلف أصقاع الكرة الأرضية.

من جانبه، يقول الحاج محمد نكونو من نيجيريا: «تعرفت على بعض اللهجات السعودية كوني حججت أكثر من ثماني مرات خلال حياتي، وبت قادرا على التعامل ومعرفة ما يقوله الباعة كوني أقضي شهرا ومن ثم أعود إلى بلادي، وتعتبر الأسواق والأماكن الشعبية خير مكان للتعارف على ثقافات بلدان العالم الإسلامي»، لافتا إلى أن حج هذا العام كان ميسرا كثيرا، بحكم قلة عدد الحجاج عن السنوات الماضية، مثمنا دور الخدمات المقدمة من الحكومة السعودية.

وتجذب الأسعار المتدنية للسلع والبضائع التي يعرضها الباعة في جنبات سوق «البلد بجدة» الحجاج العائدين إلى ديارهم، فيما يعتبره الكثير من الحجاج فرصة لاغتنام تلك الأسعار التي تعد أقل كلفة عليهم لذات الهدايا والمقتنيات في بلادهم.

وفي المقابل، ينتشر الباعة في كل مكان من أرجاء منطقة «البلد بجدة»، في صورة تجمع أطياف المشرق والمغرب، ليقوم كل بائع بعرض بضاعته، وفي جهة مقابلة يقوم بعض الحجاج من روسيا ببيع أدوات الصيد الخفيفة كالمناظير والعصي والفوانيس الإلكترونية وغيرها، التي يجلبونها معهم من بلادهم.

وقال محمد محدوف مسؤول بعثة الحج في إحدى الحملات الروسية: «يعد التبضع من الأراضي السعودية نعمة من الله عز وجل، حيث إننا نثمن أي سلعة من هذه البلاد المباركة، وفي حقيقة الأمر أسعار السلع في السعودية أقل تكلفة بنسبة 40 في المائة من بلدان شرق آسيا، إضافة إلى أن شراء أي سلعة من بلد آخر تعد ذكرى تؤرخ».

ولفت محدوف إلى أن شقيقته مريم قد أسهمت في خدمته من خلال الإشراف على حملة الحج الروسية بالنسبة لقسم النساء، التي قالت بدورها «حصلنا على الدعم من خلال الحكومة السعودية، حيث كانت الأمور في التحرك والتنقل في غاية السهولة، ولم نجد الكثير من السلبيات كالتي كانت في الأعوام الماضية، لافتة إلى أن خطة الحج لهذا العام قد أثبتت نجاحها بكل كفاءة، وكان تعامل رجال الأمن في غاية الرقي وقدموا لنا الكثير من المساعدات والمساندات أثناء حركتنا في رحلة الحج».

وتضيف مريم «تعتبر النساء التسوق مسألة مفاخرة فيما بينهن، ونحرص دوما على شراء سلع غريبة ونادرة من أي بلد نسافر إليه»، لافتة إلى أن منطقة البلد بجدة هي المنطقة الرائعة من خلال التسوق المتجدد في كل عام بالنسبة للحجاج الروس.

وأكدت مريم أن أكثر ما يجذب الحجاج في عملية الشراء هو الحصول على قطع أثرية أو التعرف على مأكولات شعبية، للتعرف بشكل أكبر على البلاد التي يزورونها، لافتة إلى أن هناك عادة سنوية للنساء اللاتي جئن للحج، وهي إهداء أقاربهن بعض الهدايا التذكارية كالسبح وبعض الألعاب للصغار بعد عودتهن من رحلة العمر «الحج».

وبحسب إحصائية، فإن إيرادات منطقة «البلد بجدة» خلال 20 يوما من أيام شهر ذي الحجة، تتجاوز مبلغ 200 مليون ريال، تتوزع بين الإيجارات الفندقية والأماكن السياحية، ومحال بيع جميع الأدوات الاستهلاكية والتذكارية، وسط آمال من حجاج دول شرق آسيا بأن يتم تخصيص أركان في الأسواق الشعبية لعرض المنتجات الآسيوية من باب التعريف والتسويق.