البورصات الأوروبية تتراجع بعد تفجيرات اسطنبول

الاعتداءات تقضي على مكاسب المتعاملين في الفترة الصباحية بعد انخفاض أسهم الشركات القيادية

TT

تراجعت البورصات في جميع انحاء أوروبا أمس بعد عمليتي التفجير اللتين استهدفتا مصالح بريطانية في اسطنبول. ومع الاعلان عن نبأ وقوع الانفجارين، تراجعت بورصة باريس 1% بينما خسرت بورصة فرانكفورت 1.50 وبورصة لندن 1.04% وقال أحد الوسطاء في باريس ان «هذه التفجيرات أحيت المخاوف من وقوع عمليات ارهابية. وكان السوق يتحسن قبل وقوع العمليتين لكنه تأثر بهما». وشهدت اسواق المال الاوروبية الاخرى تراجعا كبيرا للسبب نفسه، وخصوصا في استوكهولم حيث تراجعت 0.90%، وزيوريخ 0.84%. ومدريد 1.08% وميلانو 1.24 %.

واوضح المحلل في دار «باركليز ستوكبروكرز» في لندن هينك بوتس ان «الخوف من تهديد ارهابي شامل ما زال في اذهان الناس وشهدنا تأثير ذلك بعد اعتداءات سبتمبر (ايلول). وفي لندن انخفضت أمس أسهم الشركات القيادية في بورصة لندن للاوراق المالية اثر ورود تقارير عن وقوع ثلاثة انفجارات في مدينة اسطنبول التركية استهدفت مقر بنك اتش.اس.بي.سي والقنصلية البريطانية ومنطقة سكنية». وقال متعاملون ان انباء الانفجارات أدت الى محو المكاسب الصباحية التي حققها مؤشر فاينانشال تايمز الرئيسي وجددت المخاوف من وقوع هجمات على مصالح أميركية وبريطانية. وانخفض مؤشر فاينانشال تايمز المكون من اسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى 40.6 نقطة الى 8.4286 نقطة بعد هبوطه اول من أمس 27 نقطة.

وهبط سهم بنك اتش.اس.بي.سي واحدا في المائة بعد تقارير الانفجارات. وانخفضت أسهم مجموعتي هيلتون وانتركونتننتال للفنادق بنسبة 5.3 و2.2 في المائة على التوالي بفعل المخاوف من أثر الانفجارات على صناعة السياحة والسفر العالمية.

وفي نيويورك سجلت الاسهم الاميركية انخفاضا في بداية التعاملات في وول ستريت أمس مع انتشار أنباء عن اخلاء البيت الابيض لفترة وجيزة مما زاد من المخاوف الامنية لدى المستثمرين الذين هزهم انفجاران شديدان في اسطنبول امس.

وتم اخلاء البيت الابيض من العاملين فيه والسياح والصحافيين لفترة قصيرة بعد تقارير عن دخول طائرة مجاله الجوي.

وأخرج كبار العاملين في البيت الابيض وتلاميذ الرحلات المدرسية من مقر الرئيس جورج بوش الذي يقوم بزيارة لبريطانيا حاليا. وسمح للجميع بالعودة بعد انتهاء الوضع الطارئ. وهبط مؤشر داو جونز للاسهم الصناعية 24 نقطة بنسبة 0.25 في المائة الى 9666 نقطة. وانخفض مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا المكون من 500 سهم اربع نقاط بنسبة 0.41 في المائة الى 1038 نقطة. وتراجع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا 11 نقطة اي بنسبة 0.6 في المائة الى 1888 نقطة.

أما في طوكيو فقد انتعش مؤشر نيكي القياسي في بورصة طوكيو من ادنى مستوياته في ثلاثة اشهر ليغلق أمس مرتفعا 6.2 في المائة مع اقبال المستثمرين على شراء اسهم ان.تي.تي دوكومو واسهم اخرى انخفضت مؤخرا ولكن المكاسب كانت محدودة نتيجة ارتفاع الين. وشهدت السوق عمليات شراء نشطة لاسهم السماسرة فقفز سهم نيكو كورديال 34.7 في المائة الى 541 ينا وارتفع سهم مجموعة دايوا للسمسرة 7.5 في المائة الى 585 ينا.

وعلى صعيد العملات ارتفع سعر صرف الجنيه الاسترليني مقابل الدولار، واستقر مقابل اليورو الاوروبي أمس اثر اعلان بيانات اقوى من المتوقع عن مبيعات التجزئة في بريطانيا وارتفاع القروض العقارية مما جدد احتمالات رفع أسعار الفائدة مستقبلا. وانخفضت العملة البريطانية لفترة وجيزة عقب انباء وقوع انفجارات في اسطنبول شملت بنك اتش.اس.بي.سي البريطاني والقنصلية البريطانية. وقال متعامل ان السوق تركز أكثر على البيانات الاقتصادية. وزادت القروض العقارية بمقدار 1.6 مليار جنيه في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي فيما يمثل أكبر زيادة لها على الاطلاق.

وفي اسطنبول استؤنف تداول الليرة التركية بعد وقف التعامل فيها مؤقت اثر الانفجارات التي هزت اسطنبول أمس وقتلت 15 شخصا. وجرى تداول الليرة بسعر مليون و475 الف ليرة للدولار. وتوقف تداول الليرة عند سعر مليون و463 الف ليرة للدولار عقب الانفجارات. وقال سماسرة انهم يخشون ان يكون للانفجارات تأثير فادح على معنويا المستثمرين الاجانب في تركيا التي تنتعش ببطء من كساد اقتصادي حاد.

من جانبه قال وزير المالية الفرنسي فرانسيس مير أمس ان اليورو القوي لا يمثل تهديدا لانتعاش اقتصاد فرنسا رغم انه يثير قلق المصدرين الفرنسيين وذلك شريطة الا يستمر عند مستواه الحالي المرتفع. وقال مير لتلفزيون «ال.سي.اي» لا اعتقد ان هناك خطرا من اختناق الانتعاش بسبب اليورو. كما اكد الوزير ان الحكومة مصممة على خفض الضرائب تدريجيا مع الابقاء على الانفاق العام مستقرا في الوقت الذي تكافح فيه العجز العام المتفاقم وركود النمو.