مبيعات الجوالات في السعودية تشهد إقبالا كبيرا يترافق مع مظاهر السوق السوداء والمزادات العلنية

نوكيا تستحوذ على 85% من السوق تليها سامسونغ بنسبة 10% * جوالات الكاميرا مرغوبة وتباع في الخفاء ومزاد الجوالات مقالب وغرائب وبعضها مسروق

TT

يتندر مستخدمو اجهزة الجوال في السعودية باسماء معينة تدل على متانة ونوع استخدام تلك الاجهزة، فـ(العنيد) اكتسب اسمه من تحمله الصدمات لسنوات طويلة، و(الرهيب) لامتلاكه كفاءة وامكانيات عالية و(النورس) لتبوئه مركزاً عاليا وغيره اسماء ارتبطت باسماء فنانين مثل (الساهر) وأصالة الخ اما اسعار الجوال فقد باتت قريبة جدا حتى لذوي الدخل المحدود، والخدمات صارت كثيرة والتواصل أصبح أكثر من ضروري، لذا تنوعت الخطوط ما بين الخط المفتوح والخط المبرمج للاتصال بأرقام محددة والخطوط المسبقة الدفع وخدمات تحديد سقف الفاتورة، والخدمة الجديدة التي طرحتها الاتصالات السعودية وهي شرائح اتصال محلية ودولية يستخدمها الحجاج طيلة فترة مكوثهم في المملكة وينتهي العمل بها مع انتهاء موسم الحج، إضافة إلى الأجهزة التي غدت تنقسم إلى ما هو مخصص للرجال وآخر للنساء أو الشباب أو الأطفال وما إذا كان رياضيا أو موظفا أو كاتبا.

في هذا السياق التنافسي تتسابق الشركات لطرح أنسب منتجاتها في السوق بسرعة فائقة. وتتصدر شركة نوكيا الفنلندية المقدمة بين باقي الشركات، حيث تطرح جهازا جديدا كل شهر، في حين تطرح الكورية سامسونغ جهازا جديدا كل شهرين بحسب ما قال أحمد عيسى مدير إحدى صالات الجوال في جدة. وأضاف: تعتبر مبيعات نوكيا هي الأعلى في السوق وقد تصل إلى 85 في المائة أما الباقي فتحتل شركة سامسونغ 10 في المائة منه وتبقى نسبة 5 في المائة موزعة على باقي الشركات وتتفاوت فيما بينها بحسب ميزات أحدث أجهزتها. طرحت سامسونغ مؤخرا عدة أجهزة مختلفة في آن واحد وهي (سينييه وS200 وT500 وS500) في حين تأخر إطلاق نوكيا لأحدث أجهزتها وهو العنيد 7 بعد إطلاق جهازي الفيصلية والطاووس، أما جهاز SL55 من سيمنز فقد احتفظ لفترة طويلة في سوق الجوال والآن يحظى جهاز G5300 من «إل جي» بشعبية كبيرة لخدمته المميزة في تحديد اتجاه القبلة.

ومع تزايد الطلب على الأجهزة التي تحتوي على كاميرات يلجأ بعض الباعة إلى التعامل مع هذا النوع من الأجهزة بطريقة شبه سرية، بسبب منع السلطات السعودية بيعها أو عرضها أو تخزينها، وبهذا الصدد يؤكد فؤاد المنصور مدير صالة «الجوال مول» شمال جدة، عدم جدوى اقتناء هذه الأجهزة لعدم وجود ضمانات عليها وعدم توفر قطع الغيار أو وكيل معتمد لها، وقال «إن أجهزة الكاميرات هي الوحيدة الممنوعة في السعودية لما يصاحبها من مشاكل إثر استخدامها بشكل سيء»، علما أن خدمة نقل الصور في الشبكة السعودية غير مفعلة، إنما يتم نقلها عن طريق الإنترنت عبر أجهزة الحاسوب، وقد قدمت الشركات أرقى تقنيات الكاميرات في أجهزتها فقامت موتورولا بطرح كاميرا مع زووم في جهاز F300، وقدمت سانيو كاميرا رقمية صوتية في جهاز SCP8100 أما LG فطورت الكاميرا إلى فيديو مع مونتاج للصور، وشاركت نوكيا في هذا التطور بجهاز 6600 المزود بكاميرا رقمية وتصوير فيديو مع داعم للصوت.

تختلف أسعار الأجهزة المعروضة بحسب ما تقدمه من خدمات وإمكانيات وقدرة استيعاب وتحميل كل جديد من الألعاب والصور والبرامج الأخرى، يقول أحمد عيسى: «إن أسعار الأجهزة في السعودية لا تختلف كثيرا عن باقي الدول بل ربما تكون أقل سعرا من غيرها»، وأضاف «لاحظت ذلك من خلال العديد من التجار المصريين والسودانيين يشترون من هنا أجهزة بالجملة لبيعها في بلدانهم لان سعر الجملة هنا أقل بكثير، أما بالنسبة إلى المستعمل فهو لا يفقد الكثير من قيمته عند بيعه كباقي الأجهزة الإلكترونية، فالخسارة تتراوح بين 20 في المائة و30 في المائة، فجوال سيمنز SL55 يقدر ثمنه بـ1500 ريال سعودي، في حين لا تنخفض قيمة المستعمل منه عن 1000 ريال، وحسب خبرتي في السوق فإن أجهزة النوكيا أقل الأجهزة خسارة لأنها الأكثر طلبا حتى في المستعمل، كما أن وجود الضمان يلعب دورا كبيرا في حفاظ الجهاز على أقل خسارة ممكنة لأن فقدان الضمان يترك الجهاز من دون هوية، والمحلات عادة لا تشتري جهازا بدون ضمان أو ورقة الوكيل إلا في حالات نادرة أو إذا كان الجهاز مرغوبا، وتكون مدة الضمان عادة عاما واحدا إلا في حالات العروض الخاصة، فقد تمتد طيلة ثلاث سنوات.

وبالنسبة لتكلفة تحميل الصور والألعاب والنغمات يقول عيسى «عادة ما تقدم هذه الخدمة في كافة المعارض مجانا عند شراء الجهاز وغير ذلك تكون التكلفة رمزية لا تتعدى 10 ريالات لكل أربع أو خمس نغمات، وتكلف ثلاث صور أيضا 10 ريالات، وهناك الآن خدمة جديدة ومميزة وهي تحميل القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وتكون أسعار هذه الخدمة حسب عدد الأجزاء المراد تحميلها أو الأحاديث فالجزء الواحد يتراوح بين 7 و10 ريالات حسب سهولة الجهاز وكذلك الأمر بالنسبة للأحاديث الشريفة». وعلى صعيد الملحقات كالسماعات والشاحن وما إلى ذلك أضاف: ثبت علميا تأثير الملحقات المقلدة سلبا على الأجهزة مما يؤدي إلى تلف البطارية ومدخل الشحن السالب والموجب، أما البطاريات فهي تؤدي إلى تلف الجهاز بالكامل اذا كانت مقلدة إذ يقوم الكثير من الباعة ضعاف النفوس بتغيير البطارية الأصلية في الجهاز قبل بيعه ليكسب بذلك 100 ريال حيث،ان سعر البطارية المقلدة 30 ريالا والأصلية 130 ريالا لذلك أنصح المشترين بالتأكد من شراء المنتجات الأصلية فقط من وكلائها وخاصة بعد انتشار الأجهزة المقلدة أيضا والتي يعاد تصفير عداداتها ـ إعادتها إلى الصفر ـ وتغيير قطعها الأصلية ومن ثم بيعها للزبائن.

يشكو أصحاب المحلات الدائمة من الباعة غير الشرعيين للجوالات بالاضافة الى تسببهم في عرقلة مرور السيارات مما، يضطر رجال الشرطة إلى اتخاذ تدابير معينة معهم إلا أن باعة الجوالات المهربة والمسروقة والمقلدة يتجمعون بشكل ملفت في شارع فلسطين، أبرز سوق للجوالات في جدة، يطلق عليهم اسم الشريطية ويقومون ببيع الأجهزة بالمزاد العلني. الكثير من المواقف الغريبة تحصل في هذا التجمع الغريب يروي خالد البرادعي (طالب جامعي) قصته لنا: ذهبت لشراء جهاز لأختي يكون مقبولا من حيث السعر والجودة، فنصحني أحد الوافدين وكان جالسا على الرصيف بأن أجرب سوق الشريطية لأن فيه ما أطلب، وفعلا دخلت بين الزحام ولم أجد ما يعجبني فخرجت وعندما تفقدت جوالي لم أجده فبدأت بالبحث والسؤال وعدت إلى ذلك الوافد ولكنني لم أجده أيضا، وبعد ساعة ونصف من البحث وجدت أحد الشريطيين يزاود على هاتفي بين الجموع فذهبت إليه ولكنه أنكر الموضوع وقال إن الجوال يخصه منذ زمن، وعندما قررت شراءه رفض بيعه لي إلا أني ضحكت كثيرا على هذا الموقف، فأنا لن أتمكن حتى من إبلاغ الشرطة كي لا أعتبر مشجعا لهؤلاء الباعة واكتفيت بطلب فصل هاتفي من شركة الاتصالات وعدت إلى المنزل أفكر في شراء جوالين بدل الواحد أحدهما لأختي والآخر لي.

وفي هذا المكان، حسب ما قال العديد من الزبائن وأصحاب المحلات تباع فيه الأجهزة التالفة والمهربة والمسروقة التي لا يمكن بيعها في السوق العادي بأسعار منخفضة جدا، وبذلك أثرت سلبا على مبيعات الجوال في الأسواق الرسمية وخاصة أن فكرة المزاد تقنع المشتري غالبا بأنه يحصل على مطلبه بالسعر الذي يقرره هو، وتكون طريقة المزاد كالتالي، يتفق مجموعة من الشريطيين على عرض جهاز ما يقف أحدهم حاملا الجهاز ويبدأ الباقون برفع سعره إلى أن يصل إلى المبلغ المطلوب ولا مشكلة من أن يرسو المزاد على أحد المتفقين بالنهاية عندئذ يعاد المزاد بعد ساعة تقريبا بالاتفاق على تخفيض السعر ويحصل صاحب الجهاز على المبلغ بعد خصم عمولة البائع.

يعتبر شارع فلسطين أهم أسواق الجوال في جدة وأكثرها غزارة وخدمة، وتحديدا الجزء الشرقي منه بعد تقاطعه مع طريق المدينة، إلا أن الجهة الشمالية بدأت بفتح بعض الأسواق لتكون قريبة من المستخدمين هناك عدنا لسؤال فؤاد المنصور مدير معرض الجوال مول في شمال جدة عن الإقبال العام، وهل تختلف الأسعار فقال: الأسعار هي نفسها قد تختلف في بضع ريالات حسب صاحب المحل ولكني أقول أن أغلى جهاز تبلغ قيمته 2720 ريالا وتنخفض لتصل إلى 300 ريال في بعض الأجهزة أما الإقبال فلا يمكن مقارنته بشارع فلسطين فحركة السوق هنا حديثة العهد إضافة إلى أن بعض الشركات لديها فروع خاصة منتشرة في جدة مثل نوكيا التي تملك 30 فرعا تقريبا، وزبائننا يتنوعون بين الرجال الذين يفضلون الأجهزة الكلاسيكية والنساء اللواتي يطلبن على الأغلب ماركة سامسونغ لشكلها الناعم وخاصة المصمم للنساء، أما الشباب فتستهويهم الأجهزة الحديثة دائما ويحرصون على اقتناء الأحدث وبيع أجهزتهم القديمة.

البطاقات المسبقة الدفع أصبحت حلا لمشاكل مستخدمي الهاتف الخليوي، علمنا من مصدر مطلع في شركة الاتصالات: أن مبيعات بطاقة (سوا) المسبقة الدفع وصلت إلى خمسة ملايين بطاقة وما زالت في ازدياد طالما أنها تسمح لمن هم على اللائحة السوداء في شركة الاتصالات لامتناعهم عن تسديد فاتورة الخط العام، تسمح لهم بشراء هذه البطاقة، إضافة إلى أن العديد من الآباء يستخدمونها مع أولادهم لضبط مصروف جوالاتهم كما تسمح للمقيم باقتناء الجوال بكلفة أقل ومصروف محدد، غير ذلك يمكن الاتصال بهذه البطاقة اتصالا دوليا من دون سابق اشتراك، أما سلبياتها فهي تكمن في ارتفاع تكلفة الدقيقة الواحدة إلى 120 هللة في حين أن تكلفتها في الخط العام هي 50 هللة في أوقات الذروة و40 عند التخفيض، يمكن شحن البطاقة بـ100 ريال وتستمر لمدة شهر واحد أو 200 ريال وتستمر لشهرين، في حين أنه من الممكن الحصول عليها لدى بعض الباعة بـ95 ريالا تقريبا والسبب فقط هو كسب الزبائن وقد يرفع بعض الباعة سعرها عن السعر الأصلي بكثير مستغلين ندرة وجودها في بعض المناسبات وزيادة الضغط والإقبال عليها كما يحدث في بداية شهر رمضان والعيد.